دعا السيد عمار غول وزير الأشغال العمومية القائمين على مشروع الطريق العابر للصحراء في الدول الست الأعضاء، إلى إعطاء أولوية لاستمرار عمليات تكوين المهندسين والخبراء التقنيين لضمان النوعية وكذا تقوية الدراسات والخبرة لإنجاح المشروع، وفقا للمعايير، مطالبا بالعمل على مرافقته بمرافق لخلق مناطق حياة والاستفادة من الثروات التي تزخر بها المنطقة، ليكون الطريق العابر للصحراء همزة وصل بين إفريقيا الشمالية والجنوبية؛ ضمانا للأمن والاستقرار في منطقة الساحل، وتحويلها من منطقة عبور للجرائم إلى فضاء للتنمية. وأكد السيد غول أن تكوين المتخصصين في مجال إنجاز الطريق العابر للصحراء، من شأنه مواصلة التأطير لإنجاز مشروع لائق، مطالبا القائمين على المشروع، برفع عدد المستفيدين من التربصات المبرمجة في هذا الإطار؛ من مهندسين وتقنيين لتجديد معارفهم والرفع من مستوى التكوين، لتحقيق النوعية على كل المستويات بالنسبة لكل التخصصات التي يتطلبها المشروع. وذكّر السيد غول خلال إشرافه أمس على انطلاق التربص التكويني المنظم لفائدة مهندسي الدول الأعضاء للجنة الربط للطريق العابر للصحراء بمقر وزارته ببن عكنون بالجزائر، بوجود جهود ودراسات قصد إنشاء فضاءات وفك العزلة على طول هذا الطريق وتوزيع السكان بها، مشيرا إلى أن تربص المتخصصين الذي سيدوم إلى غاية الفاتح من جويلية القادم، سيتناول كيفية تحقيق هذا الهدف؛ بتقليص المسافات وإنجاز آبار للمياه وألياف بصرية للاتصال وقنوات للغاز وأسلاك للكهرباء وغيرها؛ من مدارس ومرافق للخدمات لفائدة السكان المحليين لضمان الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في الساحل، ليتحول إلى منطقة للراحة بالقضاء على الإجرام بمختلف أنواعه. كما طالب السيد غول المكلَّفين بهذا التربص بتحضير محاور أخرى أكثر تفصيلا؛ بتسليط الضوء على مواضيع أخرى في إطار النظرة المكرواقتصادية للمشروع، خاصة ما تعلق بالخبرة والبحث، مؤكدا في هذا السياق، استعداد الجزائر لاستقبال دورات تكوينية أخرى لفائدة المتخصصين، لتوسيع معارفهم وتجديد خبراتهم مستقبلا. وذكر الوزير، في تصريح للصحافة، بأن الجزائر أنجزت 2400 كيلومتر؛ حيث انتهت من إنجاز الجزء الخاص بها في الطريق العابر للصحراء، والذي رُصد له غلاف مالي قدره مليارا دولار في البرنامج الخماسي 2009 -2013، كما قامت بمرافقة هذا الطريق بالطريق السيار شرق غرب، وانطلقت حاليا في عدة ورشات منها الطريق الرابط بين الجزائر والمنيعة على طول 1600 كيلومتر، والجزء الثاني الرابط بين المنيعة وعين ڤزام، علاوة على الطرق المحورية الفرعية، كذلك الطريق الرابط بين الجزائر وتمنراست، مضيفا أنه في إطار برنامج رئيس الجمهورية الممتد إلى غاية 2014، تم الشروع في إنجاز عدة طرق أخرى كالطريق الرابط بين الجزائر وتندوف، والجزائر ومالي، مرورا بتمنراست بتمياوين وتمزرواتين إلى باماكو. وأشار الوزير أيضا إلى أن الجزائر ساهمت في تمويل عدة دراسات خاصة بالطريق العابر للصحراء في شقه الرابط بين الجزائر ونواقشط، ومحور من طريق النيجر الممتد على طول 220 كيلومترا، مؤكدا أن الجزائر رافقت عدة دول أعضاء في المشروع مثل مالي، النيجر وموريتانيا، في عمليات تمويل إنجازاتهم من خلال البنوك الوطنية. ويشمل هذا التربص التكويني 26 مهندسا وخبيرا من مشروع الطريق العابر للصحراء من الدول الست الأعضاء، وهي الجزائر، تونس، مالي، النيجر، نجيريا والتشاد، ويهدف إلى تبادل المعارف والاستفادة من التجارب من خلال برمجة حصص دراسية تخص الجانب التقني والتكنولوجي للاطلاع على التقنيات الحديثة في مجال إنجاز الطرقات وكيفية المحافظة عليها وصيانة الطرق الصحراوية، ويكون هذا التربص متبوعا بزيارات ميدانية للورشات، حسبما أكده السيد محمد عيادي الأمين العام للجنة الربط للطريق العابر للصحراء.