حققت الرياضة الجزائرية من خلال مشاركتها الماضية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي جرت وقائعها في مرسين التركية من 20 إلى 30 جوان الماضي، نتائج لم تكن من بين أهداف اللجنة الأولمبية وبعض الاتحاديات، التي أكدت قبل السفر إلى تركيا بأن هذه الألعاب ما هي إلا تمهيدٌ وتحضير للألعاب الأولمبية المقررة في 2016، وهذا ما جاء في تصريح رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى براف، في إحدى الندوات الصحفية التي عقدها تحضيرا لهذه الألعاب. فقد سبق لبراف أن أكد بأن الأهداف ستسطَّر من قبل الاتحاديات، غير أنه لم يكن متفائلا كثيرا بأن تحصد الجزائر مثل هذا العدد من الميداليات، معتبرا بأن وزير الشباب والرياضة رفع العارضة عاليا، عندما طالب الرياضيين الجزائريين بتحقيق نتائج كبيرة في دورة مرسين لدى اجتماعه بهم قبل موعد الرحلة إلى تركيا. وحسب براف دائما، فإن ذلك لا يمكن تحقيقه في ظل بعض المشاكل التي تعترض الاتحاديات التي جُدّدت معظمها خلال هذه السنة، وبالتالي فإن التحضير لهذه الألعاب لم يكن كبيرا، لا سيما في بعض الرياضات التي لم تستفد حتى من إجراء تربصات تحضيرية، هذا كله جعل رئيس اللجنة الأولمبية آنذاك يؤكد بأن الجزائر ستشارك في مرسين من أجل التحضير لألعاب 2016 و2020، والسماح للرياضيين الشبان بالاحتكاك بالرياضيين العالميين واكتساب التجربة لتحقيق نتائج أكبر في المناسبات القادمة. غير أنه حدث عكس كل هذه الحسابات والتنبؤات، فالرياضيون الجزائريون استطاعوا أن يحصدوا 26 ميدالية، وأن ينهوا المنافسة في المرتبة العاشرة عالميا وثاني مرتبة على المستوى العربي بعد مصر التي احتلت المرتبة الخامسة، فبفضل تألق الملاكمين الجزائريين فليسي، بن بعزيز، شادي، عبادي وبن شبلة، الذين حصدوا خمس ميداليات ذهبية، ارتفع رصيد الجزائر إلى تسع ذهبيات، إلى جانب رياضيّي ألعاب القوى، الذين جلبوا أربعة ذهبيات أخرى بفضل كل من عبود، دحماني، بتيش وعمراني، هذا الإنجاز سيعطي دفعا آخر للرياضيين الجزائريين للتألق أكثر والتحضير بكل الإمكانات المادية والمعنوية من أجل تحقيق نتائج أفضل في الألعاب الأولمبية القادمة بعد ثلاث سنوات من الآن. رصيد الجزائر ارتفع بفضل الميداليتين الفضيتين لكل من آيت سالم ورحماني في هذه الألعاب، فالسيطرة على عدد الميداليات التي ستعود بها الجزائر من مرسين التركية اليوم، حصدتها ألعاب القوى والملاكمة، هذا ما كان خارج كل التوقعات التي سبقت هذه الألعاب المتوسطية، والتي من شأنها أن تمنح للمسؤولين عن الرياضة في الجزائر، ثقة أكبر في المستقبل، لتوفير كل الإمكانات اللازمة لمساعدة هؤلاء الرياضيين الشبان على التألق أكثر في المناسبات القادمة، فقد أظهرت ألعاب مرسين بأن هناك طينة من الشبان الذين بإمكانهم أن يحققوا الكثير من النتائج الإيجابية التي ستشرّف الجزائر في كل مرة، وتعيد الرياضة الجزائرية إلى سابق عهدها وإلى القيمة التي كانت لديها في الماضي، ولِم لا التقدم أكثر في المناسبات القادمة، لتُنهي الجزائر الدورات في المرتبة الأولى عربيّاً وإفريقيّا. وقد سبق لرئيس اللجنة الأولمبية وأن أكد في ندوة صحفية عقدها في مرسين التركية، على هامش الألعاب المتوسطية، بأن هناك تحفيزات كثيرة للرياضيين المتوَّجين في هذه المنافسة العالمية، إذ كشف مصطفى براف عن سلّم المنح الذي حددته هيئته للرياضيين المتوَّجين في هذه الدورة. وسينال كل رياضي جزائري تُوج بالميدالية الذهبية جائزة مالية بقيمة 5 آلاف دولار؛ أي ما يعادل 39.7 مليون سنتيم زائد 100 مليون سنتيم تمنحها وزارة الشباب والرياضة؛ أي حوالي 140 مليون سنتيم إجمالا. ويُمنح لكل رياضي نال الميدالية الفضية مبلغ 3 آلاف دولار؛ أي ما يقارب 23.8 مليون سنتيم، بينما يحصل كل رياضي أحرز البرونز على مبلغ مالي بقيمة 1500 دولار؛ ما يقارب 11.9 مليون سنتيم. وقد نالت الجزائر 26 ميدالية، منها 9 ذهبيات و2 فضيتان و15 برونزية، هذا ما سيرفع من قيمة المِنح التي ستقدَّم للمتوَّجين في مرسين، وعلى براف والوزارة إخراج آلة الحساب عند عودة الوفد الجزائري إلى الوطن.