أكّد وزير السياحة والصناعة التقليدية، محمد بن مرادي، أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة، أن القطاع بحاجة إلى تكوين 30 ألف يد عاملة مؤهلة جديدة في غضون السنة القادمة 2014 . وأوضح الوزير، في تصريح للصحافة على هامش حفل تكريم خريجي مؤسسات التكوين في مجال السياحة، أن القطاع بحاجة إلى توفير تكوين أولي لحوالي 30.000 يد عاملة مؤهلة جديدة، إلى جانب إعادة رسكلة اليد العاملة المتواجدة بالقطاع، بالنظر لعدد الأسر التى سيتم استقبالها في غضون 2014 . وقال السيد بن مرادي، إن سياسة القطاع تعتمد على برنامج التكوين الأولي، إضافة إلى إعادة رسكلة المستخدمين لرفع مستوى عمال القطاع قصد تحسين الخدمات في المجال السياحي. وفي هذا الشأن، أكد الوزير أن الاستثمارات المادية مهمة، ولكنها تعدّ"غير كافية"، مما يستدعي الاستثمار في الموارد البشرية، قصد رفع الرهان في مستوى الخدمات السياحية. مشيرا إلى أن السياحة تعرف "نقص في القدرات الايوائية وفي نوعية الخدمات". وبخصوص السياحة في منطقة الجنوب، أكد الوزير أن القطاع "يشجع استثمارات القطاع الخاص، ووضع برنامج يهدف إلى إعادة ترميم الهياكل السياحية التابعة للقطاع العمومي، إلى جانب مشروع فتح معهد جديد للتكوين في مهن السياحة في إحدى الولايات الجنوبية. وفي هذا الشأن، ركز على مكانة المنظومة التكوينية في تثمين الموارد البشرية في القطاع، والتى تعتبر استثمارا استراتيجيا في التكفل بحاجيات التنمية السياحية، ورفع التحديات في تحسين مستويات التأهيل والتكيف مع سوق العمل. ونظرا "للطلب المتزايد" في مجال التكوين في مهن السياحة مقارنة مع تطور الاستثمار في هذا المجال، فإن القطاع يركز في البرامج على المؤسسات التابعة للقطاع وكذا على أزيد من 100 مؤسسة تكوينية تابعة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين، في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين القطاعين. وتم أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة، تكريم الطلبة الأوائل خريجي المدرسة الوطنية العليا للسياحة المتحصلين على شهادة ليسانس في التسيير الفندقي والسياحي دفعة سنة 2013، أطلق عليها اسم "محمد الصالح منتوري". وتميزت مراسم حفل التخرج، بتسليم جوائز وشهادات تقديرية للمتفوقين عرفانا للجهود المبذولة طيلة مدة التكوين. ويتعلق الأمر بعدد من المتفوقين من بين 54 طالبا تحصلوا على شهادة ليسانس في التسيير الفندقي والسياحي، بعد فترة تكوينية بالمدرسة الوطنية العليا للسياحة دامت أربع سنوات (2009-2013)، ليصل العدد الإجمالي لخريجي هذه المدرسة التابعة لقطاع السياحة منذ نشأتها سنة 1976 إلى 1391 طالب متخرج. وخصّ هذا التكريم أيضا خريجي المعهد الوطني للفندقة والسياحة بتيزي وزو، الذي أنشأ سنة 1970 للحصول على شهادة تقني سامي وكذا خريجي المعهد الوطني للفندقة والسياحة لبوسعادة التابعين للقطاع. كما تم تكريم أول دفعة من الحرفيين المعلمين في مجال الفخار والخزف الفني، بتسليم شهادات شرفية، إلى جانب تكريم قدماء الحرفيات في مجال الفخار بتسليمهن شهادات تقدير وعرفان. وتندرج هذه المبادرة أيضا، في إطار الاهتمام الذي توليه السلطات العمومية في مجال المحافظة على الإرث الثقافي في قطاع الصناعة التقليدية، الذي يعتبر مكمل للنشاط السياحي، حسب مسؤولين بالقطاع. وبنفس المناسبة، شهدت فعاليات هذا اللقاء، إبرام عقود توظيف بين مسؤولين مؤسسات تكوين تابعة للقطاع وعدد من مؤسسات التسيير السياحي، وذلك بهدف تشجيع الامتياز والتنافسية لدى الطلبة المتفوقين، وتكريس مبدأ تلاءم التكوين مع متطلبات سوق العمل.