أبلغت الحكومة الجزائرية وفدا من أهالي السجناء الجزائريين بالعراق إتمامها الإجراءات اللازمة لطلب استصدار قرار عفو لصالح هؤلاء المعتقلين الذين يقبعون في سجون هذا البلد منذ عام 2003. وذلك في سياق المساعي التي تبذلها الجزائر من أجل إيجاد تسوية نهائية لهذا الملف والذي استدعى تنقل وفد رسمي من وزارة الخارجية إلى بغداد. وأشارت مصادر مطلعة على الملف إلى أن الحكومة العراقية طلبت من السفارة الجزائرية لدى العراق أسماء المعتقلين الذين تم التثبت من هويتهم كجزائريين، خلال زيارة الوفد الجزائري إلى السجناء في العراق في فبراير الماضي تمهيدا لنقلهم إلى سجن بغداد. وقد ناقش الوفد مع وزير العدل العراقي، حسن الشمري، إمكانية استفادة السجناء الجزائريين من قرار العفو وحصل على وعد بذلك. وكانت السلطات العراقية قد رحلت إلى الجزائر في جوان الماضي، السجين محمد بريكة بعدما قضى 10 سنوات في السجن، وهو ثاني سجين جزائري يتم ترحيله من العراق إلى الجزائر، بعد إيهاب درامشي البالغ من العمر 32 عاما، والذي رحل إلى الجزائر في مارس 2012، بعدما انتهت فترة عقوبته بالسجن لمدة 10 سنوات. وكان الوزير المنتدب المكلف بالجالية في الخارج، بلقاسم ساحلي، قد أشار إلى بقاء 10 مساجين جزائريين في العراق، ثمانية منهم تمت إدانتهم بالسجن لفترة تتراوح بين 10 إلى 15 سنة من قبل محاكم عراقية بتهمة الدخول غير الشرعي إلى العراق، في حين تمت إدانة اثنين منهم بتهمة الانتماء إلى مجموعة إرهابية. وقد جرت مشاورات مكثفة بين الطرفين الجزائري والعراقي خلال قمة الجامعة العربية الأخيرة بالعاصمة القطرية الدوحة، تمخضت عن اتفاق ثنائي بتمكين المساجين الجزائريين ببغداد من العودة إلى أرض الوطن في أقرب الآجال، حيث سبق لوزير الخارجية، السيد مراد مدلسي، أن أكد في ندوة صحافية على هامش القمة أن هناك جهودا ثنائية تبذل من الطرفين لضمان عودة سريعة وعاجلة للمساجين الجزائريين، مشيرا إلى وجود زيارات مكثفة لوفد دبلوماسي جزائري للعراق للاطلاع على وضع المساجين الجزائريين. وكان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، السيد عمار بلاني، قد أكد في وقت سابق أن الوفد الجزائري الذي توجه إلى العراق أجرى محادثات مكثفة مع السلطات العراقية، وتمكن من زيارة الرعايا الجزائريين المحبوسين في سجون بغداد والناصرية والسليمانية. ووصف وضعيتهم الصحية بالمرضية وظروف حبسهم باللائقة وأن السلطات العقابية لهذه المؤسسات الثلاث صرحت بأنها راضية عن السلوك الحسن للرعايا الجزائريين، في الوقت الذي استبعد فيه فكرة تحويل المساجين الجزائريين إلى السجون الجزائرية. وكانت أخبار تداولتها بعض وسائل الإعلام مفادها تعرض مساجين جزائريين في العراق للتعذيب وتمت محاكمتهم في محاكم استثنائية منعدمة الشروط، بينما كذبت سفارة العراق في الجزائر الخبر جملة وتفصيلا، مؤكدة أنه سبق للعراق وأن وجه دعوة رسمية لوفد أمني وحقوقي لزيارة هؤلاء. مشيرة إلى أن ‘'القضاء العراقي يمارس سيادته الكاملة بعيدا عن أية تدخلات خارجية''.