أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد رشيد حراوبية، أن الجزائر تسعى إلى استبدال الطاقات التقليدية بالطاقات المتجددة، وبالتالي احتلال مرتبة من بين الخمسين بلدا في هذا المجال، مضيفا أن ذلك سوف يتحقق بفضل الجهود المبذولة والنتائج المحققة على مستوى مركز تطوير الطاقات المتجددة الكائن ببوزريعة بالعاصمة.وكشف الوزير في هذا الصدد أن أزيد من 1500 منزل بمنطقة الجنوب ممون بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية بفضل هذا المركز الذي يحتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني والثانية عربيا والسابعة إفريقيا. وأشاد حراوبية، خلال زيارة تفقدية قام بها أمس إلى المركز الوطني لتطوير الطاقات المتجددة بما سجله بفضل الكفاءات البشرية العالية والتحكم في التقنيات المتقدمة بهذا المركز، مشيرا بالمناسبة إلى الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية من خلال توفير كل الإمكانيات من أجل أن نخطو خطوات كبيرة في البحث العلمي، وخاصة في المجالات التي لها صلة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن والمجالات التي لها دور هام في مستقبل البلاد كهذا المركز الذي يعتمد عليه لاستبدال الطاقات التقليدية بهذه الطاقات المتجددة. وأضاف المتحدث أن كثيرا من البلدان المتقدمة قررت الاستغناء تماما عن استعمال الطاقات التقليدية ما يدفعنا إلى العمل على تطوير مجال البحث العلمي بخصوص الطاقات المتجددة من خلال ما يضطلع به مركز بوزريعة. وأوضح الوزير أن زيارته لهذا المركز جاءت لتشجيع الباحثين الذين بفضلهم تحققت خطوات كبيرة جدا في هذا المجال، مؤكدا أن العديد من العوائق التي لم نجد لها الحلول في السابق يمكن أن تحل باستعمال هذه الطاقات، وذكر منها مشكل إيصال الكهرباء لبعض الأماكن الوعرة والمناطق المعزولة بالهضاب العليا والجنوب، حيث استفاد، بفضل المركز، 1500 مسكن من الطاقة الكهربائية انطلاقا من الطاقة الشمسية بكل من النعامة، تمنراست وأدرار وغيرها فيما يوجد عدد كبير من المشاريع لتزويد المزيد من المنازل بهذه الطاقة بكل من ادرار وبشار وتمنراست وهي المناطق التي تعرف صعوبة في إيصال التيار والانقطاع المتكرر للكهرباء.
20 مشروع شراكة أجنبية وما يزيد عن 135 مشروعا وطنيا من جهته، كشف المدير العام للمركز، البروفيسور نور الدين ياسع، عن 20 مشروع شراكة أجنبية للبحث مع مخابر دولية من اليابان والولايات المتحدة ومن دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا، إيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى 135 مشروعا وطنيا في إطار البرامج الوطنية للبحث. وذكر المتحدث مضامين هذه المشاريع ومن بينها مشاريع تسخين الماء ومكيفات الهواء وتجفيف النباتات لاستخراج المواد التي تستعمل في الدواء وفي مواد التجميل، موضحا أن المركز سجل براءة اختراع بعد تطوير نموذج في تهجين الطاقة الشمسية "الفوتو ضوئية" مع طاقة الرياح وهو يعتبره أول نموذج اخترع في المركز فضلا عن نماذج في الوقود الحيوي بإنتاج الكحول الحيوي والديزل الحيوي. كما ذكر المتحدث بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات مع مختلف القطاعات كالطاقة والمناجم والفلاحة والبيئة والسياحة تتعلق بانجاز بحوث تطبيقية يكون تنفيذها مباشرا. وكشف المتحدث عن انطلاق أشغال إنجاز مركز جديد للبحث وتطوير الطاقات المتجددة بسيدي عبد الله، مطابق للمقاييس الجديدة المعمول بها عالميا يتربع على مساحة تقدر ب5 هكتارات، مشيرا إلى أن دفتر الشروط الخاص بهذا المشروع يوجد قيد التحضير، كما أعلن عن انجاز أول برج حراري ببوغزول في آفاق سنة 2020 بكفاءات وإمكانيات جزائرية بنسبة 100 بالمائة. للإشارة، فقد دشن وزير القطاع بمركز بوزريعة، فضاء مفتوحا أطلق عليه تسمية الباحثة المرحومة كدايد فاطمة الزهراء، خصص كمكان ليلتقي فيه الباحثون لتبادل الآراء والمعلومات.