تحل اليوم، الذكرى الرابعة والأربعون لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو لايزال يتعرض لأبشع الاعتداءات والمخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويده ونزع الصفة الإسلامية عنه. ولأنه لا يكاد يمر يوم على الأقصى المبارك إلا وكان عرضة لمحاولات تدنسيه على يد مجموعات يهودية متطرفة أو ضرب أساساته ومحاولة تغيير معالمه لإقامة "الهيكل المزعوم" فلا يزال المسجد المبارك بكل ما يحمله من معنى للإسلام والمسلمين صامدا بفضل أبناء القدس الشريف والمرابطين بداخله المستعدين للتضحية في سبيل نصرة الأقصى. وفي هذه المناسبة التي تذكر بمأساة أليمة في سلسلة مآسي الشعب الفلسطيني، طالبت وزارة الإعلام الفلسطينية، أمس، منظمة اليونسكو بضرورة تمحل مسؤولياتها كاملة لوقف مثل هذه السلوكات والضغط على دولة الاحتلال للكف عن فرض سياسات الأمر الواقع بالقدس الشريف، وتشويه معالم المدينة ورموزها الإسلامية والمسيحية. وجددت في بيان أصدرته، أمس، بمناسبة هذه الذكرى تأكيدها على أن القدس تبقى عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة ومفتاح السلام المتوازن في المنطقة. وعادت وزارة الإعلام الفلسطينية لتؤكد في بيانها أن الإرهابي الصهيوني المتطرف، دينيس مايكل، نفّد جريمته النكراء وفق خطط مسبقة بعيدا عن تصرّف شخص مختل عقليا كما روّج له الاحتلال الإسرائيلي. وقالت إن هذه الذكرى الأليمة تحل وسط تصعيد إسرائيلي خطير لسياسة العنصرية والتطرّف ضد كل ما هو فلسطيني من إنسان وأرض ومقدسات في محاولة للنيل من هذا الشعب الأعزل ومن مقدساته وآثاره الإسلامية العريقة التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ. وجاء في البيان أن هذا الفعل المشين الذي يحمل الكثير من الحقد الدفين للإسلام والمسلمين خاصة الفلسطينيين منهم يعكس عقلية عنصرية مسكونة بالإرهاب الهمجي لمحو الهوية الإسلامية والمقدسات المسيحية بمدينة الأقصى. وأضاف البيان أنه منذ جريمة إضرام النار التي وقعت بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مازالت عمليات استمرار استهداف المدينة ومقدساتها الدينية متواصلة باقتحامها ومحاصرتها وتضييق الخناق على أهاليها. وترى وزارة الإعلام الفلسطينية أن الأمر يستوجب الوقوف في وجه الانتهاكات المتواصلة للعدوان الإسرائيلي على المدن الفلسطينية من أجل وقف سياسة الكيان الصهيوني التوسعية وحفاظا على عروبة القدس بمساجدها وكنائسها وأسوارها.