نددت الرئاسة الفلسطينية، أمس، بشدة، بعملية اقتحام جنود إسرائيليين لباحات المسجد الأقصى بالقدسالمحتلة التي تصاعدت فيها حدة التوتر في ظل تكرار عمليات تدنيسه مما أصبح ينذر بانفجار وشيك بالمدينة المقدسة. ودون سابق إنذار، اقتحمت، أمس، مجموعات من المستوطنين اليهود مرفوقين بعشرات العناصر من المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ومجندات في الجيش الإسرائيلي بالزى العسكري أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وأمام هذا الاستفزاز المتكرر لمشاعر الفلسطينيين وكل المسلمين، طالبت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها أصدرته، أمس، حكومة الاحتلال بمنع "اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم". وقال وزير شؤون القدس في الدولة الفلسطينية، عدنان الحسيني، إن حراسة مشددة رافقت جولة المستوطنين وعسكريين إسرائيليين إلى المسجد الأقصى بعد اقتحامه من جهة باب المغاربة. وذكر الحسيني أنه تم رصد دخول أكثر من 100 إسرائيلي بزي عسكري أغلبهم من المجندات إلى باحات المسجد الأقصى والتجول فيه وطالت عمليات الاقتحام الجامع القبلي والمصلى المرواني وقبة الصخرة. وهو ما اعتبره الوزير الفلسطيني بمثابة مخطط "يندرج ضمن تصاعد غير مسبوق لجولات اقتحام المسجد الأقصى بغرض استكمال خطط تهويده والترويج لأحداث تاريخية مزيفة على واقع مدينة القدس ومقدساتها". وهي الغاية التي أكدتها مؤسسة الأقصى للوقف والتراث التي قالت في بيان لها أمس إن "الاحتلال يحاول أن يفرض واقعا جديدا في المسجد الأقصى من خلال حملات مركزة لاقتحامه وتوفير تواجد عسكري مكثف فيه فيما يعتمد أحيانا أسلوب الفردية". وقالت المؤسسة إن فرقة من المجندات الإسرائيليات بلباسهن العسكري يقدر عددهن بحوالي 90 بالإضافة إلى 18 عنصرا من المخابرات وحوالي 13 طالبا جامعيا يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة ضمنتها لهم وحدة من القوات الخاصة. وأوضحت أن فرقة المجندات انقسمت إلى خمس مجموعات فرعية ضمن ما بات يعرف ب«جولات الإرشاد والاستكشاف العسكري" لافتة إلى أنه وبشكل متزامن تمركزت عناصر من القوات الخاصة عند منطقة الكأس وبجانب حلقات العلم التي يرتادها طلبة فلسطينيون في ساحات الأقصى وتجولوا في الجامع القبلي المسقوف والأقصى القديم والمصلى المرواني ومسجد قبة الصخرة. وهو ما أثار احتجاج المئات من الفلسطينيين المتواجدين بمحيط الأقصى الشريف غالبيتهم من الطلاب الذين رددوا هتافات التكبير والتهليل. وقالت المؤسسات الفلسطينية المهتمة بشؤون القدس إن عمليات اقتحام المسجد الأقصى تكررت في الآونة الأخيرة بشكل لافت من قبل قوات إسرائيلية ومتشددين يهود محذرة من تداعيات تلك العمليات.