مازالت قضية المواجهات التي اندلعت بين متظاهرين ساخطين وقوات الامن المغربية بمدينة سيدي ايفني في اقصى جنوب البلاد تثير ردود فعل متزايدة وخاصة في اوساط المنظمات الحقوقية والاحزاب والنقابات اليسارية والصحف المستقلة التي وجهت انتقادات لاذعة باتجاه السلطات المغربية التي تعاملت بقسوة مع المحتجين. وشنت الصحف المغربية المحسوبة على احزاب التيار اليساري في المغرب حملة انتقادات لاذعة ضد السلطات المغربية التي سمحت لوحدات الامن التعامل بوحشية مع الشباب المتظاهر في هذه المدينة الساحلية المطلة على الاطلسي. وأكدت صحيفة البيان المقربة من الحزب الاشتراكي التقدمي ان ملاحقة المتظاهرين تمت بوحشية مفرطة وغير مبررة قام خلالها اعوان الامن بملاحقة المتظاهرين حتى داخل حرمة منازلهم واعتدت عليهم بكل قوة، مقترفة تجاوزات خطيرة ضد الشباب المطالب بمنصب شغل. وأشارت الصحيفة الى قيام قوات الامن بحملة اعتقالات واسعة شملت على وجه خاص رؤساء التنظيمات النقابية التي اتهم قياديوها بإغلاق المنافذ المؤدية الى ميناء سيدي ايفني وشل حركته لعدة ايام، مما عرقل كل حركة لشحن الاسماك التي يتم اصطيادها في عرض السواحل الاطلسية. وأشارت صحيفة "ليبراسيون" لسان حال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ان سكان المدينة ساخطون بعد أن تدخلت القوات الامنية المغربية بوحشية وبإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع للرد على مطالبهم الاجتماعية. واكدت الصحيفة ان مطالب السكان معروفة منذ مدة وهم يعيبون على السلطات المحلية تجاهلها رغم ان انشغالاتهم سبق وأن رفعوها قبل اكثر من اربع سنوات ولكن لا احد تحرك من اجل تلبيتها او حتى الرد عليها. وعبرت صحيفة لوسوار المغربية الناطقة بالفرنسية عن دهشتها لطريقة تدخل وعنف قوات الامن في التعامل مع مظاهرة شارك فيها حوالي مائة شخص فقط وخاصة وأن قوات الامن لم يتوان عناصرها في اقتحام حرمة المنازل وتخريب كل ما وقعت عليه ايديهم مما ادى الى تسجيل عدة اصابات بينما مازال العشرات من المتظاهرين في عداد المفقودين. وأكدت الصحيفة المستقلة ان حالة التذمر التي بلغها السكان اججتها عمليات الضرب المبرح التي تعرض لها المتظاهرون وأكدت ان انتهاك حرمة منازل المواطنين يعد مغامرة غير محسوبة العواقب في تلميح الى ان السكان سوف لن يسكتوا على هذه الانتهاكات وطريقة التعامل الوحشية التي عومل بها المتظاهرون رغم ان مطالبهم كانت شرعية. يذكر أن شباب المدينة التي تعتمد على حرفة الصيد كنشاط وحيد في المنطقة خرجوا الى شوارع المدينة متظاهرين واغلقوا الطرق المؤدية الى الميناء مانعين كل حركة فيه وهو ما دفع بوقات المن الى التدخل بقوة لتفريقهم . واكدت عدة مصادر مغربية واخرى اجنبية سقوط ثمانية قتلى في المواجهات وهي الحصيلة التي نفتها السلطات المغربية في حينها.