دعا الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أصحاب رؤوس الأموال في ولاية أم البواقي لتوظيفها في استثمارات تخدم الولاية، مؤكدا أن الحكومة ستقدم كل التسهيلات التي تسمح لهم بإنجاز مشاريعهم.وقال إنه في حال تجند الجميع فإن هذه المنطقة ستصبح ”أحسن قاعدة صناعية على المستوى الوطني”. وخاطب المترددين بقوله ”هذا نداء رسمي لكل مواطن يريد الاستثمار. وسنقدم له كل التسهيلات”. وخلال لقائه أمس بممثلي المجتمع المدني لولاية أم البواقي التي كانت محل زيارة الوزير الاول والوفد المرافق له، شدد السيد سلال على أن الكثير من أبناء الولاية يمكنهم المساهمة بطريقة أفضل في بناء الاقتصاد الوطني، لذا طلب من كل فرد يمتلك الأفكار أو الإمكانيات ألا يتردد في الاستثمار. وقال إن تعليمات أعطيت لتسهيل الاستثمار مهما كان نوعه، لاسيما في المجال الصناعي. وثمن السيد سلال الإمكانيات الهائلة للولاية في المجال الفلاحي رغم معاناتها من الجفاف، وعبر عن اقتناعه بأن الامور ستتحسن تدريجيا بفضل المشاريع المبرمجة في مجال الموارد المائية. حيث قال إن ”إنجازات اليوم أحسن دليل على أن المستقبل الفلاحي لهذه الولاية حقيقة... لكن لابد للحكومة والمسؤولين المحليين من بذل كل الجهود لتحسين الوضع”. ولم يتردد الوزير الأول في وصف أم البواقي ب«المحور” لمنطقة الشرق بالنظر إلى التطور الذي عرفته في السنوات الأخيرة، وللإمكانيات المعتبرة التي تزخر بها والتي تمكنها من التطور أكثر فأكثر. ولدى تطرقه إلى الزيارة الميدانية التي قادته إلى الولاية، قال إنها مكنته والوفد الحكومي من الاطلاع على بعض المشاريع في عدد من الدوائر، مشيرا إلى أنه سيتخذ قرارات لمساعدة الولاية ”ريثما ننطلق في برنامج اقتصادي آخر، في السنة المقبلة وأن أم البواقي ستستفيد من مشاريع أخرى”. واطلع الوزير الأول، أمس، على عدد من المشاريع التنموية بالولاية، مست قطاعات مختلفة منها التعليم العالي، حيث دشن القطب التكنولوجي بعين البيضاء في أولى محطات الزيارة. وهناك شدد على ضرورة ترقية تدريس اللغات الأجنبية في الجامعات لاسيما اللغة الانجليزية. ودعا المسؤولين على القطاع إلى اللجوء إلى إقامة توأمة مع الجامعات الأجنبية وتشجيع التكوين في الخارج من أجل تحسين المستوى، ودعا كذلك إلى التقريب بين الجامعة والاقتصاد لادماج الطلبة المتخرجين. وقال الوزير الأول أنه ”يتعين أن يسعى طلبتنا من أجل المعرفة والعلوم والتكنولوجيا وإتقان التكنولوجيات الحديثة التي تحتاج إليها البلاد”. كما دعا الطلبة الذين وصف سلوكهم ب«الرزين” إلى التحلي بثقافة الأمل وتجاوز ذهنية الموظف واللجوء إلى الاندماج في مسار التنمية الاقتصادية والصناعية للبلاد. كما شجعهم على التفكير في إنشاء مؤسساتهم الخاصة، مذكرا بالاجهزة التي وضعتها الدولة لدعم التشغيل والتي يتعين استغلالها بشكل جيد بإنشاء مشاريع جديدة موفرة لمناصب الشغل ومنتجة للثروة. كما ذكر الوزير الاول بأن الجزائر من بين الدول القليلة التي توفر التعليم المجاني وتبذل جهودا كبيرة في تكوين كل الجزائريين بدون إقصاء، مستدلا بإحصاء 24 ألف طالب في أم البواقي وعدد من الجامعات ذات المستوى المعتبر. وعاين الوزير الأول كذلك كلا من مركب تربية الدواجن ومشروع محيط السقي الفلاحي لقصر الصبيحي الواقع على بعد 30 كلم عن عاصمة الولاية. ويتربع هذا المحيط المسقي حاليا بعد خضوعه للعديد من عمليات التوسعة على 2245 هكتارا منها 1980 هكتارا صالحة للزراعة، وهي المساحة التي اعتبرها سلال ”غير كافية” وطالب بتوسيع هذا النوع من المحيطات المسقية بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية في تنمية وتطوير الفلاحة. واطلع على معرض لمنتوجات فلاحية يتم تصديرها مثل الخضر والفواكه وزيت الزيتون وبذرة المشمش التي يتم تصديرها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبعين فكرون، زار الوزير الأول سد اوركيس وقدم له بعين المكان عرض عن قطاع الموارد المائية وبرنامج التحويلات. وبالمناسبة، أعلن عن الشروع في عملية عاجلة للتموين بمياه الشرب انطلاقا من هذه المنشأة لفائدة مدينة عين فكرون المجاورة وضواحيها. أما في عين مليلة، فزار السيد سلال ورشة إنجاز مركب جهوي للحوم الحمراء مدعم بمذبح مدمج، وكذا وحدة لصناعة المصافي الخاصة بالمركبات والشاحنات لمستثمر خاص. وبأم البواقي، زار القطب الحضري الذي يضم 4834 سكنا من جميع الصيغ جاري إنجازه، حيث استمع لعرض عن قطاع السكن والتعمير. وهناك أبدى رضاه عن تجانس هذا القطب الحضري ونوعية الإنجاز، وجدد التاكيد على ضرورة تدعيم هذا النوع من الفضاءات الحضرية بجميع وسائل الراحة لفائدة المواطنين مثل المساحات الخضراء والهياكل التجارية وجميع التجهيزات العمومية الضرورية، وقال لابد أن نبني بطريقة جيدة. وهو ما شدد عليه مرة أخرى في لقائه مع المجتمع المدني حين تساءل عن سبب رداءة المخططات العمرانية، مشيرا إلى أن الدولة تخصص مبالغ مالية معتبرة لبناء السكنات لكنها لاتنعكس على مايتم إنجازه، وقال ”يجب أن نبني مدنا محترمة ومنظمة”. وأرجع ما يحدث إلى وجود ثقافة ”حقرة” ملحا على ضرورة استدراك هذا الامر. وسلم الوزير الأول بأم البواقي 13 عقد استفادة من مربعات بالسوق المغطاة الجديدة لتجار شباب كانوا يمارسون مهنتهم بطريقة غير شرعية، في إطار الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية للقضاء على ظاهرة التجارة الفوضوية. ومن هناك إلى مركز التسلية العلمية ترجل السيد سلال رفقة الوفد المرافق له وسط تحيات سكان المدينة وأصوات البارود وهتافات تعبر عن مطالب سكان الولاية، ليشرف بعدها على التدشين الرمزي لمركز الترفيه العلمي الذي دخل حيز الخدمة من قبل، حيث تحدث مطولا مع الشباب المنخرطين في المركز ووعدهم بتقديم مساعدة كاملة من طرف الدولة في مجال التجهيزات الرياضية والثقافية. مبعوثة ”المساء” إلى أم البواقي: حنان حيمر