استطاع زملاء بوقرة أن يحققوا حلمهم وحلم كل الجزائر في مباراة تاريخية رفعوا خلالها تحديا كبيرا سمح لهم بانتزاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وتكرار بالتالي الملاحم الكروية التي صنعها أسلافهم في مونديالات إسبانيا، المكسيك وجنوب إفريقيا، إنها الاستمرارية في تحقيق إنجازات الكرة الجزائرية وتمكينها من التواجد بين أحسن الأمم في أكبر تظاهرة كروية عالمية. اكتفينا بهدف وحيد فقط من أجل الحصول على هذا التأهل، وكان كافيا ليؤكد إرادة ورغبة الخضر في الالتحاق ببلاد ”الكاريوكا”، لأن هذا المسعى أقوى من كل شيء، ونال من إرادة البوركينابيين الذين لم يدم حلمهم سوى في الشوط الأول بعدما لعبوا وصمدوا في وجه المنتخب الوطني الذي وجد في الأول صعوبة في فرض هيمنته على مجريات اللعب بعد أن تحصنت تشكيلة ”الخيول” داخل منطقتها رافضة فتح اللعب، ولم تلح للمنتخب الجزائري سوى فرصتين للتهديف ضيعهما إسلام سليماني في الدقيقتين 22 و37 . وفور انطلاق المرحلة الثانية من اللعب رفع ”الأفناك” شعار ”لا وقت لإهداره”، حيث هاجموا منذ الثانية الأولى وبالفعل تحقق مرادهم في الدقيقة 49 عندما أرسل فوزي غلام كرة ثابتة داخل منطقة الجزاء، سببت ارتباكا كبيرا داخل منطقة الجزاء البوركينابية تابعها مجيد بوقرة، وشتتها دفاع الخصم لتصطدم برأس بوقرة، وتسكن الشباك، معلنة عن فتح باب التسجيل من طرف الجزائريين أشعل هيجان المناصرين في المدرجات.وعقب هذا الهدف، لم يجد لاعبو بوركينافاسو سوى اختيار الهجوم في محاولة يائسة للعودة في النتيجة، تاركين ثغرات كبيرة داخل منطقتهم كاد الخضر أن يستغلوها عدة مرات لاسيما من طرف سليماني الذي مرت تسديدته القوية بجوار القائم الأيمن للحارس وأيضا سوداني الذي كانت تنقصه اللمسة الأخيرة لوضع الكرة في الشباك. ورغم تقدمهم في النتيجة، إلا أن أشبال المدرب حليلوزيتش مروا بأوقات حرجة في الدقائق الأخيرة من المباراة، سعى فيها البوركينابيين جاهدين لتسجيل هدف التعادل وكادوا أن يصلوا إلى مبتغاهم لما حاول المدافع القوي بوقرة إبعاد الكرة من أمام اللاعب بيترويبا، لكن لحسن حظه ارتطمت هذه الأخيرة بالقائم وخرجت إلى ركنية. وبفضل استماتتهم الكبيرة في الدفاع وتكسير الهجومات المضادة قبل انطلاقها من الخلف، تمكن ”الخضر” من ضمان تأشيرة المونديال في أجواء احتفالية رائعة بمدرجات ملعب مصطفى تشاكر، وبمجرد إعلان الحكم عن صفارته الأخيرة، دخل اللاعبون الجزائريون في فرحة هيستيرية وتمكنوا بصعوبة كبيرة من الالتحاق بغرف تبديل الملابس، وبعدها خرج الجمهور من الملعب لمواصلة الفرحة.