طالبت المجاهدة، زهرة ظريف بيطاط، المؤرخين والكتاب الجزائريين بالعمل على تقديم الحقائق التاريخية بشفافية ووضوح، من خلال الاعتماد على شهادات الفاعلين في الثورة الجزائرية، حيث أكدت المجاهدة وعضو مجلس الأمة، أن العنف موجود في كل الثورات وليس من العدل أن نصف الثورة الجزائرية بالبربرية ونصف دموية الثورة الفرنسية بأنها مجرد حدث تاريخي. المجاهدة التي عرضت مذكراتها لتكون شهادة للشباب الجزائري، هي إحدى صانعات ثورة التحرير اللواتي عشن عن قرب مع قيادات "معركة الجزائر"، حيث أشرفت، مساء أول أمس، بدار النشر "ميديا بلوس" على بيع بالإهداء لمذكراتها وأكدت أنها اختارت قسنطينة كمحطة ثانية بعد العاصمة لتقديم كتابها "مذكرات محاربة في جيش التحرير" لأنها تحس أنها مرتبطة بالمدينة كواحدة من أبنائها، حيث أضافت أنها قدمت شهادات في مذكراتها عن بطلات من قسنطينة أمثال ماما زهور بن ساسي وحسيبة بن بوعلي التي كانت صانعة قنابل وليست مجرد فدائية تضع المتفجرات في مباني العدو الاستعماري. المجاهدة ظريف بيطاط قدمت في مذكراتها شهاداتها عما عاشته وعرفته من خلال عملها في صفوف جيش التحرير الوطني بالعاصمة وقد آوت إلى القصبة رفقة بن مهيدي وياسف سعدي وعلي لابوانت ورفيقات الكفاح من الفتيات اللواتي كن في العشرينات من عمرهن وهناك من كانت تضع القنابل رفقة أمها، حيث تحدثت في هذه المذكرات التي تضم حوالي 600 صفحة عن حياة الأبطال الذين لا يعرف أحد تفاصيل عن حياتهم على غرار العربي بن مهيدي وكيف كان يعيش أيام معركة الجزائر ولا عن حسيبة بن بوعلي الشابة الوسيمة اليافعة التي قررت أن تكون مع الثوار، وتواجه الموت ولا يتساءلون عما دفعها لذلك. وتقدم المذكرات الكثير من التفاصيل عن حياة تلك الشخصيات التي نعرف أسماءها ولا نعرف الكثير عنها.