عثرت السلطات المالية أمس على مقبرة جماعية بمنطقة دياغو بالقرب من العاصمة باماكو، تضم 21 جثة، يُعتقد أنها تعود لعسكريين من "القبّعات الحمر" الموالين للرئيس المالي المطاح به أمادو توماني توري شهر مارس 2012. وتم العثور على هذه المقبرة بعد أسبوع من القبض على قائد الانقلاب العسكري أمادو سانوغو رفقة عدد من مساعديه بتهمة التواطؤ في عمليات خطف وقتل. وأكد مصدر من وزارة العدل المالية، استخراج الجثث في نفس الوقت الذي أعلن مصدر أمني عن وجود بطاقات تعريف مع الضحايا، قال إنها تشير إلى أنهم جنود من القبّعات الحمر، كانوا في عداد المفقودين. وعُثر على هذه المقبرة الجماعية بمكان غير بعيد عن المقر العام لسانوغو ورجاله، الذين قادوا انقلاب 2012 ضد الرئيس المالي السابق، وساهم ذلك في انزلاق البلاد في فوضى عارمة غذّتها حركة تمرد بمدن الشمال، لاتزال مظاهرها قائمة ليومنا هذا. ولم يكن العثور على هذه المقبرة الجماعية أمرا مفاجئا في أوساط القضاء المالي؛ حيث اتهم أحد معاوني قاضي التحقيق يايا كارومب الجنرال سانوغو، بالتورط في هذه الجريمة. ويأتي العثور على هذه المقبرة الجماعية في الوقت الذي يتواجد الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا، في العاصمة الفرنسية؛ للمشاركة في قمة الإليزي حول الأمن والسلم، بحضور قادة ورؤساء أفارقة. وفي حديث لجريدة "لوموند" الفرنسية، عاتب الرئيس المالي المجموعة الدولية، التي قال إنها تفرض على بلاده التفاوض مع جماعة مسلحة، في إشارة إلى الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، التي تمثل المتمردين التوارق، والتي تسيطر على كيدال كبرى مدن الشمال المالي. وقال الرئيس إن "المجموعة الدولية تفرض علينا التفاوض وعلى أرضنا، مع أشخاص حملوا السلاح ضد الدولة". كما أبدى استياءه من استمرار التوتر الأمني في منطقة كيدال رغم انتشار القوات الأممية والفرنسية، التي كانت مهمتها القضاء على الجماعات المسلحة بهذه المنطقة الشاسعة. وحتى إن اعترف الرئيس المالي بأن انتشار هذه القوات ساعد بلاده في الحفاظ على وحدتها الترابية وسيادتها، فإنه، بالمقابل، أبدى استياءه؛ لكون استمرار هذا التواجد منع السلطات المالية الحالية من فرض سيطرتها على كيدال، وأيضا على مدينتي غاو وتومبوكتو بالشمال.