في سياق تسهيل الاندماج الاجتماعي والمهني لذوي الإعاقة، قامت الوكالة الوطنية للقرض المصغر “أنجام” لبومرداس بتوزيع 250 قرضا مصغرا موجها لفئة ذوي الإعاقة من أصل 7 آلاف قرض استفاد منها شباب الولاية، ستسمح بإعانة هذه الشريحة لفتح مشاريع استثمارية مصغرة. هذا ما كشفت عنه مديرة الوكالة فوزية إيعاشورن على هامش الصالون الثالث للنشاط المصغر الذي احتضنته دار الثقافة “رشيد ميموني” بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين. شارك بالصالون الجهوي للنشاط المصغر 100 عارض، منهم 14 عارضا من المعاقين، تمثلت أنشطتهم الاستثمارية أساسا في تصبير الزيتون، سيارة أجرة، فتح مطعم، إلى جانب الحرف اليدوية، مثل صناعة الفخار، صناعة السلال وغيرها من الأنشطة التي يبرهن ذوو الإعاقة مرة أخرى من خلالها على أن الإعاقة الحقيقية تكمن في التفكير السلبي ولا مجال للعمل إلا في الإدارات. “المساء” اقتربت من جعفر حوا، معاق حركيا من المستفيدين من قرض مصغر من طرف وكالة “أنجام” لإنشاء مؤسسة مصغرة متخصصة في صناعة الزجاج والمرايا، طالب السلطات المعنية بضرورة التدخل لدى رؤساء المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة بغية تفعيل قانون التوظيف واحترام النسبة المخصصة لفئة المعاقين المقدرة ب 5% التي لا تطبق حاليا، مثلما يقول، مشيرا إلى أن الدولة وفرت تكوينات متنوعة لصالح المعاقين الذين يستفيدون بدورهم من تسهيلات كثيرة في هذا المجال، إلا أن إدماجهم المهني يبقى يشهد عراقيل كثيرة لأسباب وصفها بالمجهولة. من جهة أخرى، طالب المتحدث بتخصيص منحة شهرية للمعاقين حركيا بنسبة مائة بالمائة لا تقل عن الأجر الوطني القاعدي لمساعدتهم على تحسين ظروفهم الاجتماعية والاندماج الطبيعي في المجتمع، واعتبر مسألة رفع المنحة الشهرية من أكبر الانشغالات اليومية لجميع المعاقين، كون “4 آلاف دينار ونحن نستقبل عام 2014 لا تغطي أي احتياج نظرا للغلاء الذي يلف الحياة اليومية في مجتمعنا”، كما تحدث من جهة أخرى عن عدم توفر مسالك خاصة بالمعاق حركيا، وقال بأنه آن الأوان للمسؤولين أن ينظروا بعين الاعتبار إلى هذه الفئة، خاصة أن الجزائر تعرف مشاريع كبيرة مثل السكن، النقل وغيرها، “هنا لا بد أن نلفت الانتباه إلى أن لنا كمعاقين الحق في التحرك بكراسينا بحرية، حبذا لو يتم أخذ مطالبنا بعين الاعتبار”. من جهتها، تلفت حمامة كيوا، معاقة حركيا مستفيدة من قرض “أنجام”، الأنظار إلى مشاكل أخرى يعاني منها المعاق حتى بعد استفادته من قرض مصغر، “صحيح أنني مستفيدة من قرض لفتح مشروع مصغر، لكن قيمة القرض تمنحني إمكانية شراء أجهزة للخياطة لبدء مشروعي دون المواد الأولية، كما تم إغفال الحق في منحي سيارة لمساعدتي على التنقل، لأنني كمعاقة حركيا، أعاني كثيرا من المسلكية غير الملائمة لتنقلاتنا”. وتقوم وكالة القرض المصغر بتقديم قروض لذوي الإعاقة بهدف مساعدتهم على إنشاء مؤسسات مصغرة في شتى التخصصات، لاسيما المعاقين المتخرجين من معاهد التكوين المهني والتمهين، ومنها تلك القروض التي أشرفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، السيدة سعاد بن جاب الله، على توزيعها على مستحقيها من المعاقين مؤخرا، بمناسبة إحياء يومهم الوطني، منها 4 صكوك؛ صكان بقيمة 100 مليون سنتيم استفاد منها معاقان لفتح ورشة تصبير الزيتون والثاني لاقتناء سيارة أجرة، إلى جانب قرضين بقيمة 10 ملايين سنتيم بهدف فتح ورشة لصناعة الزجاج والمرايا، والآخر بقيمة 4 ملايين سنتيم موجها لاقتناء مواد أولية لورشة خياطة.