تأكيد دعم الجزائر الثابت لحق الفلسطينيين في بناء دولتهم المستقلة أجرى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية، مجيد بوقرة، أول أمس الثلاثاء، بكوناكري (غينيا)، على هامش أشغال الدورة ال40 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي، محادثات مع وزراء البلدان الأعضاء بهذه المنظمة. وبحث السيد بوقرة مع وزير الأمن والحماية المدنية لجمهورية غينيا، ماديفين ديالو، السبل والوسائل الكفيلة ببعث التعاون الثنائي. كما تحادث السيد بوقرة الذي يقود الوفد الجزائري في أشغال هذه الدورة الوزارية مع السيد اياد مدني الذي عين أمينا عاما لمنظمة التعاون الإسلامي، حيث جدد له "دعم" الجزائر و«استعدادها" للعمل سويا على تعزيز منظمة التعاون الإسلامي. وأكد السيد مدني الذي سيتولى مهامه، ابتداء من الفاتح جانفي المقبل، مشروع زيارة إلى الجزائر خلال الثلاثي الأول من سنة 2014. كما التقى الوزير المنتدب بوزير الشؤون الخارجية لجمهورية كازاخستان، إرلان إدريسو، حيث تطرق معه إلى السبل والوسائل الكفيلة بدعم و"تعزيز" التعاون الثنائي. وبهذه المناسبة، تطرق السيد إدريسو إلى المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي التي قررت منظمة التعاون الإسلامي إنشاءها بمبادرة من بلده والتي سيكون مقرها أستانا (كازاخستان). وأكد الوزير بوقرة في كلمة ألقاها أمام الدورة الأربعين لهذا المجلس دعم الجزائر الثابت لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. داعيا المنظمة إلى "تكثيف جهودها ووضع خطط عملية وإجراءات تنفيذية لدعم كفاح الشعب الفلسطيني". وأوضح أن هذه الدورة "تكتسي طابعا خاصا، حيث تنعقد في ظروف يواجه فيها العالم الإسلامي تحديات جسيمة تغذيها النزاعات وعدم الاستقرار في العديد من أرجائه". وتمثل هذه التحديات -حسب السيد بوقرة- "حافزا قويا لنا جميعا لتلبية مطالب الشعوب الإسلامية التي تطمح إلى العيش الكريم في ظل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان" ولن يتأتى ذلك -كما قال- "إلا عبر تعبئة طاقاتنا وتفعيل مبادئ التعاون البناء". وقال الوزير المنتدب إن منظمة التعاون الإسلامي "مدعوة لتركيز جهودها على أولوياتها الفعلية وتكييف أدواتها وتطوير شراكتها مع باقي المنظمات الدولية والإقليمية"، مبرزا أنه يأتي "على رأس أولوياتنا التعامل بفعالية أكثر مع القضية الفلسطينية التي كانت سببا مباشرا في إنشاء منظمة التعاون الإسلامي". واعتبر أن استمرار إسرائيل في احتلال فلسطين والتهويد الممنهج للقدس الشريف يمثلان أكبر تحد للأمة الإسلامية ولمنظمتنا"، مشيرا إلى أن انعقاد جلسة خاصة بالقدس خلال هذه الدورة يعد "ترجمة للإرادة التي تحدونا في نجدة المدينة المقدسة وحماية تراثها الديني والثقافي ودعم سكانها". وفي هذا الصدد، فإن تنفيذ الخطة الاستراتيجية الخاصة بتنمية مدينة القدس سيبعث برسالة تضامن وتآزر هامة مع المقدسيين" -كما قال- معتبرا أن "التحديات التي تفرضها الأوضاع السياسية والأمنية التي يشهدها العالم الإسلامي تملي على منظمتنا أن تعزز دورها كقوة اقتراح بناءة، حتى يتسنى لها تقديم الحلول الناجعة التي تترقبها شعوبنا". واعتبر في سياق متصل أن "استمرار الحرب الأهلية المدمرة في سوريا يشكل مأساة حقيقية على أكثر من صعيد". وقال في هذا السياق إن الجزائر "التي ما فتئت تدعو لحل سياسي لهذا النزاع تسجل بارتياح الإعلان عن عقد مؤتمر جنيف الثاني بتاريخ 22 جانفي 2014 وتهيب بالأطراف السورية والإقليمية والدولية على العمل لوضع حد لنزيف الشعب السوري والالتزام بحل شامل يؤسس لمرحلة انتقالية تضمن الاستجابة لمطالب الشعب السوري في العدالة والحرية، وتقي البلاد المزيد من التدمير والتدخلات الخارجية". وتنتهز الجزائر هذه الفرصة -يضيف السيد بوقرة- "لتجديد دعمها للمبعوث الدولي المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي". وبخصوص الوضع في مالي، أكد الوزير المنتدب أن "الإنجازات التي حققتها دولة مالي الصديقة بعد الأزمة، تشكل مصدر فخر لنا جميعا"، مشددا على أهمية "تشجيع السلطات المالية على المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق وإرساء حوار وطني جامع لا يستثنى أحدا". كما تدعو الجزائر المجتمع الدولي "لمواصلة دعمه لمالي من أجل ترسيخ الاستقرار ودفع عجلة التنمية في هذا البلد"، مؤكدة في الوقت ذاته على "مواصلة تعاونها مع دول الميدان لمواجهة الأخطار التي مازال يمثلها الإرهاب وشبكات المتاجرة بالمخدرات والجريمة المنظمة". كما تدعو الجزائر كذلك إلى "تكثيف التعاون الدولي ضد الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله بما في ذلك منع دفع الفدية". وفي سياق آخر، دعا ممثل الحكومة البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي إلى مزيد من التنسيق من أجل "الحد من الاثار الماسأوية" لسياسة الاحتلال الإسرائيلي بالقدسالمحتلة. موضحا أن "الجزائر تغتنم هذه الجلسة الخاصة بالقدس لدعوة منظمتنا وبلدانها الأعضاء لتحسين التعاون وفعالية الجهود المشتركة من أجل الحد من الآثار المأساوية لسياسة الاحتلال الإسرائيلي على المدينة المقدسة والسكان الفلسطينيين". وفي الأخير، تقدم الوزير المنتدب بخالص تعازي الجزائر لإفريقيا بعد رحيل الزعيم نلسون مانديلا، معتبرا أن "الوقفة العالمية منقطعة النظير التي تشهدها كل بقاع العالم هذه الأيام تقديرا وإجلالا لرحيل هذا الرجل العظيم بمثابة دليل آخر على البصمة التاريخية التي تركها إلى الأبد".