تطلق المديرية العامة للحماية المدنية قريبا القافلة الوطنية للوقاية والتحسيس من أخطار حوادث المرور والحوادث المنزلية، ستمس كل الولايات الساحلية والداخلية حسب ما كشفه ل«المساء” الملازم نسيم برناوي، المكلف بالإعلام على مستوى المديرية، مشيرا إلى أن التوعية بأخطار الاختناقات بالغاز ستشكل محورا من محاور القافلة. سجلت مصالح الحماية المدنية خلال ديسمبر المنصرم، 37 تدخلا مرتبطا بالاختناقات بأحادي أكسيد الكربون، ما سمح بإنقاذ وإسعاف 125 شخصا وتسجيل 26 حالة وفاة، وسجلت ولايات الأغواط والمسيلة وسيدي بلعباس والجزائر وفاة 3 أشخاص في كل ولاية، بينما سجلت حالة وفاة واحدة بكل من ولايات قسنطينة، البليدة، أم البواقي، برج بوعريريج، الوادي، تبسة، غليزان، تيسمسيلت، ميلة وتيزي وزو. وترجع أسباب وقوع ضحايا بسبب التسمم بالغاز إلى “غياب الثقافة الوقائية لدى المواطنين وإلى عامل اللامبالاة أيضا، والقصد عدم إدراك أو معرفة مصادر الخطر المرتبطة بتوصيلات الغاز سواء الطبيعي أو غاز البوتان في المنازل”، يشير الملازم برناوي في حديث خاص مع “المساء” ويضيف معددا أسباب أخرى مثل عدم توفر منافذ التهوية، التي تعتبر عاملا أساسيا للحد من التسممات بالغاز عبر فتحتين سفلية تسمح بدخول الهواء وعلوية تسمح بخروج الغازات المحترقة، هذا إلى جانب تجاهل المواطنين أهمية صيانة تجهيزات التدفئة قبل استعمالها من طرف الأشخاص المؤهلين لذلك، دون إغفال أهمية تركيب نفس الأجهزة من طرف المختصين كذلك. كما يظهر عامل اقتناء بعض وسائل التدفئة وتجهيزات الغاز المقلدة، وهي تجهيزات لا تخضع لشروط أمنية عالية مما يجعلها سببا آخر لارتفاع حوادث الاختناق بالغاز. ويشير المتحدث إلى أن مصالح الحماية المدنية أطلقت حملتها السنوية للتوعية والتحسيس من مخاطر التسمم بالغاز، أوائل نوفمبر 2013 وتستمر إلى نهاية موسم البرد، وهذا عن طريق تنظيم أبواب مفتوحة في ال48 ولاية، إلى جانب تدخلات لإطارات الحماية المدنية في حصص إذاعية بالإذاعات المحلية حول الوقاية من أخطار الحوادث المنزلية عموما والتسمم بالغاز تحديدا. كما تعمل الحماية المدنية بالتنسيق مع عدة شركاء ومنها مصالح توزيع الكهرباء والغاز بكل ولاية لدعم برامج الوقاية. هذا ناهيك عن البرنامج الخاص الموجه للمواطنين، والمتعلق بتكوين المسعفين وهو البرنامج الذي انطلق في 2010 وسمح بتكوين 50 ألف مسعف في إطار سياسة تكوين مسعف في لكل عائلة. في السياق يقول الملازم برناوي، أن هدف مصالح الحماية المدنية يتحدد في تكوين أشخاص يتصرفون تصرفات صحيحة أمام أي ضحية بعد حدوث أي حادث أو وقوع كارثة في انتظار وصول الإسعاف، “نحن ندعو كافة المواطنين إلى الانخراط والانضمام لهذه الدورات على مستوى كل وحدات الحماية المدنية”، يتابع المتحدث مشيرا إلى أن الدورات تعرف إقبالا كبيرا من كل الفئات، خاصة وأنه تم اعتماد توقيت زمني يساعد الجميع، مع الإشارة إلى أن كل دورة تدوم 21 يوما تسلم للمسعفين في النهاية شهادة. “هؤلاء المسعفون يتم إحصاءهم وإعداد بطاقية لهم، ثم يتم الاتصال بهم في حالة وقوع كارثة أو حينما تكون الحاجة لهم، ونشير إلى وجود 145 مسعف لكل 100 ألف ساكن والعملية مستمرة”.