يعتبر أحد الأصوات الصاعدة في فن المالوف التي حجزت مكانتها بشكل واضح، حسب العديد من المتتبعين لهذا الفن الراقي، الشاب صاحب ال 34 سنة، أحد المتوجين الثلاثة في المهرجان الوطني للمالوف في طبعته السابعة لسنة 2013، هو الفنان أحمد مغواش من عائلة فنية تتغنى بالمالوف، وهو شقيق الفنان ناصر مغواش، ”المساء” التقته ونقلت لكم هذا الحوار. أولا كيف كانت بدايتك مع الفن، خاصة فن المالوف؟ في الحقيقة، هي كبداية أي فنان صاعد يمر عبر المدارس الموسيقية الأندلسية، حيث سبق أن تمدرست على يد فنانين كبار، على غرار المرحوم عبد المؤمن بن طوبال، إضافة إلى العربي نوار، كما أنني احتككت بمطربين في الساحة الفنية القسنطينية والعنابية، وكان لي شرف تعلم مبادئ هذا الفن الأصيل، وككل شاب أو فنان مبتدئ أقر أن البداية تكون دائما صعبة، لكنني مع مرور الوقت بدأت أتقن آلة العود ومعرفة طبوع المالوف، مع كيفية أداء الأغاني في كل نوع سواء المالوف أو الحوزي أو المحجوز، إضافة إلى بعض الطقطوقات التي كثيرا ما تغنى في الأعراس والحفلات. كل فنان لديه جنود خفاء يساعدونه على ترقية مستواه وإظهاره إلى الجمهور، فمن هم الأشخاص الذين شدوا بيدك في بداياتك الفنية؟ لا أنكر كل من ساعدني سواء من قريب أو بعيد في الوصول إلى هذا المستوى، كما أنني ما أزال لحد الآن أحفظ وأطالع كل ما قيل حول النوبات، المقامات والقصائد الأندلسية، في الحقيقة أول شخص دعمني؛ أخي ناصر الذي بغض النظر عن أنه أخي ورفيقي في هذه الحياة، فقد أعطاني الكثير من الأسرار، كنت دائما بجانبه قبل أن أحمل آلتي وأتعلم مبادئ الغناء، كما لا أنكر فضل الشيخ الراحل عبد المؤمن بن طوبال والعربي نوار، إضافة إلى العديد من الفنانين الشباب أو القدامى ومنهم براشي، بن ثابت، بادر علمي والقائمة طويلة. هل واجهتك صعوبات في المجال الفني، خاصة في محيط العائلة؟ بالطبع، فأي فنان يواجه صعوبات في بدايته الفنية، حتى الآن لا نزال نواجه صعوبات كثيرة لكن الخبرة القصيرة التي امتلكتها جعلتني أتخطى كل حاجز بما أن المالوف فن أصيل ومسيرته تحتم على المغني أو العازف أن يكون بالمرصاد لكل الصعوبات التي يواجهها في الساحة الفنية أو على مستوى آخر، وفيما يخص عائلتي، ففي الحقيقة ساعدتني كثيرا، خاصة أخي الأكبر الذي كان وقتها في الساحة الفنية وجميع أعراسنا كانت تغني بهذا الطابع، وسبق أن أكدت أن التربية والأخلاق هي القاعدة التي تساعد الفنان في الحفاظ على أصوله وليس شيئا آخر. عاصمة الشرق كانت من بين أهم المدن العريقة التي احتضنت عدة مهرجانات، هل شاركت في مهرجانات على المستوى الوطني أو الدولي؟ بالطبع شاركت في مهرجانات المالوف مع فنانين ومع الجوق الجهوي لمدينة قسنطينة بقيادة الأستاذ سمير بوكريديرة، إضافة إلى مشاركتي في المهرجان الأخير للمالوف الذي تحصلت فيه على الجائزة الثالثة بفضل عمل أعضاء الفرقة الموسيقية. هل قلد عادل مغواش فنانين من قبل وتأثر بهم؟ بالطبع، فالحاج محمد الطاهر فرقاني كان أول شخص تأثرت به، كما لا أنكر أنني معجب كثيرا بسليم الفرقاني، وأحمد عوابدية وبالصوت الرخيم لعبد حكيم بوعزيز. كيف تنتقي كلمات الأغاني ومن يساعدك فيها؟ بما أن المالوف يضم عدة أغان في الحوزي أو المحجوز أو الزجل أو المالوف الأصيل الذي يتغني باللغة العربية، فإنني أختار الأغاني من هذا التراث الذي لا يموت، كما يقال، لكن فيما يخص انتقاءها، فإن هذا يمر عبر معرفة نوعية الطبع الذي تتركب منه الأغنية التي أريد تأديتها خلال كل حفل أو سهرة. هل لك أن تذكر لنا بعض الذكريات التي ماتزال تحتفظ بها؟ سؤال في الصميم، أغلى ذكرى في مخيلتي؛ إعلان لجنة التحكيم عن حصولي على الجائزة في المهرجان الوطني للمالوف الذي احتضنته عاصمة المالوف السنة الفارطة، كما لا أنسى التكريم الذي حظيت به من طرف عميد المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني ومدير الثقافة جمال فوغالي فور مشاركتي في المهرجان في طبعته الأخيرة، كلها ذكريات لا تنسى. تستعد لطرح ألبوم جديد؟ نعم هذه أول تجربة لي فيما يخص الألبومات، وأسعى إلى تقديم سلسلة من الأغاني التي تعجب الجمهور الجزائري، مثل ”يا من تريد قتالي” أغنية قديمة أداها الفنان الراحل الهاشمي قروابي وهو الألبوم الذي يضم 14 أغنية منها ”زادني هواك ندام” و«معندي زلة”. أين يجد مغواش نفسه بين الأداء في الأعراس أو خلال المهرجانات؟ في الحقيقة لكل مقام مقال، كما يقال، فلكل مجلس مقامه وخصوصياته، وعني شخصيا أفضل الاثنين، في الأعراس يكون الجمهور أقرب إليك وتكون الأغاني متنوعة حسب ذوق الحضور وطلبهم من طبوع وحسب ما تقتضيه ”القعدة”، أما الأداء في المهرجانات فله طعم خاص جدا بما أنه يلفت أنظار العديد من المتتبعين من مختلف الشرائح، إضافة إلى أن المشاركة في المهرجانات يقرب الفنان أكثر من الوسائل الإعلامية ويؤمن له الشهرة، إضافة إلى أن البرنامج منظم من قبل، عكس ما يكون عليه في الأعراس أو الأفراح. يعتبر العديد من متتبعي الفن الأصيل والنقاد، أن المالوف سينتهي بذهاب شيوخه، وأنت كشاب مقبل على هذا الفن، هل توافق الفكرة؟ أنا لا أوافق هذه الفكرة بما أن الفن الأصيل لا يموت، لكن لا يخفي هذا أنه تأثر بالعولمة والعصرنة التي يشهدها العالم، إضافة إلى أننا كفنانين يجب أن نكون متحدين ولا نركز اهتماماتنا على أشياء هامشية، كما نعطي نظرة جميلة عن هذا الفن وأصالته، وهو النداء الذي أريد دائما إيصاله إلى فكر الفنانين خاصة إلى من يؤدون أغنية المالوف على المستوى الوطني. هل تظن أن التكوين أحد أهم أساسيات نجاح الفنان، وكيف تقيم مستوى التكوين بقسنطينة؟ بطبيعة الحال، يعد التكوين اللبنة الأساسية لكل مجال، خاصة الفن، فالمطرب يجب أن يمر عبر المدارس التكوينية لكي يتعلم أبجديات الممارسة وكيفية الغناء إضافة إلى الكثير من التقنيات التي تؤهله لأن يصبح فنانا، إذ يستطيع أن يركب الأغاني، يحفظها ويؤديها، أما فيما يخص مستوى التكوين في قسنطينة فإن هذا العامل يعتبر نقطة سلبية في الوقت الحالي بما أن المدارس التي تعلم شبابنا وأطفالنا هذا الفن الأصيل أصبحت تعد على الأصابع. تستعد قسنطينة لاحتضان حدث ثقافي ضخم، وهو عاصمة الثقافة العربية 2015، ماذا تقول عن هذه التظاهرة؟ أنا شخصيا جد سعيد لأن قسنطينة ستكون عروس العالم العربي لسنة 2015، ولنا الشرف العظيم أن تشهد مدينة الصخر العتيق هذه التظاهرة التي ستلفت من دون شك أنظار العالم وستستقبل الآلاف من السياح والعازفين على مستوى العالم العربي خاصة، لذا أوجه رسالة إلى سكان هذه المدينة قصد الاستعداد لإنجاحها واستقبال الضيوف، وحضور فعاليات هذه الحدث الضخم الذي سيعود بدون شك بالفائدة على سكان المدينة خاصة. هل ستكون لك مشاركة فيها؟ من المنتظر أن تكون لي مشاركة في هذا الحدث بما أنني ابن المدينة، إضافة إلى أن التتويج الأخير في المهرجان الوطني للمالوف والمشاركة في المهرجان الدولي أصبحت محل تتبع القائمين على الثقافة في قسنطينة، ورغم أن المشاركة لم تحدد بعد إلا أنني متفائل بأن أشرف المدينة وهذا التراث الأصيل. كلمة أخيرة لعشاق المالوف ومتتبعي عادل مغواش؟ أولا أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة، كما أوجه تشكراتي إلى كل من يساندني في مسيرتي الفنية سواء أعضاء فرقتي أو متتبعي هذا الفن الأصيل الذين لولاهم لما بقي هذا الفن كأسلوب وتراث يجب أن يكون حاضرا في أعراسنا وحفلاتنا ومهرجاناتنا.