أبدى مواطنون تحدثوا إلى ”المساء” استياءهم من خدمات البريد التي تسجل الكثير من التأخر، معتبرين أن تعاملهم مع مؤسسة بريد الجزائر لا يتعدى الحوالات البريدية أو الطرود المُرسلة، فيما كشف آخرون أن مؤسسات البريد السريع الخاصة تعتبر ملجأ اضطراريا لهم، خاصة فيما يخص تبادل البريد بصفة سريعة واستعجالية بالرغم من الأسعار المبالغ فيها، حيث تبلغ تكلفة إرسال الطرود إلى خارج الوطن، إلى أكثر من 6 آلاف دج، أما بين الولايات فتختلف حسب المسافات وتتراوح بين 2000 إلى 4000 دينار، حسب الوزن. وذكر مواطن أنه كان في السابق يعاني من خدمة البريد، حيث تتأخر الطرود المرسلة إليه، مضيفا أنه كان يتردد بكثرة على مكاتب البريد حين يُرسل إليه طرد، وأن ذلك الأمر كان يعتبر مضيعة للوقت، وأضاف أنه قرر مؤخرا الاعتماد على الشركات الخاصة في إيصال البريد السريع، رغم الأسعار المعتمدة لديها والمبالغ فيها، لكن يلجأ إلى ذلك على الأقل لضمان وصول الطرود التي كثيرا ما تحمل وثائق هامة في وقتها المناسب. وقال آخر بأنه يفضل الشركات الخاصة لإيصال بريده لأنها على حد قوله لا تتأخر أكثر من يومين في تسليم الخدمة لصاحبها، موضحا أنها خدمة تناسبه لضمان إرسال واستقبال الطرود البريدية والرسائل المستعجلة، رغم أن أسعار تلك الشركات الخاصة مُبالغ فيها. ففي الجزائر يغطي اليوم خدمة البريد السريع متعاملون أجانب يمثلون أكبر المؤسسات الأجنبية المتخصصة، منها مؤسسات ‘'دي أش أل'' ،''أي آب سي'' و''فيدكس''، لكنها تقدم خدمات بأسعار مبالغ فيها، على حد تعبير المواطنين. فبالنسبة للرسائل والطرود الموجهة إلى الخارج برا أو جوا لا تقل أسعارها عن 6 آلاف دج وتزيد كلما بعدت المسافة. وفي معرض حديث موظف ببريد الجزائر، فإن الإعلام أثر إيجابا على عمل المؤسسات الخاصة للبريد السريع، كونها توصل خدماتها في يومين بالوطن، وهي نفس المدة التي يقضيها بريد الجزائر في إيصال خدماته، حسبه، رغم أن الأولى تقدم خدماتها بسعر يصل إلى 3 آلاف دينار والثانية خدماتها لا تتعدى 15 دينارا، وهو سعر الطابع البريدي. كما أن المؤسسة العمومية توزع البريد الدولي في مدة لا تتجاوز 4 أيام وبشهادات الزبائن أنفسهم، يقول نفس المصدر. تجدر الإشارة إلى أن مجمع بريد الجزائر أطلق قبل سنتين خدمة البريد السريع بمقاييس دولية بهدف ”استرجاع سوق البريد السريع داخل الوطن في مرحلة أولى، وبعد ذلك التوجه إلى الخارج، حيث تم اللجوء بداية إلى توقيع اتفاق شراكة مع المتعامل ‘'فيداكس'' الذي يقوم بتوزيع الرسائل المرسلة عبر البريد السريع الجزائري نحو دول أوروبا، في المقابل يتم توزيع الرسائل باتجاه الجزائر عبر البريد السريع”، حسب توضيح السيد نور الدين بوفنارة المدير العام لمؤسسة خدمات البريد السريع ل”المساء”، في تصريح سابق، مشيرا إلى أن الرهان الحقيقي المرفوع هو تقديم خدمة نوعية للزبائن لإيصال رسائلهم خلال يوم واحد بالنسبة بالعاصمة و”يوم +2” أي يوم الإرسال زائد يومين بالنسبة للولايات الداخلية والساحلية و”يوم + 3” للولايات الجنوبية، بالتنسيق مع خدمات البريد، أما بالنسبة للرسائل الموجهة نحو الخارج، فمحددة بنظام ”يوم +5”، فيما تم تحديد الأسعار لنقل خدمات البريد ب 250 دج عبر كامل التراب الوطني، و1500 دج إلى خارج الوطن، في انتظار تعميم فتح وكالات تجارية لهذه الخدمة عبر كامل الولايات قريبا.