اهتزت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانيةبيروت مجددا أمس، على وقع تفجير انتحاري عنيف، خلّف مقتل أربعة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 35 آخرين. وأُطلقت صفارات الإنذار من إمكانية انزلاق لبنان إلى متاهة الحرب الأهلية. وفجّر انتحاري سيارة في شارع يضم العديد من المحلات التجارية بمنطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، إحدى أهم معاقل حزب الله، والتي سبق وتعرضت لتفجير مماثل بداية جانفي الجاري، خلّف مصرع خمسة أشخاص. وسارعت "جبهة النصرة في لبنان"، وهي فصيل تابع لجبهة النصرة السورية الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي لم تكن معروفة، إلى تبنّي الهجوم الانتحاري. وأكدت المجموعة المسلحة أنها نفّذت التفجير الانتحاري ردا على ما وصفتها ب "المجازر التي يرتكبها حزب إيران"، في إشارة إلى حزب الله. ويُعد هذا التفجير ثاني تفجير تتبناه جبهة النصرة في لبنان بعد ذلك الذي استهدف قبل أسبوع، منطقة الحرمل من بين معاقل الحزب والقريبة من الحدود السورية، وخلّف مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، والسادس منذ شهر جويلية الماضي، الذي يستهدف معاقل حزب الله، الذي لم يُخف انخراطه في القتال الدائر في سوريا إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وفور وقوع التفجير سارعت شاحنات الإطفاء إلى مكان التفجير لإخماد النيران التي خلّفها التفجير، بينما كانت سيارات الإسعاف تنقل الجرحى وجثث الموتى إلى المستشفيات القريبة. وانتشرت قوات من الجيش وأيضا مسلحون من حزب الله مكلَّفون بالأمن، في المنطقة. وتحولت الساحة اللبنانية التي انقسمت بين مؤيد ومعارض للنظام السوري في الأشهر الأخيرة، إلى مسرح لمواجهات عنيفة وتفجيرات انتحارية تستهدف مختلف مناطق لبنان وحتى اغتيالات سياسية، وضعت هذا البلد على حافة الانزلاق إلى متاهة الحرب الأهلية. ورغم محاولات الساسة والقادة اللبنانيين تهدئة النفوس وإبقاء لبنان قدر الإمكان بعيدا عما يجري في سوريا، إلا أن الأوضاع في هذا البلد أخذت منحى تصاعديا، أقل ما يقال عنه إنه خطير، وأصبح ينذر في حال استمراره بما هو أسوأ. ويتأكد ذلك خاصة مع استمرار الاشتباكات في مدينة طرابلس كبرى مدن الشمال اللبناني، والتي انقسم سكانها بين سنيّين موالين للمعارضة، وعلويين من الداعمين لنظام الأسد، كان آخرها تلك الذي اندلعت في اليومين الماضيين، وخلّفت سقوط أربعة قتلى وأكثر من 32 جريحا.