كشف السيد نبيل عساف ممثل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالجزائر، أن للمناطق الرطبة أهمية كبيرة من ناحية تأمين الخدمات الزراعية، حيث يسمح استغلالها بضمان الأمن الغذائي وتحسين وسائل العيش، مشيرا، بمناسبة زيارة قادته أمس رفقة وفد من مديرية الغابات إلى بحيرة الرغاية، إلى أهمية العمل التحسيسي من أجل التوعية بأهمية الزراعة العائلية في المناطق المجاورة للمناطق الرطبة. وتقوم المناطق الرطبة، حسب نفس المسؤول، بتقديم خدمات بيئية أساسية؛ حيث تُعتبر هامة في التنوع البيولوجي، ومصدراً اقتصاديا وعلميا، وتناقصها أو اختفاؤها التدريجي يشكل تهديدا عاما للبيئة، "وعلى هذا الأساس جاءت اتفاقية رامسار لتحافظ على كل الخدمات التي تقدمها المناطق الرطبة للإنسان، وهي الاتفاقية التي يساندها المجتمع الدولي من أجل حماية هذه المناطق التي لها أهمية على كل المستويات، ولذلك أعلنت منظمة الأممالمتحدة 2014 السنة الدولية للزراعات العائلية، وتم رفع شعار "المناطق الرطبة والفلاحة تنمّي الشراكة"، ومن أجل هذا تشجع منظمة ‘الفاو' وتساند كل الأنشطة الزراعية المقامة بجوار هذه المناطق، وتعمل بالتنسيق مع كل البرامج الرامية إلى نفس الهدف"، يقول السيد نبيل عساف. وقد نظّمت المديرية العامة للغابات أمس بمركز الصيد للرغاية، يوما تحسيسيا؛ من خلال برمجة عدة نشاطات على مستوى المحمية الطبيعية لبحيرة الرغاية، التي شهدت توافدا كبيرا لتلاميذ المدارس والمواطنين، الذين تعرّفوا على أهمية المناطق الرطبة في الحفاظ على هذه الأنظمة الإيكولوجية الطبيعية عموما. وتتربع المحمية الطبيعية ذات البعد العالمي للرغاية، على مساحة تفوق 1500 هكتار، وتضم في محيطها الطبيعي مركزا للصيد، إذ تستجيب لاتفاقية "رامسار" حول المناطق الرطبة. وبالرغم من أن لها دورا هاما في التوازن البيئي في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، إلا أنها أصبحت اليوم تواجه أوجها متعددة من التقصير والإهمال، سواء من قبل الجهات المخوَّل لها حمايتها أو من قبل المواطنين، الذين امتدت أياديهم إلى تخريبها والصيد العشوائي للطيور النادرة بها، أو حتى التسبب في تلوّثها؛ حيث تشير أرقام مديرية مركز الصيد بالبحيرة، إلى أن هذه الأخيرة تواجه تلوثا خطيرا يصل إلى نسبة 17 %، والقصد به خطر التلوث الصناعي بسبب النشاط الصناعي المترامي بمحيط البحيرة، ونسبة 33% تلوّث متوسط؛ أي النفايات المنزلية التي تُرمى هي الأخرى بالبحيرة؛ حيث تم إحصاء 09 مفرغات عشوائية بالقرب منها، وكلها تشكل تهديدا للتوازن الإيكولوجي والبيولوجي بها. ولعل هذه الأسباب التي جعلت القائمين على المحمية يضمون أصواتهم لأصوات المواطنين، ويطالبون وزارتي البيئة والفلاحة بتكثيف أوجه العمل المنسَّق لإيجاد حلول أكثر واقعية للحد من العبث الذي طال محمية الرغاية. جدير بالإشارة إلى أنه يتم إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة في الثاني فيفري من كل سنة، وذلك تكريسا لاتفاقية حول المناطق الرطبة، الموقَّعة في نفس اليوم من سنة1971 بمدينة رامسار الإيرانية. وتهدف الاتفاقية عموما إلى حماية المناطق الرطبة والتسيير العقلاني لثرواتها. وقد انضمت إليها الجزائر في 11 ديسمبر 1982، علما أن الجزائر تَعدّ أكثر من 50 منطقة رطبة، مصنَّفة ضمن قائمة هذه الاتفاقية.