احتضنت مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر أمس، البرنامج الاحتفالي الخاص باليوم العالمي للحماية المدنية، المصادف للفاتح من مارس من كل عام، بعد أن تم اختيار العاصمة لإحياء الاحتفالات الرسمية للمناسبة، والتي ستستمر على مدار أسبوع كامل تحت شعار "الحماية المدنية وثقافة الوقاية لمجتمع آمن". وقد شهد الاحتفال عروضا متنوعة ومثيرة، شملت أبرز المناورات التي تقوم بها فرق الإنقاذ في الميدان، بالاستعانة بأهم الوسائل والإمكانات المتطورة، والتي سهلت على الأعوان أداء مهامهم بشكل دقيق وفي وقت وجيز. كما تم إبراز الجهود المبذولة في مجال التوعية والتحسيس، والمدرجة ضمن استراتيجية الوقاية، التي سيتم التركيز عليها مستقبلا بدلا من الاكتفاء بالاستجابة. وفي جو من الصرامة والانضباط المعهودين لدى رجل الإنقاذ، عاشت مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، الاحتفالات الخاصة باليوم العالمي للحماية المدنية، بحضور الوالي المنتدب لباب الوادي والمفتش العام للحماية المدنية السيد عبد الله مقران ومدير الحماية المدنية لولاية الجزائر السيد محمد تغرستين، وإطارات من الأمن والدرك الوطني، بالإضافة إلى جمع غفير من العائلات وخاصة الأطفال، الذين استمتعوا بالمناورات والعروض الخطيرة لأعوان الإنقاذ ومختلف الوسائل المستعمَلة، على غرار المروحيات. وسعيا منها لتسليط الضوء على القدرات العالية التي بلغها رجل الحماية المدنية وقدرته الكبيرة في مواجهة جميع الأخطار والكوارث؛ سواء الطبيعية منها أو البشرية، قدّمت ظهيرة أمس مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر وعلى مدار ثلاث ساعات كاملة، عروضا تمثلت في مجموعة من المناورات التي أدخلت المدعوين للاحتفال في أجواء ملؤها الخطورة والخوف، والتي سرعان ما تبددت بفضل التحكم السريع والجيد في الوضع من قبل الفرق المتخصصة، التي أكدت مدى استعدادها وجاهزيتها في مواجهة الظروف أيا كانت درجة خطورتها. واستُهلت عروض رجال الإنقاذ بافتعال حادث مروري وسرعة التدخل فيه، بالاستعانة بالمروحيات التي أُقحمت حديثا، وهي من نوع "أقوستا 139"، ألمانية الصنع، ليتابَع العرض بحادث منزلي شائع، يتعلق باشتعال قارورة غاز، حيث ركزت الفرق على أهم الطرق المتَّبعة سواء من قبل أعوان الحماية المدنية أو حتى من قبل المواطنين لإطفاء القارورة والتحكم في الخطر، وذلك بطرق بسيطة جدا لكنها سريعة، وهو نفس الشيء بالنسبة للحرائق الخطيرة التي تطال مواد خطيرة وبترولية.. وأكدت مصالح الحماية المدنية من خلال جملة العروض المتعلقة بالحرائق، مدى قدرتها على التحكم فيها بشكل عكَس التطور الذي بلغته هذه المؤسسة خلال السنوات الأخيرة. من جانب آخر، كشف المعرض المقام بالمناسبة الأهمية التي توليها القيادة العليا للحماية المدنية للعمل التوعوي والتحسيسي؛ على اعتبار أن أداء الحماية المدنية مبني في الأساس على الوقاية عوض الاستجابة، ومن هنا جاء شعار هذا العام "الحماية المدنية وثقافة الوقاية لمجتمع آمن"، والذي يعكس التوجه والاستراتيجية الجديدة، التي تسعى هذه المؤسسة إلى تكريسها ميدانيا بإشراك جميع شرائح المجتمع. وفي هذا الإطار أعطى الملازم الأول سفيان بختي المكلف بالإعلام، حصيلة برنامج التكوين في مجال الإسعاف والإنقاذ الجماهيري، والذي شمل أزيد من 1680 متربصا بولاية الجزائر، وذلك ضمن 15 دورة تكوينية انطلقت نهاية 2010. وتصنع ولاية الجزائر الاستثناء بعدد تدخلاتها اليومية التي بلغت 227 تدخلا في اليوم؛ أي بمعدل 9.5 تدخّلات في الساعة. وقد تكفلت وحدات الحماية المدنية لولاية الجزائر خلال العام الماضي، بقرابة 50 ألف شخص ضمن أكثر من 82 ألف تدخّل، بزيادة 1.6 بالمائة مقارنة بسنة 2012. وتنوعت التدخلات بين إخماد الحرائق، حوادث المرور، الإسعاف والإجلاء وعمليات أخرى... للعلم، وجّه الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني السيد فلاديمير كوفشينوف، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للحماية المدنية، أطلق من خلالها نداء عاجلا إلى صنّاع القرار في العالم؛ بغية تسريع عملية تطوير هياكل قوية للحماية المدنية والدفاع المدني وخدمات الطوارئ، مركزا على ضرورة تزويدها بالمعدات الفنية اللازمة والأفراد المؤهلين، مع ضرورة التركيز على برامج الوقاية، التي تلعب دورا أساسيا في إنقاذ حياة الناس والحد من الخسائر المادية.