بدأت الحملة الانتخابية، في يومها الرابع، تستقطب المواطنين في التجمعات الشعبية التي ينظمها المترشحون عبر مختلف ولايات الوطن، بعد أن كانت محتشمة في بدايتها، وهو ما ينبئ بأن الأسبوع الثاني ينتظر أن يشهد تنافسا كبيرا بين المترشحين الذين يركزون على الاهتمام بالجانب الاجتماعي للمواطنين الذين بدأوا يعيشون الأجواء الانتخابية بحماس كبير مثلما يعكسه حضورهم القوي في المهرجانات واللقاءات الجوارية لبعض المترشحين. وكان تعزيز التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية أبرز نقطة التقى عندها أغلبية فرسان الرئاسيات، الذين دعوا المواطنين إلى الرد على المتربصين باستقرار البلاد عن طريق الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع، في وقت تحاول فيه بعض الأطراف الخارجية إفساد العرس الديمقراطي الذي ستعيشه البلاد بمناسبة تنظيم الانتخابات الرئاسية. وقد أخذت مسألة حماية الوحدة الوطنية أبعادا متعددة في خطابات المترشحين، إلا أنها انصبت على هدف واحد وهو إفشال رهانات الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة، من خلال استغلال الاحتجاجات لمآرب سياسوية. وهو ما حذرت منه الأمينة العامة لحزب العمال، السيدة لويزة حنون، في تجمعها الشعبي، أمس، بمستغانم، حيث أشارت إلى أن “الاستفزازات الخارجية تستهدف الجزائر” وهي تضفي طابع “الحرب” على الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقبل ذلك، كان رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، قد أبرز بولاية غرداية أهمية “تعزيز الحوار والتماسك الاجتماعي بين سكان هذه المنطقة” التي شهدت أحداثا في المدة الأخيرة، مقترحا في هذا الصدد مباشرة الحوار بين أصحاب المحلات التجارية والسلطات المحلية “لإيجاد حلول على شاكلة استحداث فضاءات جديدة للتجار”، داعيا في هذا السياق إلى تفادي كل العوامل التي قد تتسبب في إشعال نار الفتنة كون “غرداية كانت دوما مثالا للتعايش”. ومن منظور المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة فإن تعزيز الوحدة الوطنية يكمن في دحض المخططات الخارجية والتي تلقى دعما من قبل أطراف داخلية عشية انتخابات 17 أفريل، غير أن إحباط هذه المحاولات لا يكون إلا بتعزيز الجبهة الداخلية من خلال الالتزام بدعم سياسة التضامن الوطني وتخصيص أموال الدولة للفئات الهشة من المجتمع، مع مواصلة البرامج التنموية لصالح الشباب في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية، مؤكدا أن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة يرمي إلى استكمال الإصلاحات التي كان قد بادر بها تحضيرا لتسليم المشعل لجيل الاستقلال. وبرز الاهتمام بفئة الشباب جليا في خطابات المترشحين، حيث أكد مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة في هذا الصدد أن أولوية هذا الأخير تمثلت في الاستثمار في الشباب من أجل التحضير لجزائر جديدة. وظهر التركيز على هذه الفئة أيضا في تصريحات رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، خلال حديثه عن ترقية الإنتاج الوطني والقضاء على الأسواق الموازية من خلال التكفل بالشباب الذين ينشطون فيها قصد الاستفادة من “طاقاتهم ومهارتهم”، باعتبارهم يقدمون “قيمة مضافة” للاقتصاد الوطني. أما عبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل، فقد وعد بالاستغلال الحقيقي للإمكانيات البشرية والموارد الطبيعية واختيار أشخاص نزهاء وصادقين في تسيير شؤون البلاد، مركزا على الشباب من أجل إحداث التغيير. كما رافع المترشح علي فوزي رباعين، رئيس حزب 54، من أجل تحقيق “عدالة اجتماعية” ترتكز على منح الفرصة للشباب لتقلد مناصب عليا،مقدما في هذا الصدد وعودا بالقضاء على البطالة. من جهة أخرى، تشهد البورتريهات بين ممثلي المترشحين الستة حربا حقيقية في مختلف ولايات الوطن، ففي ولاية البليدة مثلا تم تمزيق بورتريهات بعض المترشحين وتشويه ملصقات آخرين. فإذا كانت ملصقات المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وبدرجة أقل المترشحين علي بن فليس وعبد العزيز بلعيد، لا تزال معلقة على مستوى كافة الفضاءات المخصصة لها، إلا أن ملصقات لوزيرة حنون تحتل الفضاء المخصص لها وحتى الفضاء المخصص لكل من موسى تواتي وعلي فوزي رباعين اللذين تغيبا تماما عن هذا المشهد الحضري. كما تم تمزيق جزء كبير من بورتريهات المترشحين وتم نزع معظمها بأغلب أحياء وسط مدينة البليدة وحتى في أحياء أخرى. وفي هذا الصدد يؤكد ممثلو المترشحين بالولاية الذين تأسفوا لهذه الأعمال التخريبية أنه سيتم “استبدال البورتريهات الممزقة بأخرى جديدة.