تؤكد الزيارة التي قام بها كاتب الدولة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، للجزائر في هذا الوقت بالذات اعتراف الدول الكبرى بمكانة الجزائر وتنبئها بمستقبلها الاقتصادي والسياسي كدولة محورية وقوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حسبما قاله مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، الذي ذكر بدور الرئيس المترشح في استرجاع هذه المكانة في المحافل الدولية منذ توليه منصب رئيس الجمهورية في سنة 1999. وأضاف السيد سلال أن اعتراف كبرى الدول الديمقراطية كالولايات المتحدةالأمريكية بالديمقراطية الجزائرية وإبداء ارتياحها لسير الحملة الانتخابية والتحضير للانتخابات الرئاسية ل17 أفريل الجاري دليل قاطع على الأهمية التي باتت توليها كبرى الدول للجزائر، والتي تسعى لإقامة علاقات تعاون وشراكة مع الجزائر في شتى المجالات اقتناعا منها بمستقبل الجزائر في السنوات القادمة. وفي حديثه عن مستقبل الجزائر الذي ”يبشر بالطمأنينة والتطور”، دعا السيد سلال الشباب من ولاية الجلفة خلال تجمع شعبي نظمه بهذه الولاية، أول أمس، لحساب الحملة الانتخابية، للتمسك بالوحدة الوطنية لمواجهة كل محاولات المساس بالوطن، مطالبا إياهم بالتوجه بقوة يوم ال17 أفريل إلى صناديق الاقتراع ومنح أصواتهم للرجل الذي لعب دورا في استرجاع مكانة الجزائر على الصعيد الدولي وكان له الفضل في استرجاع الأمن والاستقرار. كما دعا مدير الحملة الانتخابية للمترشح بوتفليقة المواطنين إلى الإقبال على مراكز ومكاتب الاقتراع لاختيار القاضي الأول في البلاد يوم الانتخابات حتى يبرهنوا للجميع مدى تمسكهم بوطنهم وبوحدته. مشيرا إلى أن ”الشعب متشبع بثقافة حب الوطن وحمايته ولا يمكن لأي أحد أن يهزمه بفضل وعيه وبفضل قوة جيشه وأمنه اللذين وعد المترشح بتقوية احترافيتهما ودعمهما أكثر في حال إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية”. وبولاية سطيف التي حل بها أمس في اليوم ال12 من الحملة الانتخابية، طمأن سكان مدينة عين الفوارة بأن ”الجزائر بخير ما دام بوتفليقة بخير”، وهو قادر على مواصلة مسيرته لاستكمال برنامج النمو الذي باشره وللاستمرار في سياسته الخارجية والدبلوماسية، في إشارة منه إلى أن حالته الصحية تحسنت، حيث خاطب سلال الحضور الذين تجاوبوا معه في تجمع شعبي نظمه بالمركب الرياضي 8 ماي 1945 قائلا ”كونوا مطمئنين فبوتفليقة له نفس طويل مثل فريق وفاق سطيف الذي له نفس طويل”، في إشارة منه إلى أن المترشح بوتفليقة لا يزال قادرا على تحقيق نجاحات سياسية مثل فريق سطيف الذي حقق عدة انتصارات وفاز بكؤوس وبطولات مختلفة. ولم يتوان المتحدث من ولاية سطيف في التذكير بآخر خطاب تقدم به مترشحه بصفته رئيسا للجمهورية في 2012 من هذه الولاية، حيث وجه رسائل قوية للشعب تعهد من خلالها بالقيام بعدة إصلاحات سياسية، اقتصادية، واجتماعية، يقول سلال الذي أشار إلى أن الوقت قد حان لوضع هذه البرامج والإصلاحات على السكة، غير أن هذا يتطلب حسبه التفاف الشعب حول المترشح ودعمه لتمكينه من الفوز مرة أخرى بمنصب رئيس الجمهورية حتى يتمكن من الوفاء بوعوده كما سبق وأن فعله من قبل.وفي حديثه عن برنامج المترشح، تطرق المتحدث إلى الشطر الخاص بولاية سطيف عاصمة الهضاب العليا التي ستمنح فيها الأولوية للفلاحة لتصبح أكبر منطقة فلاحية مسقية في الجزائر ويخصص جزء من فلاحتها للصناعات التحويلية والغذائية والتصدير للخارج مستقبلا.كما أكد سلال أن المترشح الذي يمثله يتعهد بتحويل الولاية إلى منطقة صناعية واقتصادية نظرا للإمكانيات الهائلة التي تزخر بها مما يؤهلها لتوفير مناصب شغل والقضاء على البطالة في صفوف الشباب، الذين وعدهم بمواصلة برامج الدعم والمساعدة على خلق مؤسسات مصغرة ومشاريع في إطار وكالة دعم وتشغيل الشباب ”أونساج”. ولتجسيد كل هذه المشاريع التنموية، ألح المتحدث على ضرورة التخلي عن الشك في القدرات الوطنية ومنح الثقة للمسؤولين والإطارات الجزائرية التي يعول عليها لبناء دولة قوية في مختلف المجالات. وفي تجمع ثان بسطيف، نظمه بمدينة العلمة، التي لم يتوقف سكانها طيلة وقت هذا التجمع عن المطالبة بتحويل العلمة إلى ولاية بترديد كلمة ”العلمة ولاية” مرات عديدة، أعقبها سلال برد على نفس النغمة بكلمة ”إن شاء الله” عدة مرات أيضا، وعد هذا الأخير بالاستجابة لهذا الطلب وأخذه بعين الاعتبار عند إعادة النظر في التقسيم الإداري الحالي، موضحا أن مدينة العلمة عرفت توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة مما يستدعي تحويلها إلى ولاية قائمة بذاتها منفصلة عن ولاية سطيف. وهو السياق الذي ذكر من خلاله بأن إعادة النظر في التقسيم الإداري باتت حتمية لا بد منها، خاصة ببعض المناطق التي تعرف تجمعات سكانية كبرى وغيرها من المناطق الجنوبية الشاسعة التي تبعد فيها بعض الدوائر بأكثر من 400 كيلومتر عن عاصمة الولاية، مما يزيد من معاناة سكانها الذين يضطرون للتنقل لمسافات بعيدة لاستخراج وثائق من الولاية. مبعوثة ”المساء” إلى ولايتي الجلفةوسطيف: زولا سومر