أكّد فنانون من جنوب إفريقيا أنّ نضال بلادهم من أجل الانعتاق من الأبرتايد، نجح بفضل مجموعة من العوامل إلى جانب النضال السياسي. ويسجّل هؤلاء الدور الحيوي للفن، والثقافة في المقاومة؛ كونه عاملا فعّالا في التعريف بقضيتهم في العالم؛ لذلك شدّدوا على أن يكون هذا السبيل وسيلة يستخدمها فنانون ومثقفون للترويج لقضيتهم العادلة حتى نيل الاستقلال كاملا. ودعا المشاركون الصحراويّين إلى تشكيل فرق ثقافية تسلّم المشعل وتحافظ على الهوية الأصيلة؛ لما للثقافة والفن من دور في الحفاظ على العلاقة المقدَّسة بالبلاد. ضمن برنامج مهرجان الداخلة السينمائي، نُظّمت، أوّل أمس بمخيّمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، ”ندوة مانديلا”، التي كانت فضاء للقاء مجموعة من الفنانين للحديث عن تجاربهم في الكفاح عن قضايا بلادهم التحريرية عبر الفنون. وحضر الندوةَ أندرو ملاغيني رفيق نيلسون مانديلا، الذي ألقى كلمة عن تجربة جنوب إفريقيا ومكانة الثقافة في كفاحهم الكبير. واستهل مغني الجاز الجنوب إفريقي جوناس غوانغوان الندوة؛ حيث ثمّن دور الثقافة في مسعاها النضالي، داعيا إلى استعمالها؛ كونها أكثر تأثيرا من الحقوقي. وعزّز حديثه بمثال تجربة الكفاح في جنوب إفريقيا، وأوضح أنّه بفضل الفن تمكّن من التعرّف على القضية الصحراوية. وفي هذا الصدد، أوضح المتحدّث أنّه تمكّن من زيارة أكثر من 50 دولة للترويج للقضية الصحراوية وتعريفها للفنانين والمثقفين. وحضر مع جوناس غوانغوان ابناه، وهما ضمن فرقته مجنَّدان كذلك في خدمة القضايا الإنسانية عبر أغانيهم. وبدأت تجربة النجل موجاليفا غوانغوان من منطقة معزولة في جنوب إفريقيا، استغلها رفقة رفقاء له بالقيام بأنشطة ثقافية للتعريف بكفاح جنوب إفريقيا وثقافتها، معتبرا أنّ الأغاني نسجت روابط ثقافية متينة. وأكّد أنّ الكفاح كان ثقافيا وسياسيا، وأنّ القضية السياسية تمّ التعريف بها من خلال الثقافة. وتحدّثت المغنية كريتوليست غوانغوان عن تجربة كفاحها، معتبرة أنّ الثقافة والأغاني والأدب هي الوسائل التي عرّفتهم بالقضية، وهي الوسائل التي اتّخذوها للكفاح بعدها، وعادت إلى محطاتها كموسيقية وممثلة، آمنت أنّ الفن هو الوسيلة الأكثر فعالية. مخيّم الداخلة للاجئين الصحراويين بتندوف: دليلة مالك