وقعت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز "سونلغاز" والديوان الوطني المغربي للكهرباء بإقامة الميثاق بالعاصمة أول أمس الخميس على اتفاقي عبور وتبادل للطاقة الكهربائية. وجرى حفل التوقيع على الاتفاقين على هامش الدورة الثامنة لمجلس وزراء الطاقة والمعادن للاتحاد المغاربي بحضور وزير الطاقة السيد شكيب خليل ونظيرته المغربية السيدة أمينة بن خضراء. ووقع على الاتفاقين عن الجانب الجزائري الرئيس المدير العام لسونلغاز السيد نور الدين بوطرفة ونظيره مدير الديوان الوطني المغربي للكهرباء السيد يونس معمر. وينص الاتفاق الأول على وضع تحت تصرف الجزائر الخطوط المغربية الكهربائية في عملية تصدير الجزائر للطاقة الكهربائية نحو اسبانيا من خلال إقامة ربط بطاقة 400 كيلواط بين البلدين سيتم تشغيله انطلاقا من شهر نوفمبر القادم. وقال السيد بوطرفة في شرحه لمضمون هذا الاتفاق انه سيمكن الجزائر من تصدير كمية تقدر ب1000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية نحو المغرب واسبانيا واستيراد طاقة يقدر حجمها ب 700 ميغاواط عند الحاجة أي في حال حدوث أي طارئ في المنشآت الجزائرية الخاصة بالإنتاج. وأضاف ان الربط الجديد سيمكن شركة سونلغاز من الانفتاح على السوق الأوروبية ويعزز تواجدها في الضفة الشمالية للمتوسط ويفتح المجال أيضا أمام إنشاء سوق اورومغاربي للكهرباء. ومن جهته قال السيد يونس معمر أن التعاون بين الجزائر والمغرب في مجال الطاقة الكهربائية يعود إلى نهاية السبعينات وبداية الثمانينيات وهو يعرف تطورا مستمرا ومن شأن هذا الاتفاق أن يعزز التعاون القائم. أما عن الاتفاق الثاني الذي يندرج ضمن التعاون الثنائي المحض، فينص على التبادل والإنقاذ في مجال الطاقة الكهربائية بين سونلغاز والديوان المغربي. حيث يسمح للجانبين بتبادل الطاقة الكهربائية وإنقاذ طرف للآخر في حال حدوث طارئ. وأوضح السيد بوطرفة أن هذه المبادلات تندرج في إطار التموين المتبادل للطاقة الكهربائية عند تسجيل مشاكل على مستوى إحدى الشبكتين وبطلب من احد الطرفين. وأضاف انه اذا ما احتاج احد البلدين للكهرباء في حال الحر الشديد او توقف محطات التوليد او حدوث مشكل تقني يقوم البلد الآخر بتعويض نقص او انقطاع التيار الكهربائي. وللتذكير فإن الهدف من عملية الوصل الكهربائي بين بلدان المغرب العربي هو تجاوز المرحلة الحالية للمساعدات المتبادلة الفورية بهدف إنشاء سوق مغاربية حقيقية وتطوير اتفاقيات تجارية طويلة الأمد باتجاه اوروبا. واشار السيد خليل في هذا الشأن الى ان عمليات الربط الكهربائي بين بلدان المغرب العربي من المفروض ان تنتهي في غضون السنتين القادمتين وأضاف ان ليبيا في طريقها للانضمام الى كل من الجزائر وتونس والمغرب في هذا المشروع. وفي تصريح إعلامي على هامش حفل التوقيع أكدت الوزير المغربية السيدة بن خضراء أن هذين الاتفاقين من شأنهما تعزيز المساعدات الفورية بين البلدين وضمان إيصال الكهرباء الى اسبانيا. كما ستمكن البلدين من تدعيم العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما.