المتحف الوطني للفنون الجميلة الذي يعد في حد ذاته تحفة فنية حباها الله بمكان يعد من أجمل الأماكن في الجزائر العاصمة، حيث ينفتح رواق حديقة الحامة على البحر فيعطيه لطافة الجو ويسند ظهره المرتفع الذي ينتصب عليه نصب مقام الشهيد ورياض الفتح، إضافة إلى أنه المكان يتوسط عاصمة الجزائر، فالمكان من أجمل المواقع للراحة والاستجمام خصوصا في فصل الصيف وما يحتويه المتحف في داخله يزيد الجزائر وضوحا تاريخيا وحضورا حضاريا. المتحف الوطني للفنون الجميلة تزين محيطه معالم سياحية تاريخية أهمها "فيلا عبد الطيف"، حديقة التجارب، وعين الحامة وحتى القناة "التي يجب الكشف عنها". المتحف سيستعيد في السنة القادمة 2009 المدخل الرئيسي له ورواق طابقه الأرضي، أما الدخول له اليوم فإنه بإمكان الزائر له أن يدخله من جهة رياض الفتح. وتبقى أبواب المتحف مفتوحة لزواره وعشاق محتوياته وتحفه هذا الصيف حيث يجول بهم في الحقب التاريخية من خلال استعراضاته سواء تلك التي تتمثل في التحف النادرة أو اللوحات الفنية واللوحات الجديدة التي أضيفت لثورته المتحفية والتي قد تم ترميم البعض منها مؤخرا، كلوحتي كورو عن "فيل دافري" و"منظر طبيعي لهولندا" للفنان فان غويان، أو "البسكري" لهييوليت لازرج، وكذلك "هواة المطبوعات" لدومييه. كما أن عملية تهيئة فضاءات مبنى المتحف متواصلة، حيث تم فتح الطابق الثاني للزوار منذ شهر فيفري الماضي، بالإضافة إلى القاعة الجديدة التي تضم معرض المستشرقين الذي سيستمر إلى نهاية الموسم الصيفي، كما تعرض روائع محمد راسم وصديقه الفنان ديني على الزوار. أما جديد المتحف فإنه يتمثل في بعض اللوحات التي أخرجت حديثا من مخازن المحفوظات، كما على الزوار أن لايفوتوا فرصة تمتعهم وتأملهم بلوحات الفنانين المعروضة في فيلا عبد الطيف" بقاعة "الجزائريين" بالطابق الثاني. كما أن العمل على قدم وساق لترميم فضاء المقهى المستقبلي وبعض المناطق الوظيفية المجاورة إلا أنه بالإمكان الاستمتاع من السطح المنظري الكبير الذي يطل على حديقة الحامة المخلدة من طرف رونوار، والتماثيل السبعة التي تم ترميمها سنتي 2008-2007 كشواهد على تاريخ الفن العالمي. كم خصص الطابق الأول طيلة الصيف معرضا خاصا بالفن الجزائري يضم حوالي 100 لوحة مقسمة إلى تحف زجاجية، لوحات تخطيطية ورسومات تكشف عن نشاط ستة أجيال من الفنانين تعود إلى العشرينيات من القرن الماضي. كما لم يغفل المتحف المنحوتات حيث برمج معرضا خاصا به شهر أوت المقبل. ولم تكن المعارض مقصورة على فصل الصيف بل للخريف هو الآخر جمالياته ومميزاته التي يعد المتحف بها زواره بأنه سيفتح بعض المناطق التي تجمع مصالح جديدة خلال شهر أكتوبر القادم. كل هذه المحتويات الجميلة التي جعل الله لها الخضرة ديكورا طبيعيا يحفه الجمال من كل جهة وجانب حتى يعتقد الزائر أنه أمام بستان سحري وأسطورة مروية من أساطير الجمال وليالي البحر والسندباد، وعندها فقط يتحول الذوق إلى قصيدة مفتوحة على كل الألوان والمشاعر.