أعربت هيئة صندوق تنمية ميناء روتردام أمس عن اهتمامها بمشاريع ترقية الموانئ الجزائرية، لا سيما في مجال المرافقة التقنية والخدمات الاستشارية المتصلة بإعادة تنظيم الموانئ، من حيث التصميم والتسيير، مقترحة بالمناسبة تحويل النشاط التجاري لميناء الجزائر إلى ميناء سياحي. وعرض ممثلو هذه الهيئة التي تشرف على مرافقة عدة موانئ دولية، في ورشة عمل تم تنظيمها بفندق الجزائر بمشاركة ممثلي المؤسسة المينائية الوطنية، مختلف المجالات التي يمكن التدخل فيها في إطار تنمية الموانئ ولاسيما في ميدان إعادة تصميم الفضاءات وتقديم الخبرة التقنية في مجال التسيير، مع الإشارة إلى أن المنهجية الأساسية المعتمدة من قبل هذه الهيئة التي تنوي فتح مكتب لها بالجزائر، ترتكز على إنشاء صندوق خاص بتسيير الموانئ تساهم فيه عدة قطاعات على غرار النقل، الأشغال العمومية، الصيد، السياحة والمالية، علاوة على المؤسسات العاملة في النقل البحري، وتوجه موارده لبعث استثمارات متنوعة في ميدان تنمية الموانئ، سواء من خلال إعداد الدراسات المتصلة بإعادة تنظيم وتصميم الفضاءات أو إنجاز موانئ جديدة إذا اقتضى الأمر ذلك، أو إعداد مخططات التسيير والاستغلال. وبالمناسبة ابرز السيد هنريك ستيفنس مدير هذه الهيئة الهولندية الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها الجزائر، والتي قد تجعل منها تجربة رائدة في ميدان تنمية الموانئ على الصعيد الجهوي والقاري، فيما أشار السيد مشري بن عامر ممثل صندوق تنمية ميناء روتردام في الجزائر إلى أن إنشاء صندوق لتنمية الموانئ الجزائرية يفتح آفاقا للاستثمار في هذا المجال خارج الجزائر على اعتبار أن هذه التجربة تعد حديثة بالمنطقة ككل، علاوة على أن مصدرها يعد من اكبر وأشهر الهيئات الخبراتية المتخصصة في العالم. وفي سياق متصل كشف السيد بن عامر أن هيئة صندوق تنمية ميناء روتردام، الذي يقوم ممثلوها حاليا بزيارة لعدة موانئ جزائرية لاستكشاف إمكانيات الاستثمار في مجال المرافقة، تقدر استثماراتها في مصر بنحو 1,2 مليار دولار. كما تمتلك هذه الهيئة التي تشرف على تسيير ميناء روتردام الذي يعد من اكبر موانئ العالم على مرافقة أكثر من 10 موانئ في العالم. واعتبر المتحدث أن تنظيم الموانئ الجزائرية الممتدة على شريط ساحلي يصل طوله إلى 1200 كلم يستدعي مراعاة البعد التكاملي لهذه الفضاءات، وذلك من خلال تقسيم مهام ووظائف كل ميناء، معتبرا أن ميناء الجزائر الذي قام ممثلو الهيئة الهولندية بزيارته أول أمس، لم يعد قادرا على استيعاب الحجم المتزايد من النشاط التجاري الذي يقع على عاتقه ولذلك، ترى الهيئة الاستشارية أنه من الأنسب تحويل هذا الميناء إلى ميناء سياحي وتركيز النشاط التجاري على ميناء آخر، سواء من الموانئ الموجودة أو انجاز ميناء جديد. للتذكير فقد سبق لميناء روتردام أن أكد اهتمامه بالاستثمار في مجال تقديم الخدمات ذات الصلة ببناء الموانئ وتسييرها في الجزائر. خلال الندوة التي نظمتها غرفة التجارة الجزائرية- الهولندية والمجلس الهولندي لترقية التجارة نهاية مارس الماضي بمدينة روتردام حول "النقل والمنشآت في الجزائر"، حيث تم بالمناسبة التطرق إلى فرص الاستثمار في هذين القطاعين على ضوء البرامج الوطنية الكبرى لبناء المنشآت الجاري تجسيدها في الجزائر. كما سبق لوزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل أن أكد أن الجزائر تبحث مع الشريك الهولندي إمكانية الاستفادة من المساعدة الفنية الهولندية في مجال تسيير الموانئ، وترغب في جلب خبرة ميناء روتردام الذي يعد أكبر الموانئ في العالم وتوظيفها في تسيير الموانئ البترولية بالجزائر.