السيد مراد مدلسي أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أول أمس بباريس أن التحضير لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي في الأيام القادمة الى الجزائر تشرف على نهايتها، وأنه "ينبغي في هذا الاطار، تقييم وضع التعاون بين البلدين، وتحديد التحديات التي ينبغي رفعها سويا"· وأشار السيد مدلسي في تصريح للصحافة، عقب تدخله أمام لجنة الشؤون الخارجية للجمعية الوطنية الفرنسية أنه تمّ تحقيق تقدم بشأن الملفات "الحقيقية" للتعاون الجزائري - الفرنسي، ملحا على أنه ينبغي التمكن من فعل ذلك بطريقة أكثر تزامنا· وتنصب رؤية الوزير على ضرورة تزامن تحقيق الاهداف التجارية، وأهداف الاستثمارات، وأهداف المبادلات الانسانية "مؤكدا أن هذه الاهداف كلها حقيقية "وأنه تمّ تحقيق تقدم بشأنها؛ غير أنها ليست متزامنة· وبمعنى أوضح، قال أن هناك على سبيل المثال "تجارة أكثر من الاستثمارات، وأن هناك "درجة حرية أقل بالنسبة للمبادلات الانسانية"· وعلى هذا الاساس ينتظر أن يدرج تعزيز سبل التعاون الثنائي ضمن محادثات الرئيسين، عبد العزيز بوتفليقة ونيكولا ساركوزي، حيث أشار السيد مدلسي الى "أن الرئيسين سيقيّمان الوضع، وسيسطّران تطلعات مستقبلية، كما سيتبادلان وجهات النظر، لا سيما بخصوص المسائل الدولية· وبنظرة تفاؤل لما ستثمر عنه زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، التي يحتمل أن تكون في بداية ديسمبر المقبل، أوضح الوزير أنه "سيتم -حتما- ابرام عقود؛ الا أن ذلك لا يعدّ أهم شيء"، ليردف في هذا الصدد، أن الأهم يكمن في تحضير المستقبل، وأن تحضير هذا المستقبل يستدعي منا -بصفتنا هيئة سياسية- أن نكون في خدمة طموح مجتمعاتنا· وعن سؤال حول الاعتذار عن الجرائم الاستعمارية، أكد السيد مدلسي أنه يجب ترك الباب مفتوحا لمجتمينا، ولذكاء شعبينا القادرين على معرفة الاتجاه الصحيح، ومتى ينبغي عليها سلوك الاتجاه الصحيح، وتابع قائلا اذن لنترك الوقت يعمل عمله، وليحذونا الأمل، في أن تعرف هذه المسألة حلا مستقبلا، وذكر أن الاروبيين قد سوّوا هذا النوع من المشاكل بعد الحرب العالمية الثانية، وأن ليبيا قد حصلت من ايطاليا على اعتذار ضمني· ومن باب إبداء حسن النية لفتح صفحة جديدة بين البلدين، أكد السيد مدلسي أنه "ينبغي ترك الباب مفتوحا للأمل"، وأن هذا الأمل "يتوق إليه الجانبان"، مشيرا الى ضرورة تسوية هذه المسألة التي جعلت من مستقبلنا، اليوم، لازال مرتبطا بالماضي"، وأن "يكون مستقبلنا متصلا أكثر بقدراتنا الآنية، وطموحاتنا المشتركة من أجل المستقبل"· يذكر أن العلاقات الثنائية عرفت فترات مشاحنة، بسبب تمسك فرنسا الرسمية بعدم الاعتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية، غير أن الجمود الذي اعترى هذه العلاقات قد عرف أوّجه بسبب اصدار قانون 23 فيفري الممجّد للاستعمار، قبل أن يلغي الرئيس السابق جاك شيراك المادة الرابعة منه، بعد موجة الاستنكار الكبيرة التي صاحبت اعلان البرلمان الفرنسي عن هذا القانون، سواء في الجزائر أو في فرنسا· وبخصوص مشروع الاتحاد المتوسطي الذي اقترحه الرئيس نيكولا ساركوزي، أوضح مدلسي أنه "قد رفعنا كثيرا من الغموض بشأن محتواه" غير أن "هناك عدة أمور ينبغي توضيحها"، مذكرا بالوسائل التي ينبغي تخصيصها، والتنسيق بين البلدان، لاسيما بين البلدان الأوروبية التي تعمل حاليا على الاتفاق على شروط انشاء هذا الاتحاد المتوسطي"· أما عن بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، فصرح السيد مدلسي "لقد راودنا الأمل ···مع مسار برشلونة"، مضيفا أنه "تم التمكن من تحقيق جزء من هذا الأمل، غير أننا لازلنا بعيدين عن استنفاذ كافة الطاقات الكفيلة بالتعبئة من أجل فعل المزيد"· وتابع الوزير قوله أن مشروع الاتحاد المتوسطي "يحمل ذلك الهدف الذي يتطلب منا البناء سويا"؛ لكن ينبغي أن يتم بعيدا عن العولمة، حتى يثبت جدواه، وينبغي أن يتبناه، بشكل متفتح وصريح، كافة الشركاء المعنيين" إذ "ليس هناك اليوم تحفظات، وإنما هناك فقط أجل أمام هذا المشروع ومضمون ملموس"·