أطلقت شبكة دراسات تأثير الألغام بالصحراء الغربية "ريمسو" يوم السبت حملتها التحسيسة بمخاطر الألغام بالصحراء الغربية، التي تعتبر أراضيها من أكثر المناطق تلوثا وبشاعة وإنتهاكا لحقوق الانسان بسبب انتشار الالغام والذخائر غير المتفجرة ومخلفات الحرب، الناجمة عن الغزو العسكري المغربي والموريتاني لأراضيها. وقد تطرقت لذلك الكثير من المنظمات والهيئات الدولية الوازنة من بلدان مختلفة من العالم في بياناتهم وتقاريرهم السنوية والمناسباتية حول خطورة الألغام بمنطقة الصحراء الغربية التي حصدت أرواح مئات الأبرياء من المدنيين الصحراويين على جنبات الجدار المغربي، وذلك تحت شعار "من اجل الصحراء الغربية خالية من الألغام" وبإنخراط فعلي لمكونات المجتمع المدني الصحراوي والدولي في الحملة. وتهدف الحملة بالأساس الى مطالبة الفاعلين المحليين ومختلف شرائح المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية غير الحكومية الوطنية منها والدولية، والمجتمع الدولي برمته، والامين العام للامم المتحدة، لتلبية الدعوة بالإنضمام والإنخراط الفعلي والعملي في هذه الحملة، وذلك انطلاقا من المسؤوليات الحقوقية والاخلاقية الملقات على عاتقهم والتي تلزمهم إتخاذ مواقف شجاعة وصارمة جادة الصواب من أجل تحقيق العدالة أولا وتطبيق الشرعية الدولية لوضع حد لمعاناة ومأساة الشعب الصحراوي الممزق والمقسم بفعل الاحتلال المغربي ونتيجة الجدار العسكري المعزز بآلاف الجنود وملايين الألغام المتناثرة على طوله لمدة تجاوزت ال30 سنة، أزهقت خلالها أروح آلاف المدنيين وخلفت ورائها آلاف المعطوبين والمعوزين والجرحى وأصحاب العاهات المستديمة من ضحايا الالغام بالصحراء الغربية. كما تهدف الى تسليط الضوء من خلال هذه الحملة على فترات الغزو العسكري المرعبة للصحراء الغربية التي استعمل فيها الجيش المغربي بإفراط الألغام والقنابل العنقودية والذخائر، التي كانت لها تداعيات وتأثيرات خطيرة، تعدت الأهداف العسكرية وتجاوزت قوانين وأعراف الحروب المعروفة، خاصة وان فعالية هذه المخلفات لم تنتهي بإنتهاء الحرب بين طرفي النزاع، بل قد تدوم خطورتها لعقود طويلة من الزمن، ولحد الآن لا توجد أي إحصاءات دقيقة تبرز حقيقة الحجم الكارثي لتلوث الألغام المتناثرة بالملايين وبشكل فوضوي وعشوائي بالصحراء الغربية، فالمدنين الصحراويين وعامة الشعب بالدرجة الاولي هم من يعاني من تبعاتها وأكثر عرضة للخطر والضرر في اغلب الأحيان. بل تعداهم ذلك ليشمل غيرهم من الأجانب كبعثة الاممالمتحدة للاستفتاء "المنيرسو" في الصحراء الغربية التي لم تسلم بدورها من شبح الألغام ومخاطرها، التي لم تعد تشكل خطرا على السكان المحليين والبيئة والمشاريع التنموية، بل عائقا ومعرقل أساسي لأمكانية وجود أي حل للصراع القائم بين جبهة البوليساريو والدولة المغربية منذ 1975، وذلك في ظل غياب الإرادة السياسية لدى الدولة المغربية في حلها ومعالجتها طبقا للمواثيق والعهود الدولية. وتعتبر هذه الحملة استمرار للحملة التحسيسية التي قامت بها الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام علي المستوى الوطني بتاريخ 04 ابريل الفارط، بمناسبة اليوم العالمي للتحسيس بمخاطر الالغام وبموازاة مع الحملة الدولية لنفس الغرض، تحت شعار: "تبرع بساقك من اجل الصحراء الغربية خالية من الألغام"، حيث لاقت هذه الحملة تأيدا وترحيبا وتعاطفا من مختلف منظمات وأطياف المجتمع المدني المحلي والدولي. كما يعد الهدف الاسمى من هذه الحملة هو توجيه رسائل وتوصيات وعريضة توقعات الى الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي، وذلك بإسم مئات الضحايا والأسر المشردة بسبب شبح الألغام، وبإسم المجتمع المدني وكافة الشعب الصحراوي، ونيابة عن الطفلة الصحراوية مونا الحافظ البالغة من العمر ال 04 سنوات، والتي كانت ضحية لحادثة انفجار قنبلة عنقودية بتاريخ: 02 فبراير بمنطقة بئر لحلو شرق الجدار المغربي، وأصالة عن الطفل الصحراوي الصغير عبد الرحمن الريكاط البالغ من العمر ال 03 سنوات والذي أصيب بجروح متفاوتتة الخطورة بسب انفجار لغم مضاد للدبابات أردى والده قتيلا بتاريخ: 12 نونبر 2011، بمنطقة المحبس غرب الجدار المغربي، تطالبهم فيها بالضغط على الدولة المغربية بإزالة الألغام وحضر إستعمالها في الصحراء الغربية، وإلزامها بتحمل مسؤولياتها الانسانية، والسياسية والأخلاقية.