أطلقت مبادرة طفلي يقرأ التي تعنى بالطفل و الكتاب و الأسرة لنشر وعي و ثقافة القراءة و المطالعة لدى الطفل، بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل الموافق للثاني من أفريل من كل سنة و في إطار جلساتها الافتراضية المخصصة لمناقشة المواضيع المتعلقة بالفعل القرائي لدى الطفل في الجزائر و الوطن العربي، جلسة حول موضوع"الطفل بين الكتاب الرقمي و الكتاب الورقي و وعي القراءة من خلال التطبيقات الرقمية" عبر منصة غوغل ميت احتفالا بهذه المناسبة بإستضافة الدكتورة ريما زهير الكردي من دولة الأردن الفلسطينية الأصل و بحضور جمعيات و نوادي القراءة من مختلف ولايات الوطن. وقد دار الموضوع حسب صاحب مبادرة طفلي يقرأ الأستاذ عادل الزروق زغيمي في حوالي ساعة كاملة لمناقشة واقع الطفل العربي في ظل وباء كوفيد19 و مدى تأثيره على الطفل و اهتمامه بالقراءة و الكتاب حيث تفضلت د.ريما الكردي بإظهار إيجابيات و سلبيات ساعات الحجر الصحي بالنسبة للطفل و تحولاته من العيش في الواقع و قراءة الكتب و القصص الورقية نحو الواقع الافتراضي و دخوله بشكل ملفت للنظر لاستهلاك الكتاب الالكتروني و المنصات الرقمية و حتى الألعاب الالكترونية و في حوار بين عادل الزروق الزغيمي صاحب مبادرة طفلي يقرأ و د.ريما الكردي حول تخوف الآباء و المعلمين من خطورة الوسائط الرقمية على الطفل، ذكرت أن الطفل في عصرنا الحالي يتجاوب مع بيئته بصفة طبيعية مغارة لتوجهاتنا و نظرتنا نحن كراشدين لأن جيل الطفل الحالي هو جيل رقمي و عليه التناغم مع محيطه على عكسنا نحن الذين انطلقنا كمستهلكين للتكنولوجيا، و أن الدراسات السابقة التي كانت سنة 2014 التي ذكرت أن الطفل العربي يقرأ 06 دقائق فقط في السنة هي دراسة بعيدة كل البعد عن الواقع و الحقيقة، حيث نجد الطفل في الوطن العربي يتصفح الانترنيت و الألعاب الالكترونية و التطبيقات الرقمية و كل هذه الوسائط تتطلب قراءة للتعليمات و كيفية الولوج إليها و التفاعل معها قرائيا فكل طفل على الأقل يقرأ ساعات من الزمن هنا. أما عن الكتاب فللأسرة دور مهم و على المؤسسات الرسمية تبني استراتيجيات فاعلة لحماية الطفل من الاستغلال الرقمي و في نفس الوقت منحه استقلالية اتخاذ القرار و الشعور بالذات خاصة خلال الجائحة ما دفع بالطفل نحو الاضطرار للتعلم، و أن الخوف من تحول الطفل نحو الكتاب الرقمي لا مبرر له و أنه تحول منطقي و كمثال لذلك كان الطفل يقرأ كتابا واحدا فيعده إنجازا نظرا لتقليبه الصفحات و سعر شرائه من المكتبة و اضطراره التنقل المكتبة في حين أنه يتمكن من قراءة مئات الكتب من مكانه دونما تنقل و حتى الاحتفال بها في هاتفه أو لوحته الرقمية. و في حديثهما حول الانترنيت و الطفل ما دون 06 سنوات أفضل د.ريما الكردي إستعمال الكتاب الورقي و قصص ما قبل النوم و قصص الجلسات على إستعمال الهاتف النقال لما يسببه من أضرار في هرمونات النوم لديهم و أخطار الاصابة بالتوحد و البعد عن العالم الواقعي و بيئتة الاجتماعية، و أن الأطفال ما دون 03 سنوات حاليا معرضون في ظل الجائحة خاصة إن امتدت مدتها إلى أضرار نفسية و سلوكية و التعرض لانفصام مع البيئة الخارجية و الاجتماعية. و في ختام الجلسة تطرقت ضيفة مبادرة طفلي يقرأ أنه على الكاتب احترام عقلية الطفل و الشعور بهويته و كفاءاته من ناحية ما يكتبونه من محتوى لأجل تعزيز ثقته بنفسه و منحه مساحة للاختيار و التفكير و النقد و أن الأسرة هي مهد القراءة للطفل و أن الأب و الأم مسؤولان مسؤولية مشتركة لصنع طفل قارئ متوازن، لتتواصل فعالية الجلسات الافتراضية لمبادرة طفلي يقرأ مرة كل 15 يوم بهدف جمع عناصر و حلقات الفعل القرائي المرتبطة بالطفل و طرح مواضيع تهم الباحثين و الأسرة و نوادي القراءة و المهتمين بالطفولة لأجل ترقية هذه الفئة و إعطائها وزنها الفعلي في المجتمع دون تهميش أو نكران ليكون الطفل نواة في المجتمع لبلوغ الأهداف القيادية و الفعالة و من خلالها بناء الدولة و الحضارة و المحفظة على المكتسبات في ظل المقومات الوطنية و التاريخية و الدينية.