الأديبة تركية لوصيف تنتقل كالفراشة من جنس أدبى لحنس أخر ، كتبت فى الرواية القصيرة وكتبت فى القصص واقتحمت المسرح وتطرح أفكارا تؤمن بها فتلقى التجاوب والترحيب من المجتمع الأدبى ، استضفناها بعد صدور كتابها الثالث "عبود لا يتحمل السوط " عن دار خيال للنشر والترجمة الجزائرية المسار العربى : ماذا يمثل لكم عالم الكتابة ؟ الأديبة تركية لوصيف : جميل أنكم قلتم عالم فهو بحق يمثل عالما خاصا وجميلا ، أراه متنفسا لى من تراكم الأفكار فأوظفها بالطرح فى قصص و روايات قصيرة ، الورق والحبر يرافقاننى فى هذه الرحلة الأدبية ، وأنهيت مؤخرا عملا قصصيا جديدا أسميته "عبود لا يتحمل السوط " ويعد التجربة الثالثة لى بعد روايتين "أسطورة سنجابى "الخيالية ورواية "منتزه فرجينيا" التى وضعتها إحدى المنصات لفائدة القراء لغاية تحميلها .. عالم الكتابة ألتقي فيه بشخصيات أنا نسجت ملامحها وحركاتها وسكناتها كالدمى ، أحركها وهى تستسلم لى ، وتطيعنى ، تصور وظفت حيوان السنجاب فى الرواية الخيالية وكان شخصية مزدوجة مع مقاتل وتساءل القراء كيف تم هذا التحكم فى توظيف حيوان جميل وظريف وأقحمته فى عمل بطولى وغير نظام القلعة وهذه الملاحظات أعتبرها جائزتى نظير جهدى فى الرواية المسار العربى : تعرفين بالسنجابة وهذه كنيتكم ونفتح زاوية لهذا الموضوع الأديبة تركية لوصيف : السنجاب عشقى الأول وتجربتى الأولى فى الكتابة وجاء صدفة كما لو اخترق مخيلتى ،كان لا يفارقنى ليل نهار وبرقت الفكرة وتنفست الصعداء ، سأكتب رواية السنجاب التى لم يكتبها أحد قبلي ولا بعدي ، اخترت نهج الأسطورة فهى تدفع على تشغيل الخيال لدى القارىء كما و روجت فى المشاهد للسياحة الجبلية ودقلة نور والصحراء والشلالات وأشجار الأرز ، المشاهد التى تناولتها كانت خارجية بنسبة كبيرة وكان البطل والبطلة والأبطال الخوارق كلهم من هواة الفنون القتالية والمحاربين وكان النزاع حول من يتقلد زمام الحكم،الإنس أم الشياطين المسار العربى : أسطورة السنجاب تم نقدها من طرف قامتين فى الجزائر ،ماذا قيل فى نقد الكتاب ؟ الأديبة تركية لوصيف : شاركت فى معارض الكتاب فى كل فرصة وكنت ألتقى القراء ولاحظت أن السنجاب قد عرف الطريق إليهم وكان من أكثر الكتب مبيعا فى المعرض الذى نظمته دار القدس الذهبية فى مدينتين قصر البخارى وشلالة العذاورة وكنت أنشر الصور من قلب الحدث ويوما كان لى حديث مع الناقد الكبير جايلى العياشى الذى نقد لكبار الأقلام العربية ، رأيته يطلب السنجاب منى لنقده أو لنحره فى مقالة نقدية ، ارتعبت حينها ورفضت النحر ولكن تشجعت ومنحته الرواية لأنى كنت على يقين أن سنجابى لن يخذلنى ، فكتب الناقد فيه مقالة جعلتنى أذرف الدمع فرحا وعنون المقالة بجماليات المتخيل فى أسطورة سنجابى ويكون بالجوار النقدى الأستاذ الكبير علاوة وهبى الذى كانت له رؤية نقدية أسعدتنى حيث قسم الأدوار على شخصيات جزائرية وطنية معروفة كالأمير عبدالقادر والعربى بن مهيدى واستدل على الشياطين بأفعال فرنسا ضد الجزائر كما كان السنجاب بحسب رؤيته تلك الدول الصديقة التى ساعدت على تحرير الشعوب وعنون المقالة بالإستلهام الأسطورى فى سنجابى المسار العربى : وماذا تقولين بشأن رواية منتزه فرجينيا ؟ الأديبة تركية لوصيف : هو ثانى عمل أدبي لى وصدرت عام 2018 وكتبتها بتقنية الكوميكس أو القصة المصورة التى تعتمد بالأساس على كل مايتعلق بالسيناريو ، الرواية بيعت فى معارض الكتاب ووقعتها عديد المرات وهى تطرح فكرة رفض هدم المعالم التاريخية بالجزائر وتداخلت فيها التعايش السلمى مع باقى المعتقدات كما وأشرت إلى عمليات التنصير التى كانت فى تلك الفترة وهى خروج الأقدام السود من الجزائر وبقاء البعض حفاظا على ممتلكاتهم المزعومة ، الرواية تمت فى قالب شيق من خلال قصة حب قوية ترتطم بجدار المعتقد وتتحقق الغاية من الموضوع العام وهو القرص الذهبى للموسيقى ، فبطل روايتى منير هو عازف عصامى سمح له بالعزف على آلة الأورغ من بقايا السيدة فرجينيا صاحبة المنتزه الذى تديره بعدها وبزمن البطلة منى وهى شخصية مركبة .. النقد أيضا حالف الرواية القصيرة مرتين وأتمنى الأكثر بشأنها المسار العربى : لكم قصة موسى الأراجوزاتى والأخريات والتى أعيد كتابتها للمسرح الأديبة تركية لوصيف : نشرت القصة وهى من ضمن المجموعة القصصية الجديدة "عبود لا يتحمل السوط " ووجدت اهتمام النقاد بها وآخرهم كان الناقد المصرى خالد سامى ذكى ، كتب فيها مقالة نقدية واستأذننى فيها لإعادة استغلالها فى المسرح ، سررت للعرض ووافقت طبعا وبالفعل المسرحية جاهزة وحولتها للمترجم حتى يترجم حوارها إلى اللهجة الجزائرية و أتمنى تنفيذ أعمال مشتركة مع الأستاذ خالد سامى تطرقت فيها لمسرح الدمى وللميز العنصرى وللموبقات الموجودة بالمجتمع ، استخدمت معادلتى الخاصة فى الحياة ، الذكاء والجمال والمال المسار العربى : صدر لكم مؤخرا فى شهر جويلية كتابكم الثالث "عبود لا يتحمل السوط" ماقصة عبود والسوط ؟ الأديبة تركية لوصيف : أعشق القصة لحد النخاع وأجد نفسى بها فى أريحية مما يتدفق الإبداع فى سطورها كما وأن القصص تتعدد فيها الشخصيات وتختلف المضامين ولا يشعر القارىء بالملل ، تنوع الطرح والأفكار يكون بالمجموعات القصصية ويكون المجال مفتوحا للكاتب حتى يقول مايفكر به من خلال المواضيع وكيف يتفاعل معها .. السوط هو رمزى فى القصة ويتعداه لتلك التصرفات والألام التى يشعر بها الشخص المتعب فى الحياة ،وكان العنوان هو المختار للمجموعة التى حوت 14 قصة إجتماعية تناولت اليومى وكتب المقدمة الكاتب الناقد المصرى الأستاذ خالد سامى الذى أشكره على المساهمة أما قصة عبود هى من خضم قصة الأراجوزاتى من مشهد التعذيب ، راقت لى فكرة من قصتى فكتبتها وهو أن عبود حبيب البطلة يجد شخصيته على الركح وكان قد تلقى دعوة الحضور لعرض مسرحى ، كان يرى نفسه ومافيها ،فأراد الدفاع عن نفسه ليتحول العرض من الركح إلى القاعة وكان يعاتب كاتبة المسرحية لم نهجت ضده أسلوب التعذيب المسار العربى : كيف ترون المشهد الثقافى بولاية المدية ؟ الأديبة تركية لوصيف : أرى المشهد الثقافى ينتفض ويتعافى بالشكل الصحيح ، لقد كرمت دار الثقافة حسن الحسنى المرأة المبدعة فى الثامن مارس ونشطت جمعية ناس الفن فى تنظيم مهرجان السينما للفيلم القصير وتوجت أقلام أدبية وحضر مسرح الحكواتى مؤخرا ونشطه مراد مجرام ويوسف صوالحى والسيدة سعاد وحضر الشعراء فى سهرات رمضانية وافتتح مسرح الهواء الطلق ونظمت عروض للطفولة ونتمنى المزيد من النشاطات المسار العربى : كتابة الشعر مرحلة جديدة فى حياة الأديبة تركية لوصيف الأديبة تركية لوصيف : الشعر الحر فى متناول الجميع كونه يتحرر من القافية وخضت التجربة فعلا ويحوزتى عددا من القصائد نشرتها على عديد المنصات الثقافية ولكن أنا أدرج فيه الأقصوصة حتى تتنوع المواضيع وفتح المجال للشعر الحر الذى لايزال الجدل فيه قائما بين رافض له ومؤيد ومن بين العناوين "انتشلنى " و "حكم فى قضية مرفوضة " و "محاكمة فى حقل الأقحوان "و" نثرت حبى بقلب الحبيب"و "حفلة شاي" ، هذه العناوين لاقت الإنتشار الإفتراضى المسار العربى : ختاما ، لكم الكلمة الأديبة تركية لوصيف : أراهن على "عبود لا يتحمل السوط " وأراه بمستوى السنجاب ولن يخذلنى أيضا لأنه أخذ منى الوقت الكافى حتى يولد طبيعيا وأنا أتخوف من سرعة الكتابة والنشر لأنها تجلب الندم بعدها ، لهذا أتريث كل مرة حتى تنضج الأفكار وتكون ذات مذاق طيب ، شكرا لكم على هذه الفسحة الأدبية التى كنت حقا بحاجتها للفضفضة حاورها : الإعلامى حمزة مصباح