توصل تحليل أجراه مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية إلى أن هاتفين تابعين للمدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، أميناتو حيدر، قد تم استهدافهما في نوفمبر 2021 من قبل برنامج بيغاسوس الذي استخدمه النظام المغربي للتجسس على مغاربة وصحراويين، وهو ما يمثل دليلا جديدا على مواصلة المخزن انتهاكه لحقوق الانسان. وقالت دانا إنغلتون، نائبة مدير برنامج التكنولوجيا في العفو الدولية في بيان نشر على الموقع الرسمي للمنظمة اليوم الأربعاء: "حقيقة أن أميناتو حيدر استهدفت ببرنامج التجسس بيغاسوس بعد أشهر قليلة من اكتشاف فضيحة التجسس المغربية"، وهو ما اعتبرته "دليلا آخر على أن شركات مثل مجموعة "إن إس أو" (الصهيونية) التي طورت برنامج بيغاسوس، ستستمر في تسهيل ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ما لم يتم تنظيمها بشكل صحيح". وأضافت المنظمة الدولية أن "الاكتشاف الاخير يظهر أن سياسات حقوق الإنسان لمجموعة "إن إس أو" "لا معنى لها في الواقع الفعلي"، موضحة انها (منظمة العفو الدولية) "أظهرت مرارا وتكرارا، أدلة التحليل التقني الجنائي على إساءة استخدام برنامج بيغاسوس منذ عام 2019 في المغرب". ولفتت المنظمة الى انه من ضمن الادلة التي قدمتها، في أكتوبر 2019، مع قضيتي المعطي منجب وعبد الصادق البوشتاوي، وفي يونيو 2020 مع قضية الصحفي عمر الراضي وفي يوليو 2021 مع اكتشافات "مشروع بيغاسوس"، بما في ذلك قضية الصحفي المغربي في المنفى هشام منصوري وكلود مونجان، زوجة النعمة أسفاري، وهو ناشط صحراوي مسجون في المغرب. وبالرغم من ذلك، تقول المنظمة، "لم تتخذ مجموعة "إن إس أو" أي إجراء لمنع ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة التي تسببها أدواتها في المغرب". وعليه، دعت الى ضرورة "تحميل مجموعة "إن إس أو" المسؤولية عن دورها في استهداف أميناتو حيدر ونشطاء بواسل آخرين من المغرب والصحراء الغربية". يؤكد التقرير الذي قدمته المنظمة بما لا شك فيه الى أن المجتمع المدني في المغرب والصحراء الغربية لا يزال يستهدف بشكل "غير قانوني" ببرنامج التجسس بيغاسوس، على الرغم من توثيق منظمة العفو الدولية لتاريخ واسع النطاق من سوء الاستخدام. ولفتت المنظمة الى أن "الهجمات على المدافعين عن حقوق الإنسان هي جزء من حملة قمع متنامية للمعارضة السلمية في المغرب. كما يشير استمرار إساءة استخدام أدوات مجموعة "إن إس أو" في البلاد إلى تقاعس السلطات المغربية عن احترام وحماية الحق في حرية التعبير، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، والتجمع السلمي". "وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقاعس مجموعة "إن إس أو" المتكرر عن اتخاذ إجراء بشأن إساءة استخدام أدواتها، يشير إلى أنها أخفقت في تحمل مسؤولياتها في مجال حقوق الإنسان في عدم المساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان، ولم تتوخ الحرص الواجب الكافي في مجال حقوق الإنسان من أجل الحد من الأضرار"، يضيف المصدر. للإشارة تعتبر أميناتو حيدر مدافعة عن حقوق الإنسان من الصحراء الغربية، وحازت على العديد من الجوائز لنشاطها السلمي، بما في ذلك جائزة "روبرت إف كينيدي" لحقوق الإنسان في عام 2008 وجائزة الشجاعة المدنية لعام 2009 وجائزة المعيشة الصحيحة في 2019. وبعد تلقي إنذارات أمنية عبر البريد الإلكتروني من شركة آبل، تقول إن هواتفها ربما استهدفت من قبل مهاجمين ترعاهم الدولة، اتصلت أميناتو حيدر بمؤسسة المعيشة الصحيحة التي أحالتها إلى مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية للتحليل التقني الجنائي، ليؤكد مختبر الأمن بعد ذلك الاستهداف والإصابة ببرنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة "إن إس أو". وأظهر تحليل منظمة العفو الدولية أن أحد هواتف أميناتو حيدر يحتوي على آثار استهداف برنامج بيغاسوس يعود تاريخه إلى سبتمبر 2018، و آثارا أخرى للإصابة مؤخرا في أكتوبر ونوفمبر 2021. الوسوم الصحراويين المغرب الناشطين