وزارة الداخلية الفرنسية و في ظل عزوف مستعمراتها القديمة عن لغتها البليدة و المتخلفة و التي لا يستعملها إلا القلة القليلة من مخلفاتها البشرية من بقايا الاستعمار، قررت دراسة قوانين جديدة تقضي بفرض إتقان اللغة الفرنسية على كل مقيم أجنبي على الأراضي الفرنسية و إلا سيتم سحب الإقامة منه، و طبعا المعني من هذا الإجراء في غالبيتهم من الجزائريين المقيمين و أصحاب التجمعات العائلية، و الظاهر ان باريس لم تخسر مصالحها في مستعمراتها السابقة بل تخسر اليوم حتى لغتها على أرضها بعدما صارت الفرنسية لغة لا تستهوي الجيل الجديد من الفرنسيين، و تخلت عنها الدول التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي و لم يبقى استعمالها في المستعمرات السابقة سوى لدى بعض المخلفات البشرية التي ما تزال تعتقد ان فرنسا تركت لهم غنيمة حرب، كما بقي استعمالها عند بعض الشباب في المستعمرات السابقة يخاطبون بها كلابهم (vien, attaque, couché ..ex )، هذا هو حال اللغة الميتة التي تسعى فرنسا التي ما تزال تفكر بعقل بيجار و ديغول نفخ الحياة في جيفتها، و على ذكر اللغة و الحفاظ عليها فإن الولاياتالمتحدة مثلا يوجد فيها عدة لغات و جاليات إلا أنها لم تخيرهم بين إتقان الانجليزية و سحب وثائق الإقامة منهم، فمثلا في كاليفورنيا اغلب المواطنين من أمريكا اللاتينية و لا يجد أحد منهم حرجا في الحديث بالإسبانية أو البرتغالية، بل هناك قنوات تلفزيونية باللغة الاسبانية لصالح المواطنين الأمريكيين المنحدرين من أمريكا اللاتينية أو من المقيمين، هكذا هو الحال لدى دولة لها ثقة في لغتها، و الفرق واسع بين دولة تحترم المقيم و تستفيد منه و دولة ما تزال تعتقد ان لغتها التي صارت تستعمل لمخاطبة الكلاب أكثر من البشر، هي لغة التنوير و الحضارة و والتقدم و الحرية . الوسوم قلم المسار محمد دلومي