تعيش مجمل الأحزاب بما فيها الكبرى هذه الأيام في بحر من الخلافات والمشاكل وفتنة الترشح، والأمر ليس طبيعيا بالمرة كما يتصوره البعض أو كما يريد أن يوصله إلينا السياسيين، لأن الفتن التي تحدث على مستوى الأحزاب وخاصة الكبيرة منها ووصول الأمر إلى الاشتباكات والتهديد بالسلاح الأبيض، لا يعبر سوى عن انحطاط في المستوى وفي النضال وفي الأهداف، ويحيلنا للحديث عن عصابات تمتطي تشكيلات سياسية لتحقيق أهداف مافيوية بوصولها إلى البلدية، وشخصيا وقفت على ظاهرة استعمال بعض الأحزاب في نضالها، وفي صفوفها لمسبوقين قضائيا، وللصوص وقطاع الطرق، بل وشاهدت أحدهم في الانتخابات التشريعية يدير مكتب حزب كبير في إحدى البلديات شرق العاصمة، فهل يريد هؤلاء أن يقنعوا الشعب الذي يعيش في واد بعيد عن بحرهم، بأن صراعهم واستعمالهم للأسلحة البيضاء فيما بينهم والاستقالات والإقالات من الأحزاب هو فقط لعيون هذا الشعب و الترشح لأجله وخدمته ؟ سيكون الأمر أشبه بالغباء، أو بفقدان الوعي إن كان هؤلاء يحاولون إقناع " شعيب لخديم" بذلك، وعموما هم لم يعد يهمهم الإقناع ببساطة لأنهم يعلمون أن الشعب يعلم كما يعلم القاصي والداني " ولجناس" أنهم يعملون لمصلحتهم لأن الترشح صار مرادفا للثروة، والاغتناء والثروة، ولو كانت نية هؤلاء بريئة لتعففوا عن الترشح لمجالس بلا صلاحيات سوى صلاحيات جمع القمامة التي تناسب تفكيرهم ومستواهم وشخصيتهم.