زوجات يضربن أزواجهن ويوبخنهم ... هي مشاهد عادة ما نشاهدها في أفلام تلفزيونية خاصة في المسلسلات العربية و التركية و التي تبرز ضعف شخصية بعض الرجال،وذلك على سبيل إضحاك المشاهدين ،غير ان الغريب هو أنها باتت حقيقةً في وقتنا الحاضر حيث كثيرا ما نسمع أن شجاراً بين زوجين ينتهي بضربٍ او تهديد بترك المنزل واخذ للأولاد ،الى هنا كل شيء عادي اما الطريف فهو ان المراة هي من قامت بضرب زوجها وتهديده ، وهي الحالة التي يمكن ان نصفها بانها أصبحت ظاهرة في الوقت الراهن على اعتبار ان الزوجة أصبحت لها نفس حقوق الرجل كما ان المرأة اكتسحت كل ميادين الشغل وأصبحت تساعد زوجها يد بيد ، هذا الأمر أعطاها إحساسا بالقوة والشجاعة على ممارسة العنف على زوجها، ومن ثمّ صار الرجل هو المعنف الذي يبحث عن حقوقه التي انتزعتها منه زوجته داخل المنزل، حيث اصبحنا نرى ان نسبة العنف بدأت تختل في الآونة الأخيرة وهذا بسبب أن جزءاً من تلك النسبة قد يرجع للمرأة بشكلٍ أو بآخر، بحيث أصبحت المرأة الآن هي مَن تمارس العنف أيضاً على الطرف الأضعف وهو غالباً الطرف الذي يكون فيه الأطفال هم الضحية، بيد أنه وصل بها الحال إلى ممارسة العنف ضدّ الرجل وهو الأمر المستغرب منطقياً وعقلياً وإنسانياً، بل يخالف الفطرة التي خلق الله عليها المرأة. حوادث عجيبة وأمور غريبة بدأت تحدث في مجتمعنا، وأصبحت تصل الى اروقة المحاكم التي تعالج هذا النوع من القضايا اين تغيرت الأدوار واصبح الزوج يمثل كضحية والزوجة متهمة . حالات لزوجات تعتدي على ازواجهن وتصل بهم الى المستشفى حالة أخرى لرجلٍ ضربته زوجته بعنفٍ بالغ ما أدّى إلى إصابته بجروحٍ خطيرة ذهب على أثرها إلى المستشفى، ورفض الاعتراف بأن زوجته كانت وراء ما حدث له، وعندما ساله الطبيب عن السبب في عدم البوح بالحقيقة، أجاب بأنها إهانة له أن تعرف أسرته وأقاربه بان زوجته تعدت عليه كما اشار ان سبب السيطرة التي تمارسها ضده هو ضعف خصيته أمام زوجته، كما انها تعتبر نفسها احسن منه لان راتبها يفوق راتبه لذالك تعتبر نفسها احسن منه وشخصيتها أقوى من شخصيته وباجراء جولة استطلاعية بمحاكم الجزائر و الاستفسار عن امر العنف التي تماسه الزوجات صادفتنا عدة قضايا
زوجة تضرب زوجها بعد اكتشاف خيانته لها و التي كانت داخل عشها صرحت احدى النساء انها قامت بضرب زوجها وتعنيفه، مؤكدة أنه هو الذي دفعها لذلك بسبب استهتاره المستمر بها وعلاقاته المتعدّدة والتي اكتشفت إحداها داخل منزلها فوجدت نفسها تضربه بكل قوة، مما دفعه في النهاية إلى تطليقها فبأسى كبير كانت تحكي قصتها والتي انهت علاقتهما بالفراق فصرحت ان الدفاع عن شرفها اولى من البقاء معه كما انها ليست نادمة لضربها له.
امينة تعتبر ان العنف السبيل الوحيد للتعامل مع الرجل العنيف بهذه الكلمات بدات امينة حكايتها وصرحت ان المراة التي تعار الرجل العنيف يجب ان تعامله بالمثل حتى تسطيع اثبات شخصيتها كما انها رفضت اعتبار المرأة ضحية عنف الرجل، ومن ثمّ بات لها الحق أن تعامله بالعنف نفسه، وقالت: لا يوجد مبررٌ أبداً لعنف الزوجة ضدّ زوجها، فهناك معايير أخلاقية قد تربينا عليها، ولا يجوز أن نردَّ إهانة بإهانة مماثلة.:المعاشرة بالمعروف أو التسريح بإحسان هذا ما تعلمنا.
... قضية التي تحسر لها الكل بمحكمة الرويبة اما زوج سعاد فصرح ان زوجته تعدت عليه بسكين وبعد مقابلة الزوجة صرحت انه لفق لها التهمة وهذا بعد ان طلبت منه هيئة المحكمة اثبات انها زوجة غير صالحة لمنعها من الحضانة فراى ان السبيل الوحيد لاخذ الاولاد تلفيق التهمة لها و اتهامها بالتعدي عليه بسكين على مستوى الضهر و الذي سبب له عجز 3 ايام.
قضية استاذة جامعية تضرب زوجها حيث قامت هذه الاخيرة بضرب زوجها و التي كانت تعتبر نفسها احسن منه ورغم انها مثقفة و متعلمة غير انها وقعت في الغلط الذي يحاول الجميع ايجاد حل له لسبب حدوثه كما كما ان السبب الذي ادى بها الى ممارسة العنف على زوجها كان ضعف شخصيته و الذي ادهش المحامين كونها امراة مثقفة.
راي الدين في العنف الذي تمارسه المراة على زوجها أفادنا امام باحد مساجد الجزائر العاصمة، بأن ثقافة العنف جزءٌ من السلوك البشري، مشيراً إلى ظهوره بشكلٍ قوي عند الرجل وبنسبةٍ أقل لدى المرأة، لافتاً إلى زيادة العنف عند المراة راجع بالدرجة الاولى الى ضعف شخصية الرجل كما انه الحرية المطلقة التي اصبحت تعيشها النساء العربيات و الجزائريات يعطي لها القوة في ممارسة العنف على الرجل خاصة مع ضعف الوازع الديني.
راي القانون في الزوجات المعنفات اخذنا تساؤلانا حول الظاهرة بعد اطلاع على القضايا التي سمعنا بها او تلك التي عايشناها من خلال جلسات المحاكمة ،طرحنا التساؤل على احد المحامين بمجلس قضاء العاصمة عن رايه حول الزوجات اللواتي يضربن ازواجهن ويمارسن عليهم العنف في المنزل فكان جوابه هو ارجاع المسؤلية للرجل بالقول "انها نتيجة لضعف شخصية الرجل " واعتبره السبب في تجرا المراة عليه لانه هو من سمح لها بذلك . كما ان معدل العنف لدى المرأة لظهور ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع ما شكّل دافعاً قوياً لمطالبة المرأة بحقوقها، بيد أن بعض الرجال يتعدّى على هذه الحقوق ويدفع المرأة إلى نيلها بشتى الطرق حتى وإن لم تكن مشروعة، خاصة في ظل تأخير البت في قضاياها وبقائها في المحاكم "حيناً من الدهر" ما يشكل عبئاً نفسياً على المرأة ويحفزها للانتقام. وقال إن عنف الرجل وسلوكه السلبي تجاه المرأة يضاعفان من عنفها، مبيناً أن كثيراً من الأزواج عاجزون عن فهم الحياة الزوجية، ورأى أن من أسباب عنف الزوجة هو زواج الرجل بامرأة أخرى وما يتبعه من تقصيره مادياً ومعنوياً في حقوق المرأة، وفي بعض الاحيان إذا أصبحت الزوجة أقوى اقتصادياً من زوجها قد تعنّفه، موضحاً أن بعض الرجال يحتملون هذا العنف رغما عنهم لضعف بنيتهم الجسدية ما يجعلهم عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم، كذلك تستغل المرأة نفوذها الاقتصادي في تأجير بلطجية للانتقام من زوجها وقد يصل هذا إلى حد القتل. اما عن راي القانون في الظاهرة فاكد ان القانون يضع المراة والرجل على حد سواء مهما كان الفاعل فأركان الجريمة واحدة و العقوبة واحدة حتى و إن لاحظنا أن القضاة أكثر تساهلا و رحمة على النساء في هذه الجرائم.
رأي الأخصائيين النفسانيين في الظاهرة في زيارة لنا باحد المستشفيات واجراء مقابلة مع دكتور مختص في علم النفس صرح ان هذه الظاهرة اصبحت منتشرة بكثرة في مجتمعنا واعاد هذا" الى اللاكتئابات النفسية التي تعيشها صرح احد الاطباء في طب النفس عن ظاهرة تعدي الزوجات على ازواجهم كما سرد لنا بعض قصص الزوجات الوتن يمارسن العنف ضد ازواجهم، وقال: هناك عددٌ من الأزواج باتوا يتعرّضون للعنف، إلا أن قلة قليلة هم مَن يأتون إلى المراكز العلاجية على استحياء، مشيراً إلى أن رجلاً جاء إليه وهو يعاني اكتئاباً شديداً بسبب إحساسه بالعنف داخل منزله وضعف شخصيته أمام زوجته، ما دفعه في النهاية إلى ترك المنزل لعدم إحساسه بشخصيته وطلاقه لزوجته.