تعاني بلدية بئر توتة الواقعة جنوب العاصمة من عديد المشاكل والنقائص التي أثرت بشكل كبير على حياة مواطنيها بل حتى على زوارها في ظل وقوعها في مدخل العاصمة الغربي، حيث رغم أنها مدينة جديدة إلا أنها تفتقر للعديد من المنشآت والمرافق الضرورية عبر أغلب أحيائها خاصة حي "بابا علي" و"علي بوحجة"، اللذين يفتقدان لمؤسسات تعليمية بالإضافة إلى مشكل النقل واهتراء الطرقات . تعتبر بلدية بئر توتة واحدة من أكبر وأجمل مدن العاصمة، للموقع الاستراتيجي الذي تحتله حيث تعتبر بوابة العاصمة الجنوبية بالإضافة إلى وقوعها على مستوى الطريق السيار شرق غرب ناهيك عن حداثة بناياتها. كل هذه الميزات الخاصة التي تنفرد بها بلدية بئر توتة، كانت تجعلها أحسن وأجمل وأريح للمواطن والزائر، لولا العديد من النقائص والمشاكل اللامتناهية التي تعرفها أغلب أحيائها، والتي أصبحت تشكل هاجسا حقيقيا للمواطنين. أولى المشاكل التي يعاني منها مواطنو بلدية بئر توتة، تتمثل في النقص الفادح لخدمات النقل من والى البلديات الأخرى مثل بلدية أولاد الشبل وكذا اغلب الأحياء التابعة لها، حيث الغياب التام لحافلات النقل التي تستغل هذه الخطوط ما أرهق كثيرا المواطنين، حيث ذكر لنا بعض من وجدناهم على حافة الطرقات ببئر توتة، أنهم ينتظرون لساعات طويلة الحافلات التي تقلهم إلى مختلف الوجهات منها وسط المدينة، أولاد الشبل، بابا علي. المشكل نفسه وقفنا عنده بحي 1680مسكن، فالسكان يضطرون لقطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى محطة الحافلة، حيث أفاد أحد المواطنين أن بعض خطوط النقل مفقودة تماما،على غرار خط بئر توتة-الحراش وبئر توتة -جسر قسنطينة، مما يضطر المواطن للتوجه نحو محطة القطار التي تبعد عن التجمعات السكانية للبلدية، أو البحث عن سيارة أجرة، وكذا الحال بالنسبة لحي 300 مسكن، حيث أعرب سكانه عن عدم رضاهم عن الوضع الصعب الذي يواجهونه منذ ترحيلهم من سكناتهم القصديرية، فوجدوا أنفسهم يعيشون في مكان يفتقر للمرافق الضرورية أبرزها وسائل النقل، حيث يضطرون للوقوف ساعات طويلة من أجل الظفر بمقعد بإحدى الحافلات القديمة للوصول إلى مقر عملهم، مؤكدين أنهم يعيشون عزلة تامة باعتبار أن مساكنهم تقع بعيدا عن وسط المدينة. بالإضافة إلى مشكلة النقل، يعاني السكان غياب المؤسسات التعليمية خاصة ببابا علي، حيث أكد أولياء التلاميذ الذين التقيناهم، بأن أبناءهم يواجهون متاعب كبيرة من اجل الالتحاق بمقاعد الدراسة في ظل غياب الحافلات المخصصة لهم، زد إلى ذلك الاكتظاظ الكبير الموجود داخل الأقسام، حيث يصل عدد المتمدرسين في القسم الواحد إلى أزيد من 50 تلميذا، وهو الأمر الذي يؤثر كثيرا على درجة التحصيل العلمي، كما ذكر أحدهم أن بئر توتة تشهد نقصا كبيرا في المؤسسات التربوية، حيث تحتوي البلدية على ثانوية واحدة تقع وسط المدينة، مشيرا إلى أنهم راسلوا مرارا وتكرارا السلطات المحلية التي وعدت بتسوية المشكل، لكن لم يتحقق من تلك الوعود شيء. اهتراء الطرقات مشكلة أخرى أصبحت تؤرق مواطني العديد من الأحياء، خاصة حي علي بوحجة، حيث أكد أحدهم أنها صارت في وضع لا يطاق خصوصا في فصل الشتاء، إذ تتحول إلى مستنقعات وبرك مائية، مشيرا إلى غياب المجاري والبالوعات الخاصة بصرف مياه الأمطار. إضافة إلى هذا، يفتقر الحي إلى المرافق الرياضية، الثقافية ومساحات لللعب، خاصة مع التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المنطقة مؤخرا، وهو الأمر الذي تحدث عنه شباب الحي ، حيث أعربوا عن حاجتهم لذلك، كما يطرح مواطنو حي''الكحلة'' مشكل افتقار المنطقة للمرافق الصحية وحتى الصيدليات، حيث يضطرون لقطع مسافات طويلة للعلاج وشراء الأدوية، فيما أشار آخر إلى الوادي الموجود بحيهم، والذي يشكل خطرا على السكان، في ظل فيضانه المتكرر خصوصا في فصل الشتاء، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منه. من جهته، أوضح مصدر مطلع من البلدية، أن هناك جملة من المشاريع التنموية الكفيلة بسد النقائص المسجلة بالمنطقة، حيث خصصت البلدية مبلغ 24 مليار سنتيم للتهيئة العمرانية وتجهيز الحظيرة بحافلات النقل المدرسي، إضافة إلى 400 مليون سنتيم لتجديد جزء من الطاولات المدرسية، ومبلغ مماثل لرفع القمامة في مختلف الأحياء، موضحا أن ولاية الجزائر دعمت ميزانية البلدية بقيمة مالية مقدرة ب 20 مليار سنتيم، وهذا بهدف القضاء على النقاط السوداء ومخاطر الفيضانات. وعن الطرقات المهترئة بحي علي بوحجة، كشف محدثنا أن البلدية خصصت 8,4 مليار سنتيم لتعبيدها، كما تسعى هيئته لتجديد الملعب القديم وإعادة تهيئته، فيما استفاد حي الزوين من مبلغ مليار ونصف لإعادة تهيئته أيضا، كما قامت السلطات المحلية بإنجاز دفاتر الشروط للمقاولين، للقيام بأشغال تنموية بكل من سيد امحمد،عداش، حوش بلقاسم وحي التعاونية، كما باشرت البلدية إنجاز روضة للأطفال والانتهاء من الدراسات الكلية لبناء مكتبة، أما في القطاع التربوي، أكد محدثنا النقص الموجود في هذه المرافق، مشيرا إلى أن إنجازها هو من مهام مديرية التجهيزات العمومية التي قامت بمناقصة مرتين لكن بدون جدوى. كما أضاف محدثنا أن البلدية اختارت قطعتين أرضيتين لإقامة سوقين جواريتين بكل من بئر توتة وبابا علي، مع برمجة بناء عيادة ثانية بحي 1680مسكن، أما عن مشكل النقل بالأحياء الجديدة، ففسر محدثنا الأمر قائلا:"إن حافلات ''إيتوزا'' تضمن الخدمة، و محطات الانتظار تعرضت للتلف بسبب شغب الشباب".