ستكون غدا أنظار هواة الساحرة المستديرة عموما وعشاق شبيبة القبائل ومولودية الجزائر خصوصا مشدودة نحو ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة والذي يحتضن مواجهة كبيرة على الساعة الرابعة بعد الزوال و تجمع بين الغريمين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر برسم نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم في طبعتها الخمسين . وتعد هذه المباراة تاريخية للفريقين لكونهما سيلتقيان لأول مرة في نهائي هذه المسابقة وهو ما يعطى نكهة خاصة له حسب أهل الاختصاص . ويعلق الجميع من مناصري الفريقين أو عشاق الكرة المستديرة آمالا كبيرة على هذا النهائي الذي يجمع بين المولودية والشبيبة لأول مرة في تاريخ المنافسة . و تسعى الكتيبة القبائلية لمعانقة الكأس السادسة ، وفى الجهة المقابلة يراهن العميد على خطف الكأس السابعة وتعويض خيبة الموسم الماضي عندما انهزم في النهائي بملعب 5 جويلية الأولمبي أمام الجار والغريم اتحاد العاصمة بهدف دون رد . وفاز فريق شبيبة القبائل بخمسة نهائيات و خسرت أربعة منها، فيما فاز فريق مولودية الجزائر بستة نهائيات من مجموع النهائيات السبعة التي لعبها لحد الآن. ويكتسي هذا النهائي طابعا ثأريا بالنسبة لرفقاء الحاج بوقاش بعد خسارتهم المذلة في البطولة بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو بثلاثية نظيفة . ويعول على لاعبين ذوي تجربة على غرار غازي و مترف و بوقاش و اكساس و حشود لإحداث الفارق أمام شبيبة القبائل.
أيت جودي :" المولودية هي التي تهابنا وليس العكس"
أبدي مدرب فريق شبيبة القبائل عز الدين آيت جودي ثقة كبيرة في التتويج بكاس الجمهورية على حساب مولودية الجزائر . وصرح آيت جودي قائلا : "تفاؤلنا نابع من كوننا حققنا الفوز في آخر نهائي لنا في هذه المنافسة, بخلاف الفريق المنافس الذي يبقى متأثرا بالهزيمة المرة التي تجرعها على يد اتحاد الجزائر الموسم المنصرم".وأضاف : "مقابلة النهائي لا نلعبها بل نفوز بها (...) بهذه القناعة سنخوض مواجهة الغد أمام مولودية الجزائر وبالنسبة لنا لا نؤمن إلا بالفوز بهذه المقابلة وكل احتمال آخر لا يوجد في مخيلتنا".وتابع : "هاجسي الوحيد مرتبط بالحالة الذهنية للاعبين (..) لانهم هم من سيكونون فوق أرضية الميدان و استعداداتهم النفسية و قوتهم الذهنية ستكون مهمة جدا في اللقاء", مستطردا :"ثقتي كبيرة في أنهم سيكونون في الموعد و سيقدمون مقابلة جيدة". و في الاخير أكد ايت جودي أن الشبيبة و المولودية ستدخلان المقابلة بحظوظ متساوية وان الفريق الذي سيتمكن من فتح باب التسجيل أولا سيكون الأقرب للتتويج بالكأس. ونشير أن أيت جودي سبق له التتويج بالكأس عام 2003 مع اتحاد العاصمة كما خسرها عام 2004 أمام "أبناء سوسطارة", وهو يحلم الآن بتتويج ثان في مشواره .
بوعلي:" سيناريو تيزي وزو لن يتكرر غدا بتشاكر "
تحدث مدرب فريق مولودية الجزائر فؤاد بوعلي عن حظوظ فريقه قبل نهائي الكأس المقرر غدا بتشاكر أمام شبيبة القبائل . وأكد بوعلي, أن عناصره تجاوزت بشكل كلي الهزيمة التي تلقاها فريقه على يد نفس المنافس بثلاثية نظيفة في البطولة . أوضح بوعلي قائلا : "حقيقة, لقد عشنا فترات صعبة بعد هزيمتنا في البطولة أمام شبيبة القبائل, لكن مع مرور الأيام تمكنت عناصر المولودية من تجاوز تلك الهزيمة و اقتنعوا أن أداءهم لم يكن سيء لكن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبوها هي التي كانت وراء الهزيمة المرة التي تجرعها الفريق, وهي الأخطاء التي يتعين على المولودية عدم تكرارها في المقابلة النهائية من اجل التتويج باللقب". وأضاف بوعلي: "في مواجهة الغد ستكون الأمور مغايرة, وعناصر المولودية تعي ثقل المسؤولية عند تنشيطهم للمقابلة النهائية الثامنة لهم في تاريخ عميد الأندية الجزائرية" . وختم حديثه قائلا : "حقيقة خط هجوم الفريق كان محل انتقادات كبيرة هذا الموسم بسبب قلة الأهداف المسجلة, لكن هذا الأمر لا يعني أننا مطالبين بإعادة النظر في إستراتيجية اللعب, باعتبار أن هذه الخطة تمكننا من خلق فرص عديدة للتسجيل المشكل يكمن في الجانب البسيكولوجي للاعبين أكثر منه شيئا آخرا".
غازي :" أرغب في الفوز بأول كأس لي مع المولودية "
سيلعب غدا لاعب وسط ميدان مولودية الجزائر كريم غازي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة , ثاني نهائي له مع عميد الأندية الجزائرية و الثامنة له في تاريخه كلاعب بمناسبة اللقاء الذي سيجمع فريقه بشبيبة القبائل. ويرغب غازي في تحقيق التتويج الأول له مع المولودية التي التحق به سنة 2011 . أوضح غازي قائلا : "سيكون هذا التتويج -في حالة تحققه مميزا جدا بالنسبة لي, لأنني لم أتمكن لحد الآن من تحقيق أي تتويج مع المولودية الذي التحقت به منذ ثلاثة مواسم". وأضاف : "لازلت أتذكر جيدا المقابلة النهائية التي لعبتها سنة 2003 بملعب تشاكر (...) في ذلك الوقت كنت أتقمص الوان اتحاد الجزائر الذي فزت معه بالكأس، لقد كنت شابا أتمتع بلياقة بدنية جيدة وتمكنت رفقة زملائي من الفوز بالكأس بكل جدارة واستحقاق بدليل تتويجنا في نفس الموسم بلقب بطولة الجزائر". وختم : "الموسم الماضي لعبت أول نهائي لي مع فريق مولودية الجزائر, لكنني انهزمت و الفرصة ستكون سانحة أمامي ولزملائي من اجل التدارك في نهائي هذه السنة".
إيبوسي القوة الضاربة للكناري
سيكون المهاجم الكاميروني ألبير إيبوسي - القوة الضاربة لشبيبة القبائل، في نهائي كاس الجمهورية باعتبار أن قوته و ثقله من الناحية الهجومية يمكن أن يلعب دورا حاسما أمام مولودية الجزائر. فبإحرازه لمجموع 15 هدفا منذ بداية الموسم الكروي، أضحى المهاجم الكاميروني ، أحسن عنصر في هجوم شبيبة القبائل التي تبني عليه آمالا كبيرة لإحداث الفارق في نهائي السيدة الكأس في طبعتها ال50 . ورغم ان قوة ايبوسى و فعاليته لم تظهر بشكل جلي في المقابلات التصفوية لمنافسة الكأس التي اكتفى فيها بتسجيل هدفين فقط، إلا ان منافسة البطولة أبانت عن مهاجم قوي يتميز بنجاعة كبيرة أمام خط المرمى. وعليه، يبني فريق الشبيبة آمالا كبيرة على هذا المهاجم القوي، باعتبار ان الهدفين اللذين أمضاهما في منافسة الكأس كانا مصيرين، مثل ما كان الشأن في مقابلة الدور نصف النهائي أمام شباب عين الفكرون. و تعتزم إدارة " الكناري" إقناع إيبوسي، بتمديد عقده مع الفريق، خاصة وان عدة اندية أوروبية ابدت عن رغبتها في الاستفادة من خدماته في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
حرب تكتيكية منتظرة بين آيت جودي وبوعلي
يكتسي نهائي كأس الجمهورية المقرر غدا بين شبيبة القبائل و مولودية الجزائر بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، طابعا خاصا، باعتبار أنه سيجمع بين فريقين يشرف على حظوظهما مدربان محليان وهما عز الدين آيت جودي وفؤاد بوعلي اللذان سيدخلان في صراع تكتيكي كبير . وفضلا عن ذلك فهما يمثلان رمزا لذلك الجيل من الفنيين الجزائريين الذين ما يزالون في رحلة البحث عن مكانة تحت الشمس، وهو الأمر الذي حياه "أبناء هذه المنظومة" الذين يرون في هذا النهائي فرصة ل"رد الاعتبار" للمدرب المحلي. ولطالما عانى المدرب المحلي في المنافسة الوطنية, إذ دائما ما توجه إليه أصابع الاتهام في كل تعثر, ليخسر بذلك معركة المفاضلة بينه و بين المدرب الأجنبي الذي يحظى باهتمام أكبر من العديد من رؤساء ومسؤولي الأندية. وما حدث في الموسم الفارط, على سبيل المثال, يعزز هذا الواقع, اذ استقدمت نصف أندية الرابطة الجزائرية المحترفة الأولى مدربين من وراء البحار. ومهما يكن الفائز في هذه المواجهة بين بوعلي و آيت جودي فان الانتصار الحقيقي سيكون من نصيب المدرب المحلي بعد أن كان الموسم الماضي من نصيب التقني الأجنبي تحت قيادة الفرنسي كوربيس الذي خطف الكأس مع الاتحاد من مدرب المولودية جمال مناد .