سلطّ المخرج التونسي نجيب بلقاضي في فيلمه الروائي الطويل" باستاردو" الضوء على مشاكل متعددة في تونس أبرزها معاناة اللقيط في المجتمع والصراع على النفوذ، ليكشف الصورة السوداوية لقضايا متجذرة وخطيرة لطالما كانت طابو لا يمكن تناوله ويتخلل ذلك تصوير فقر مدقع وسط غياب تام للدولة وهذا حسب ما ذكره المهرجان في صفحته على الفايسبوك. وكشف المهرجان أن فيلم "باستاردو"، عرض الجمعة بقاعة الموقار في ضمن منافسة الأفلام الطويلة بفعاليات المهرجان الثاني للسينما المغاربية المستمر بالجزائر حتى ال11 من الشهر الجاري. يغوص العمل بصورة سينمائية جميلة وسرد سلس للأحداث في مأساة اللقيط والحياة بشكل عام وسط أحد الأحياء الفقيرة المحاذية للعاصمة تونس، من خلال قصة رضيع "لقيط" أنقذه صالح عندما وجده مرميا في قمامة تابعة لمطعم، فتولى تربيته وأطق عليه اسم "محسن" الذي أصبح شابا يعمل حارسا بأحد المصانع، لكن سرعان ما اسبعد بحجة أنّه لم يكشف عن مكان حبيبته "مرجانة" التي سرقت سلعة المصنع وقامت باستثمارها لصالحها، ما جعلها تعّد من ثريات البلد. سعي "باستاردو" " لإثبات نفسه وتحسين معيشته كانت صعبة، ففور قراره بتركيب محطة إرسال للهاتف النقال فوق منزله، بإقناع من ابن حيّه سائق الطاكسي "خليفة"، يفاجئ بصديق دربه "لرنوبة" الذي لم يتقبل فكرة أن ينجح باستاردو في حياته، هنا بدأ الصراع بين أصدقاء الأمس، فبعد أن كان "لرنوبة" يتحكم في زمام الحي تتحول الزعامة إلى "باستاردو"، بعد جنيه لأموال ضخمة من هوائي الاتصالات. يشتد الصراع بين الطرفين، "لرنوبة"، الذي يقتل خليفة حقدا وحسدا، أمّا "محسن"، الذي يكنّ مشاعر جياشة ل"مرجانة" التي لم تعره أدنى اهتمام، واصل حياته ثريا إلى أن مات مع قطته بسبب الإشعاعات التي تنبعث من الهوائي دون أن يفوز بقلب "مرجانة" لكن فاز ندم صديقة "لرنوبة".