انطلقت فعاليات المهرجان الثقافي للكتاب والشعر والأدب في طبعته الأولى (7- 12 ديسمبر) بحضور ثلة من الأدباء والأساتذة والباحثين من جامعات جزائرية وأخرى عربية . وتشكل هذه التظاهرة الأدبية الأولى من نوعها التي تحتضنها ولاية ورقلة مناسبة لترقية الثقافة بمختلف مكوناتها وتعزيز دور الفعل الثقافي في التنمية المعرفية للمجتمع كما أوضح المنظمون . وتفرض الصحراء نفسها في هذه الفعاليات الثقافية التي شكلت دوما مصدر إلهام الأدباء والشعراء في الساحة الثقافية العربية لما تحمله من معاني وعمق الانتماء لحضارة متأصلة . ويأتي اختيار الصحراء التي تمثل واحدة من خصوصيات المنطقة في صميم إشكالية الملتقى الأدبي الذي سينظم ضمن فقرات المهرجان تحت عنوان " حضور الصحراء في الأدب والشعر والثقافة" وفقا لما صرح به محافظ المهرجان ومدير الثقافة لولاية ورقلة مختار قرميدة. ومن جهته أفاد والي ورقلة علي بوقرة بعد إعلانه عن الإفتتاح الرسمي لهذا الحدث الثقافي بأن المهرجان قد تم ترسيمه مما سيعطي دفعا جديدا للفعل الثقافي الهادف محليا ووطنيا . ومن بين المشاركين في فعاليات هذا المهرجان الأستاذ أحمد أبوخنيجر (مصر) الذي أعرب في تصريح ل(وأج) عن "ارتياحه" لحضور هذه التظاهرة الأدبية بمدينة ورقلة مطالبا بتثمين مثل هذه المهرجانات الثقافية التي تعنى بتراث وفنون الصحراء. ومن جهته إقترح الأكاديمي والروائي محمد عبد الله القواسمة من جامعة البلقاء التطبيقية (الأردن) أن يحمل هذا المهرجان الثقافي بعدا عربيا أوسع بما يسمح بتعزيز الطاقات الإبداعية والثقافية بالوطن العربي لتعزيز التماسك بين المثقفين العرب ومما يساهم كذلك في إعطاء مساحة أوسع لإبراز الثقافة والتراث العربي بكافة مكوناته . وبدوره وبعد أن وصف الأستاذ الجامعي يوسف ناوري (المغرب) فكرة تنظيم هذا المهرجان ب "الرائدة" دعا إلى ضرورة ربطه بالبعد السياحي للمنطقة . وتتواصل أشغال هذه النسخة الأولى من المهرجان الثقافي للكتاب والشعر والأدب على مستوى مسرح الهواء الطلق بورقلة بتنشيط سلسلة من الجلسات الأكاديمية من قبل أساتذة وباحثين وأدباء والتي سيتناولون فيها عدة موضوعات تتعلق بجدلية الصحراء كفضاء طبيعي والإنسان والصحراء ودلالاتها التراثية في الشعر المغاربي وتجليات صورة الصحراء في الرواية العربية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة . هذا وجرى ضمن هذه الفعاليات تدشين معرض للكتاب تشارك فيه أكثر من عشرين دور للنشر جزائرية وعربية وأجنبية . كما تتضمن فقرات هذا الموعد الثقافي تنظيم عكاظية وطنية في الشعر الشعبي بمشاركة نحو أربعين من فحول الشعر الملحون. هذا وكرمت إدارة المهرجان بالمناسبة الأستاذ والشاعر محمد الأخضر عبد القادر السائحي تقديرا لما يقدمه من جهد في الإبداع الأدبي خدمة للثقافة الوطنية .