أكدت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية عبور نحو 70 مقاتلا من المعارضة السورية التي دربتها من تركيا إلى الأراضي السورية. وأعلنت القيادة الثلاثاء أن المسلحين مما يعرفون ب"القوات السورية الحديثة" سيتزعمون المعارضة المسلحة شمال البلاد. وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن نشطاء الأحد أن 75 مقاتلا من المعارضة دربتهم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من أجل التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية دخلوا منذ يوم الجمعة الماضي إلى شمال سوريا مع 12 عربة مزودة بالأسلحة الآلية. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن القيادة قولها في بيان لها إن "القوات السورية الجديدة وبدعم من التحالف (الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة) ستحارب إلى جانب قوات معارضة مختارة، باستخدام التدريبات والمعدات التي حصلت عليها خلال البرامج المعنية، لتقوية عمل هذه الوحدات الأكبر حجما". الجدير بالذكر أن هذه المجموعة من المعارضة السورية "المعتدلة" والمدربة من قبل عسكريين أمريكيين قد دخلت البلاد في ضوء انتقادات شديدة لبرنامج تدريبهم من قبل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). إذ تم في وقت سابق تدريب نحو 54 مقاتلا وفق هذا البرنامج الذي كلف 500 مليون دولار، وتم إرسالهم الى سوريا في جويلية الماضي، لكنهم لم ينخرطوا في القتال، إذ أعلن تنظيم "جبهة النصرة"، أنه قتل وأسر الغالبية العظمى منهم. واضطرت قيادة البنتاغون للإقرار في سبتمبر الجاري خلال جلسات استماع بأن هناك 4 أو 5 مقاتلين فقط يحاربون في سوريا حاليا ممن دربتهم الولاياتالمتحدة، ذلك في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تعتزم تدريب حوالي 5400 مسلح لمحاربة التنظيمات المتطرفة والقوات الحكومية السورية على حد سواء.
الجيش السوري يقضي على 38 من "داعش" خلال يوم
ميدانيا، أفاد نشطاء المعارضة الثلاثاء بمقتل ما لا يقل عن 38 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية جراء شن الطيران الحربي عدة ضربات خلال ال 24 ساعة الفائتة، استهدفت أماكن في مدن تدمر والقريتين والسخنة ومحيطهما بريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، في حين فتحت قوات الجيش بعد منتصف ليلة الاثنين نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، وأماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية. كما تعرضت صباح الثلاثاء مناطق في الغوطة الشرقية من دمشق لقصف من قبل قوات الجيش، دون أنباء عن إصابات، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة دوما، بينما دارت بعد منتصف ليلة الثلاثاء اشتباكات عنيفة في محيط ضاحية الأسد قرب مدينة حرستا، وأطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية، ما أدى لخسائر بشرية في صفوف الطرفين. وفي محافظة درعا الجنوبية قصفت مروحيات سلاح الجو السوري بلدة معربا بريف درعا وغرب مدينة نوى وفي المدينة نفسها، دون أنباء عن وقوع خسائر بشرية.
أسوة بواشنطن.. باريس تتراجع عن موقفها بشأن رحيل الأسد
تتوالى التحولات في مواقف الدول الغربية وبشكل مفاجئ بعد مطالبات مستمرة منها ومنذ اندلاع الأزمة السورية بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد كشرط مطلق لأي تسوية ممكنة في سوريا. فبعد التبدل الذي طرأ مؤخرا على موقف واشنطن حيال سبل التسوية في سوريا، وفي أعقاب تخلي البيت الأبيض عن شرط رحيل الأسد، ها هي باريس تعلن اليوم وعلى لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس أن تنحي الأسد لا يمكن أن يبقى مطلبا مطلقا لا يقبل التغيير، وإلا فإن الأوضاع في سوريا سوف تؤول إلى ما يعانيه العراق بعد انهيار مؤسسات الجيش والدولة فيه. وعليه فقد ذكرت وكالة "رويتر" أن فابيوس أكد في حديث أدلى به لصحيفة "لوفيغارو" أن بلاده لن تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لمحادثات السلام. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن فابيوس قوله في عددها الصادر يوم الثلاثاء : "إذا اشترطنا أن يتنحى الأسد حتى قبل أن تبدأ المفاوضات فلن نحقق الكثير. وأضاف فابيوس أن فرنسا تعتقد أن الحل الدبلوماسي سيتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من حكومة الأسد "لتجنب تكرار الانهيار الذي حدث في العراق". وردا على سؤال عما إذا كان مطلب رحيل الأسد هو شرط مسبق لبدء أي حل تفاوضي، أضاف فابيوس: "أي مفاوضات سيكون مصيرها الفشل إذا قلنا: مهما حصل فإن مستقبل سوريا هو بشار الأسد. ولكن أيضا إذا طالبنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات بأن يقدم الأسد اعتذارات، فنحن أيضا لن نحرز أي تقدم". وفي معرض تعليقه على المقترح الروسي القاضي بتشكيل تحالف دولي واسع تشارك فيه دمشق ضد تنظيم "داعش"، أشار فابيوس إلى أن "موسكو ذكرت أنها تريد تحالف حسن نوايا. فلم لا؟ وأردف قائلا: "لكن كيف يمكن للنوايا الحسنة أن تضم الأسد؟"، مشددا على أن باريس تعتبر أن الأسد هو المسؤول الأول عن الفوضى الراهنة في بلاده وأن اعتباره مفتاحا للحل هو مجرد "وهم". وردا على سؤال عن الطلعات الاستطلاعية التي باشرت مقاتلات فرنسية القيام بها في الأجواء السورية تمهيدا لشن غارات محتملة ضد تنظيم "داعش" بعدما كانت باريس ترفض المشاركة في شن هكذا غارات خشية أن تصب في خانة تعزيز قوات الأسد، أكد فابيوس أن الموقف الفرنسي المستجد نابع من مبدأ "الدفاع المشروع عن النفس". وتابع: "لقد وردتنا معلومات دقيقة مفادها أن عناصر من داعش في سوريا يحضرون لشن اعتداءات ضد فرنسا ودول أخرى"، من دون مزيد من الإيضاحات. تجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت قد وسعت في 8 سبتمبر الجاري عملياتها الجوية التي كانت تنفذها في العراق ضد تنظيم "داعش" لتشمل سوريا. هذا وعدلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا بشكل مماثل أيضا عن مواقفهما بشأن سوريا في الوقت الذي تكثف فيه روسيا دعمها للأسد في مواجهة داعش بتعزيز حشدها العسكري في سوريا. من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في تصريح يوم السبت الماضي إن توقيت رحيل الأسد عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض.