تصوروا ، فرنسا تتهم الجزائر بالإحتقاظ بأرشيفها، ليست كذبة افريل متأخرة في أواخر ماي اطلقها اليمين المتطرف الفرنسي، ولكنها حقيقة ، تصيبنا بالضحك لدرجة أن العقلاء يعتقدون أن فرنسا العجوز دخلت مرحلة الهذيان، فرنسا التي انسحبت من الجزائر وحملت كل غالي ونفيس معها ولم تترك لنا حتى ارشيفنا تتهمنا اليوم بأننا استولينا على أرشيفها الكثولوكي، وكأن في الجزائر ديانة كاثوليكية حتى نحتفظ بأرشيف لها، ثم لماذا صمتت فرنسا دهرا ونطقت كفرا كما يقال، ألم يكن بالأحرى أن تطالب بارشيفها ان كان فعلا ثمة أرشيف موجود حين خرجت من هنا .؟ الحكاية برمتها التي خرج بها علينا اليمين المتطرف، والذي بالتأكيد تحركه أياد من قصر الإليزيه الهدف منه محاولة التاثير على الجزائر وارباكها في المطالبة بارشيفها الموجود في فرنسا، ولكن ما لا تعلمه فرنسا أنها تلعب ليس في الوقت بدل الضائع ولكن بعد انتهاء المباراة ، فلا يوجد اي عاقل يصدق أن الجزائر التي خرجت من حرب ضروس لم تترك لها فيها فرنسا حتى ما يستر أجساد البشر وحرقت الحقول وخربت كل شيء تركته خلفها ، ما تزال تحتفظ بارشيف فرنسي، لأن الإستعمار الفرنسي معروف عنه انه لا يستحي ، ولا يترك خلفه اوراق تدينه ، فما بالك بارشيف كامل ، ولكن الاستعمار كما قيل يظل تلميذ غبي ولو لم يكن كذلك لما اهتدى الى اختراع كذبة الارشيف الفرنسي في الجزائر ، لأنها كذبة جايحة .