تلفزتنا المحترمة التي تضخ فيها الدولة من أموال الشعب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب محاسب، تتفنن في إخراج الرداءة في كل رمضان، ولا نعتقد أن الأمر سيكون شاذا عن باقي " الرمضانات " التي سبقت ما دام أن التحضير لشهر رمضان في كل البلدان من الناحية الفنية ينطلق بداية من نهاية رمضان، وعندنا ينطلق أياما فقط قبل رمضان، لنتفرج على الرداءة وعلى " الحاج لخضر " الذي بدلا من أن يضحك الناس صار يضحك عليهم بعمارته وسوقه وهذا العام بعيادته، فهل عجزت إدارة التلفزيون عن تقديم مسلسل فني ديني تاريخي يكون لائقا بمناسبة مثل مناسبة رمضان..؟ وهل تاريخ الجزائر الإسلامي خال من شخصيات لها بصمتها الخاصة على هذه الأرض ..؟ فهل يمكن أن يهمل طارق بن زياد بعمل فني ، وهل يمكن إهمال بن باديس بعمل فني ، وهل يكن إهمال ابن خلدون بعمل فني ..؟ لماذا الضحك فقط حتى صرنا ضحكا لأنفسنا ولغيرنا، ومن العيب أن يستيقظ اي ممثل أو اي مخرج أو اي مسؤول ثقافي كل صباح لينظر إلى نفسه في المرآة ويقول عن نفسه أنه فنان أو مسؤول فني ، أو أنه " حاجة في الفن " .