أبناء حركة الإصلاح الذين يدعون إلى الإصلاح والاستقامة أشعلوها حربا بالسيوف والخناجر فيما بينهم، وهذا الاقتتال لم يكن بين القاعدة ولكنه بين القيادة في الحزب، وللأسف هذا الحزب الذي ينتمي إليه بعض العشرات من الناس اشتعلت رحى الحرب بين قيادته من أجل قيادة ما بقي من حزب انشطر إلى عدة أحزاب، و أصاب بما يشبه " الخلعة" حين يطرح سؤال نفسه علي ،ماذا لو كانت حركة الإصلاح الوطني مثل حزب جبهة التحرير الوطني؟ الأكيد أنها ستستعمل مختلف الأسلحة الثقيلة في الاقتتال الداخلي بينها، فحزب جبهة التحرير رغم ما وصل إليه الخلاف بين قيادته، فلم يحدث أن حمل محمد الصغير قارة خنجرا وهجم به على بلخادم، أو السي عفيف بل العكس هو الحاصل فقد شهد الكثيرون بأن أصحاب الحركة التقويمية حين يلتقون مع خصومهم في حزب الأفلان يتقابلون بالأحضان والسلام وتبادل التحية، رغم كبر الحزب وحجم المسؤوليات، وكذا حجم ما تتمخض عنه المناصب، السؤال فعلا كبير وكبير جدا، والمصيبة أكبر لو كان حزب الإصلاح كبير كالأفلان، ورغم أن الميت في بيت الإصلاح فأر و المصيبة الأكبر أن الحزب توجهه إسلامي ويعني أن التسامح والغفران هما سمة الحزب وشعاره النبيل، وكلمة الإصلاح منقوشة في اسمه وعنوانه، الأكيد في حكاية الأحزاب الإسلامية أنها قدمت المثال السيء في التسيير وسوء التدبير والأنانية لدرجة أن الأحزاب المتفجرة والمنشطرة إلى كيانات حزبية أخرى هي الأحزاب الإسلامية التي حطمت الرقم القياسي في الأنانية وحب الزعامة وحب التملك والتزعم حبا يفوق حب قيس لليلى .