تستأنف طهران ومجموعة "خمسة زائد واحد" مفاوضاتهما حول الملف النووي الايراني في بغداد وسط أجواء من التفاؤل الحذر بعد زيارة يوكيا امانو المدير العام للوكالة الدولية للطلاقة الذرية الى ايران واعلانه عن قرب التوصل الى اتفاق مع طهران لحل المسائل العالقة. و انطلقت المفاوضات امس لتستمر يومين. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية على دباغ اعلن أنه لن يكون لبغداد أي دور في هذا الاجتماع، لكنها مستعدة للقيام بأي وساطة تدفع القضية النووية الايرانية الى الحل. هذا وكان امانو أعلن في 21 ماي عن قرب توقيع اتفاقية بين طهران والوكالة الذرية حول تفتيش المنشآت النووية الايرانية، مؤكدا للصحفيين في ختام زيارته الى طهران ان "التقدم الذي احرزناه سيؤثر ايجابيا في مسيرة المفاوضات بين ايران والوسطاء الدوليين". وفي اسلياق ذاته، أكدت واشنطن عشية انطلاق المفاوضات انها تعول على ان تعطي ايران موافقتها على زيارة مفتشي الوكالة الذرية كل المواقع النووية "المشبوهة"، اضافة الى اطلاع الخبراء الدوليين على وثائق ذات صلة واعطائهم فرصة لقاء العلماء النوويين الايرانيين. جاء هذا التصريح على لسان فكتوريا نولاند مديرة المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الامريكية. وأكدت نولاند في مؤتمر صحفي الثلاثاء ان الوكالة الذرية وطهران "تعملان على وضع أحكام ملموسة" للاتفاقية التي من شأنها ازالة الشكوك المتبقية لدى بعض الأطراف الدولية حول البرنامج النووي الايراني. وأضافت ان الولاياتالمتحدة مستعدة للمشاركة في المفاوضات "طالما كانت مثمرة". وقالت: "سوف نرى ما اذا كان (لقاء بغداد) سيحقق انجازات كافية للمضي قدما". يذكر ان المجتمع الدولي لا يعارض تطوير البرنامج النووي الايراني طالما كان سلميا، لكنه يطالب طهران بالمزيد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وضمنا السماح للمفتشين الدوليين بزيارة عدة منشآت نووية بينها عسكرية لازالة كافة الشكوك في الطابع السلمي لهذا البرنامج. وكانت المفاوضات بين ايران والسداسية استؤنفت في افريل الماضي بعد فترة انقطاع استمرت لحوالي 15 شهرا، فقد أعرب الطرفان عن ارتياحهما لنتائج اللقاء الأول بعد فترة التجميد الذي استضافته اسطنبول، مؤكدين استعدادهما لمواصلة الحوار.