نظمت السفارة الجزائرية في بيروت وبدعوة من السفير الجزائري بن عودة ابراهيم يومي 25و26 وقفة تضامنية مع غزة تحت عنوان "يوم الجزائر"، حضرها كل من سفير بكستان في لبنان أمين الله أوردو وسفير ماليزيا محمد عبد الحليم بن عبد الرحمان وسفير سلطنة عمان محمد خليل الجزمي وسفير نيجيريا عبد الحميد أوبيلو بير، وحضر من فلسطين ليلى ابو شقراء ووجهاء وعلماء مدينة طرابلس التي انجبت علماء اجلاء وسياسين مخضرمين وهي مدينة الداعية فتحي يكن والمفتي مالك شعار والشهال ورشيد رضا وصبحي صالح، ومن السياسين اول رئيس وزراء المغتال رشيد كرامي ومدينة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وعمر كرامي وسليم الحص. وكانت الوقفة مناسبة للتعريف بالثورة التحريرية وجسامة التضحيات التى قدمها الشعب الجزائري لنيل إستقلاله، والذي ما كان أن يتحقق لو كان هوة بين الشعب وقيادته أو كانت الجبهة المقاومة للاحتلال منقسمة إستراتيجيا على نفسها. "المستقبل" الجزائرية حضرت التظاهرة وتنقل للقارىء تفاصيلها. انطلقنا من بيروت في حدود السابعة ونصف صباحا باتجاه شمال لبنان الى العاصمة الثانية واكبر مدينة بعد بيروت وهي مدينة طرابلس او امارة طرابلس في عهد العثمانيين، تبعد 90كلم عن بيروت على الطريق الدولي الذي يربط بيروتطرابلس وحمص السورية وهو طريق يلامس زرقة البحر الابيض المتوسط حتى يتخيل لك انك تقطع طريق جيجلبجاية. وصلنا بعد مسيرة ساعة ونصف الى فندق"كولتي آن" في قلب طرابلس المطل على البحر اذا وجدنا المستشار الامني والثقافي والقائم بالاعمال القنصلية في استقبالنا. بمجرد دخولنا للقاعة المخصصة ليوم الجزائر حتى اعتقدنا أننا في متحف المجاهد لرياض الفتح حيث يغطي يمين القاعة صور الثورة التحريرية من شهداء وابطال وثوار ومجاهدين وصور تؤرخ لبشاعة الاستعمارفي كل صوره القديم والمعاصر. السفير الجزائري في لبنان : فرنسا الاستعمارية قتلت في اليوم 587وفي الاسبوع4109 شهيد بعد كلمة رئيسة جمعية المسنين آسيا قاسم والتي استضافت "يوم الجزائر" واستهلتها بالاشادة والثناء على الثورة الجزائرية التي لقنت الاستعمار درسا في البطولة والحرية وطلبت من الجميع وقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الجزائر وشهداء غزة، احيلت الكلمة إلى سعادة السفير الذي أحيا الذاكرة عندما تحدث عن مشاهد مروعة وإبادة جماعية تعرض لها الشعب الجزائري. وحين حديثه كان الجميع غارقا في الاصغاء، وفي معرض حديثه عن ثورة التحرير التي اختار لها السفير اليوم للحديث عنها دعما لغزة ولصمود شعبها، حدثه احد الاصدقاء الفلسطينين عن غزة التي فقدت في يوم واحد 300 شهيد، فقال رغم ان جرح غزة الذي مازال ينزف قد سبقته ابشع الجرائم واكبر ابادة تعرض لها الشعب الجزائري وخاصة عندما ضرب مثلا بما حدث في إحدى القرى الجزائرية والتي هاجمها الاستعمار الفرنسي وقام بروح حاقدة بإدخال 1000من الاطفال والنساء في مغارة وتم سد كل منافذها حتى استشهدوا جميعا في يوم واحد، وبعدها بيوم واحد جاءت مجازر 8ماي 1945 التي قتلت فيها فرنسا 45 ألف شهيد، وواصل حديثه عن مليون ونصف مليون شهيد وهي الفاتورة التي دفعتها الجزائر لتذوق طعم الحرية وحلاوة الانتصار وانتزاع السيادة وتحرير الارض، وأضاف لو قسمنا هذا الرقم على سبع سنوات وهي عمر الثورة التحريرية يصبح لدينا 587 شهيد في اليوم و4109 شهيد في الاسبوع وكلامه جاء دعما لغزة، حيث قال النفس والنفيس يهون في سبيل تحرير الوطن. وطلب أن يتخذ الجميع الثورة الجزائرية مرجعا وقدوة لمن اراد ان يحرر ارضا وان لا ينظر لعدد الشهداء بل ينظر لوحدة الصف وهو الضمان الوحيد لاستعادة السيادة ...الجزائر تحررت بعد أن تحرر الجزائريون من خلافاتهم إنها الكلمة التي استشهد بها سعادة السفير الجزائري وهي لاحد ابطال الثورة الجزائرية ودلالة موجهة، لان المقاومة في فلسطين ليست اضعف من الفيتنام واسرائيل ليست اقوى من امريكا، حيث دعا الى لم شمل الصف الفلسطيني لان في انقسامه ضعف للقضية وقوة للعدو. وقد طلب من الجميع اتخاذ الثورة الجزائرية مرجعا وآلية من آليات التحرير وذلك بتوحيد كلمتهم ولم شملهم وان يثبتوا من أجل هدف واحد وهو تحرير الارض الفلسطينة، حيث أشار إلى الانقسام الفلسطيني الذي صار يعرقل مسألة التحرر والاستقلال وضرب مثالا بالثورة الجزائرية التي حررت من كل الجزائريين رغم اختلاف مشاربهم ومناهلهم، لكنهم توحدوا تحت كلمة واحدة لتحرير الجزائر وهو ما ناله الثوار الجزائريون بوحدة الصف والهدف. هذا الكلام قابله الحضور بالتصفيق. مدير القطاع الاستشفائي بطرابلس: فخور بتخرجي في جامعة وهران و"يوم الجزائر" وسام في صدر كل حر تقدم إلينا الدكتور هيثم حسام سلطان من مدينة طرابلس اللبنانية ومدير القطاع الاستشفائي في ثاني عاصمة بعد بيروت، وقد بادرنا بالسلام والتحية والفرحة تغمره لوجود جريدتنا، وهو ما فاجأه تماما حيث قدم نفسه مع عدة مسؤولين خريجي جامعة وهران وقد غمرنا بالمدح والثناء على الجزائر حتى اخجلنا بكرمه وراح يكلمنا بكلمات جزائرية لازال يحتفظ بها لسانه وكنت قد وجهت له بعض الاسئلة منها كيف درس بالجزائر وفي إي إطار حيث اخبرنا أن لبنان كانت لها حصة من المقاعد البيداغوجية التي كانت تخصصصها جبهة التحرير للطلبة اللبنانيين وسألته عن أي معهد درس فيه واي سنة تخرج فاخبرنا أنه تخرج سنة 1995 من كلية الاقتصاد جامعة وهران قسم الماجستر في المالية والتسير، حيث كان عدد الطلبة ما يقارب 325 لبناني تخرجوا في جامعات الجزائر وما زال يحتفظ بالكثير من الذكريات، وكم كان سعيدا بتنظيم الوقفة التضامنية مع غزة، معتبرا ذلك بمثابة وسام في صدر كل حر . الدبلوماسي إبراهيم بن عودة حاصي سفير الجزائرببيروت في سطور السفير ابراهيم بن عودة حاصي من مواليد دائرة الدهموني ولاية تيارت خريج المدرسة الوطنية للادارة فرع الدبلوماسية، التحق بوزارة الشؤون الخارجية سنة 1983 ثم تدرج في السلك الديبلوماسي وقد اشتغل كسكريتير أول بسفارة الجزائر بطهران وسفارة الجزائر بأديس أبابا كمستشار ثم سفارة الجزائر بأثينا (اليونان) ثم مكلف بالدراسات والتلخيص بديوان السيد وزير الشؤون الخارجية، ليعين فيما بعد سفيرا فوق العادة ومفوضا ببيروت - يتقن عشر لغات كتابة ونطقا ومن هوياته الرسم،النحت،الشعر (عربي فرنسي) - اقام معرضا للوحات ببيروت في 2006 وأتاح عدة أمسيات شعرية بلبنان - أصدر ديوان "قلوب باكية" وله مشاريع أخرى هي قيد الانجاز وستصدر قريبا. أصداء * ألقى السفير الباكستاني أمين الله اوردو قصيدة شعرية تضامنا مع غزة وما ان اكمل قصيده حتى اخذ السفير الجزائري يترجمها مما جعل الجميع مندهشا. وتدخلت آسيا قاسم رئيسة جمعية المسنين وزالت الابهام بقولها ان السفير الجزائري يتقن عشر لغات نطقا وكتابة. *صحفيان لبنانان لا يعرفان قنابل النابالم حيث كان احدهم يحرر مقاله عندما فزعه هول وبشاعة الصورة التي تحكي عن ثورة التحرير والاضطهاد والابادة التي تعرض لها الشعب الجزائري حيث كان يكتب القنابل الفوسفورية بدلا من قنابل النابالم، وتدخلنا وأخبرناه أن قنابل النابالم المحرمة دوليا ألقيت على الجزائريين وآثارها على البشر وحتى الجماد ماتزال إلى اليوم شاهدة على جرائم الاستعمار. * قلوب باكية هدية السفير لاطفال غزة هو ديوان شعري باللغة الفرنسية للسفير الجزائري في لبنان بن عودة ابراهيم حاصي يضم العديد من القصائد تتخللها لوحات فنية بريشة سعادة السفير الجزائري واهم قصائده الوفاء حلمالربيعخوف السراب، وقد خصصت مداخيله لاطفال غزة وقد بيعت اغلب النسخ الموجودة بسعر 10000ليرة لبنانية مايعادل 500دج. * وجوه جزائرية غائبة غابت وجوه جزائرية عن يوم الجزائر التي كانت الحاضر الغائب الشاعرة والاديبة أحلام مستغانمي والروائية فضيلة فاروق والفنانة فلة عبابسة. الرسام الجزائري توفيق بوحيرة (صاحب الميدلية الذهبية في الرسم على الخزف بفالينسيا الاسبانية) بيروت تكتشف الخزف الجزائري الخزف الفني تراث الجزائر والثورة التحريرية الصامتة الذي أحضره توفيق بوحيرة خريج مركز التكوين المهني حسيبة بن بوعلي ومثله بامتياز حيث جلب من الجزائر ما يقارب 400قطعة تتراوح بين الخزف الفني واللوحات الرملية ولوحات جلدية ولوحات السيراميك والنحاسيات بدعوة من السفارة الجزائرية، وكان الحضور اكثر اقبالا على الخزف الجزائري فاقتنوا منه وهناك من اكتفى بالشكر والثناء لليد الحرفية الجزائرية التي وصفوها بالدقة والاحترافية، حيث مثلت الطبوع الجزائرية احسن تمثيل من الغرب الى منطقة القبائل ومن العاصمة حتى الجنوب الجزائري. والخزف الجزائري اول مرة يزور لبنان بعد ان جال وصال في دول اوربية فرنسا واسبانيا وايطاليا ودول الخليج (الامارات العربية) وبلاد الشام (دمشق) وارض الكنانة مصر، واخبرنا توفيق بوحيرة ان الخزف الجزائري يعد الرائد في الدول العربية بما يمتاز به من خصائص عن غيره، وقد اشاد بالسلطات الجزائرية التي التفتت الى هذا الفن وصارت تدعم هذا القطاع منذ عشر سنوات، وكان له السبق في تزويد المجلس الدستوري الجديد بما يفوق 3000قطعة وتزويده لوزارة الخارجية التي تعتني بالتراث الجزائري وتسويق الموروث الحضاري حيث كان حضور الخزف بمثابة البندقية السلمية مملوءة بذخيرة ماضي الجزائر وحضارتها الموغلة في الزمن، وهكذا حضرت حسيبة بن بوعلي بالخزف وصورها التي شدت الحاضرين. بطاقة عن توفيق بوحيرة: * من مواليد 6ماي 1975في بلكور * التحق بمرز التكوين المهني حسيبة بن بوعلي وتخرج فيه في اختصاص الخزف الفني * حاز في 2003جائزة احسن حرفي في الخزف من طرف وزارة الثقافة ممثلة في شخص الوزيرة تومي خليدة *حاز على الميدالية الذهبية في فالونسيا في إسبانيا * مثل الجزائر في مصر وتونس وأبو ظبي والشارقة ودبي وسوريا والقاهرة وفرنسا وإسبانيا. فاروق مازوزي مراسل المستقبل من لبنان