نجح مرشح حركة الإصلاح الوطني في قطع الخطوة الأهم في مسعى الترشح لرئاسيات التاسع أفريل القادم، وتمكن محمد جهيد يونسي من اجتياز عقبة جمع التوقيعات بفضل مساعدة منتخبين محليين من الوطنيين والديمقراطيين والإسلاميين والعلمانيين، حسب ما أوضحت مصادر من الحزب. وأعلن أمين عام حركة الإصلاح، أول أمس الخميس، رسميا ترشحه للرئاسيات القادمة بعد أن اجتاز عقبة جمع التوقيعات المطلوبة للتقدم الى هذا الموعد، وحقق هذه الخطوة بعد تمكنه من جمع أكثر من 600 توقيع للمنتخبين في 45 ولاية، علما أن القانون ينص على إما جمع 75 ألف توقيع للمواطنين أو 600 توقيع للمنتخبين في 25 ولاية فقط. وعلمت "المستقبل" من قياديين في الحزب ان كل منتخبي الأحزاب ساهموا في منح توقيعاتهم لمرشح الحزب باستثناء جبهة القوى الاشتراكية، وذكر المصدر ان المرشح محمد جهيد يونسي نجح في إقناع منتخبين محليين ينتمون لأحزاب التحالف الرئاسي بما في ذلك التجمع الوطني الديمقراطي وحركة النهضة وحتى التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، وحسب نفس المصدر فإن قيادات هذه الأحزاب لم يكن لها أي دخل في حصول المترشح لتلك التوقيعات بل كانت بفضل علاقة مباشرة مع هؤلاء المنتخبين. وتحوز حركة الإصلاح الوطني على 250 منتخب في المجالس المحلية. وقال جمال بن عبد السلام، المكلف بالتنظيم في الحزب، ان مرشح الحزب سيودع ملفه لدى المجلس الدستوري اليوم السبت ليكون بذلك ثاني شخصية تقوم بهذه الخطوة بعد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي الذي اودع ملفه اول امس الخميس، علما ان اخر اجل لإيداع الملفات حدد بيوم 23 فيفري الجاري في منتصف الليل. وعرض المترشح جهيد يونسي، اول امس امام مناصريه من حركة الإصلاح والتيار الإسلامي وأمين عام حركة لنهضة فاتح الربيعي والمستشار الأسبق للرئيس اليامين زروال عبد المالك سراي، الخطوط العريضة لبرنامجه منتقدا طريقة تعاطي الحكومات المتعاقبة مع مختلف الملفات والأزمات وفشلها في تحقيق الأهداف المسطرة، دون ان يوجه أي انتقاد الى الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة. وساق جهيد يونسي خطابا عدد فيه نقائص الحكومة الحالية وعجزها في تحقيق التنمية، وفي رفع تحدي ضمان ممارسة ديمقراطية وحرية التعبير والرأي، كما نالت الأطراف المقاطعة للانتخابات المقبلة نصيبها من الانتقاد، كونها حسب ما أكده مرشح الإصلاح تهربت من تحمل المسؤولية وعدم القيام بأي مجهود لتغيير الأوضاع الحالية. واعتبر عدم خوضها للرئاسيات هروبا الى الأمام وتنصلا من لعب الدور المنوط بهم، وهو تغيير الأوضاع، وقال في كلمة ألقاها في حفل إعلان الترشح بالمركز الدولي للصحافة بالجزائر العاصمة في غياب رئيس الحزب محمد بولحية، أن مأساة الجزائر تتحملها الحكومات المتعاقبة التي كانت تفتقر الى سياسة وطنية واضحة، وفشلت في برمجة الوفرة المالية ،الموارد البشرية الى نجاحات تفتح افاقا واعدة للجيل الجديد من الشباب. وقدم جهيد يونسي برنامجا من 12 نقطة يرتكز على ترقية المصالحة الوطنية، وذهب الى حد التأكيد انه اذا حظي بثقة الشعب سيتجه الى إعلان عفو شامل "اذا كان ذلك سيساهم في استقرار البلاد". وأشار الى أن بنود ميثاق المصالحة الوطنية استخدمت لضرب المصالحة الحقيقية التي ينشدها الشعب الجزائري. محمد جهيد يونسي الذي قدم نفسه كمرشح للتيار الإسلامي في الجزائر انتقد بشدة الأحزاب السياسية والشخصيات التي فضلت المقاطعة على المشاركة، وقال "لاحظنا أن الكثيرين ينتظرون حتى تتغير الأوضاع في البلاد حتى يشاركوا في الحياة السياسية وفي المواعيد الانتخابية، وهناك من يغص رأسه في الرمال بدعوى أن اللعب مغلق، لكن نحن لسنا ممن يتقاسم هذه الرؤية السلبية، بل نحن من الذين ينخرطون في العمل السياسي المتواصل من اجل تحقيق التغيير بأنفسنا"، وأضاف "نحن لسنا من المنسحبين من الساحة او المقاطعين ولا المغامرين بمستقبل الشعب". ووجه في نفس السياق انتقادات لاذعة الى التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية وقال "هناك من ذهب لاستجداء الأمريكان للتدخل في شؤون الجزائر مستصحبا التجربة العراقية". وأكد محمد جهيد يونسي انه سيخوض هذه الانتخابات بشعار "التغيير نحو الأحسن" باعتبار أن الوضع الحالي ليس قدرا محتوما على الشعب الجزائري. وتعهد بالحفاظ على الثوابت الوطنية من لغة عربية وإسلام دون أن يصل الى حد الكشف عن توجه يهدف الى إقامة دولة إسلامية في البلاد.