أفادت ممثلة مجموعة "بومبيدو" التابعة للمجلس الأوروبي، فلورونس مابيلو ونسلي، أن برامج التعاون بين هيئتها والجزائر عن طريق الشبكة المتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات "ميدنات" ستضمن أهمية تدعيم أجهزة التعاون بين البلدان المعرضة لخطر المخدرات بغية محاربتها والتصدي لها والحد من انتشارها. شارك خبراء جزائريون وأجانب من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، منذ أمس، في أشغال يومين دراسيين حول تطبيق القانون المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، وأسندت تفسيرات تطبيق القانون إلى قضاة وأطباء وممثلين عن مصالح مكافحة المخدرات، وقد أعلن مدير التعاون الدولي بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، قاسيمي عيسى، أن "83.59 بالمئة" ممن تورطوا في قضايا المخدرات بالجزائر "يقل سنهم عن 35 سنة"، وأضاف أن "84 بالمئة من المدمنين لهم مستوى تعليمي دون المتوسط، وأن 53 بالمئة ليست لهم أسرة متماسكة". وأعطى قاسيمي عيسى عدة تفسيرات تتعلق بالظروف الاجتماعية والنفسية للمدمنين على المخدرات، وقال في مداخلة له إن "25 ألف مدمن دخلوا مراكز العلاج في العشرية الأخيرة". وتعطي الإحصائيات خارطة دقيقة عن بعض الأسباب والخلفيات التي تقف وراء الإدمان، بالنظر للرقم المقدم من قبل المتحدث من أن "84 بالمئة من المدمنين لهم مستوى دون المتوسط، وأن 53 بالمائة ليست لهم أسرة متماسكة"، ما يعني أن عامل المستوى التعليمي مهم جدا وما يعكس ذلك عن آثار جانبية للتسرب المدرسي المبكر، ما جعل الجزائر تعد "فضاء واسعا مستهدفا من قبل شبكات التهريب لأسباب كثيرة" لا سيما لكونها "بلد عبور"، مضيفا أنها أصبحت منذ بضع سنوات "بلدا مستهلكا" للمخدرات خاصة القنب الهندي والمؤثرات العقلية. ويظل المغرب أكبر بلد منتج للقنب الهندي في العالم بنسبة "60 بالمئة" حيث أكد أن "الإنتاج المغربي للقنب يمر عبر الجزائر باتجاه أوروبا والشرق الأوسط مرورا بتونس وليبيا أو عبر الموانئ الجزائرية الرئيسية". ولاحظ مدير التعاون الدولي بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها أن المخدرات آفة العصر ومن بين أخطر المشاكل المهددة للبشرية وإنها ظاهرة عالمية تمس كل الدول والمجتمعات بدون استثناء. وفي هذا السياق أشار إلى أن "5 ملايين شخص مصابون بالسيدا بسبب المخدرات" وأن "مردود تجارة المخدرات في العالم يقدر ب 800 مليار دولار"، ومن جهته أوضح المدير العام للديوان عبد المالك سايح أن "الترويج للمخدرات من طرف شبكات التهريب مرورا بالجزائر أصبح يشكل خطرا تسبب في ارتفاع الاستهلاك على المستوى المحلي".