يعرف ميدان تعليم السياقة المتواجد على مستوى بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة وضعية مزرية، نظرا لعدم توفره على أدنى الشروط اللازمة لتعلم السياقة بطريقة صحيحة، ناهيك عن التلوث الذي يطبع المكان والفوضى العارمة التي تسببها الشاحنات التي تتردد عليه على مدار اليوم. يشتكي المترشحون لنيل رخصة القيادة وكذا المهندسون المشرفون على هذه الاختبارات من الوضعية الكارثية التي باتت تميز ميدان تعليم السياقة الكائن بجسر قسنطينة، الميدان الذي فضلا عن ضيق مساحته يتواجد بمحاذاة مفرغة عمومية كبيرة للقمامة خاصة بالسكان المجاورين، فالإضافة إلى العدد الكبير من المترشحين الذين ينتظرون دورهم لساعات طويلة دون توفر زاوية يلجأون إليها للاحتماء من حرارة الجو صيفا وغبار الشاحنات التي تتردد على المكان بحكم تواجد أكثر من أربع مراكز لتفريغ الخردوات الحديدية المتنوعة، باستثناء بعض العجلات المترامية أمام المحل لإصلاحها والتي يتخذها الشباب مكانا للجلوس. هذه الزاوية، بشهادة البعض ممن يترددون عليها، تزداد تدهورا مع مرور الوقت، بحيث لا يزال المسلك الخاص بتعليم السياقة غير معبد ومليء بالحفر، كما أن المسافة المخصصة للتعليم غير كافية حسب رأي مدراء مدارس تعليم القيادة الكائنة ببلدية جسر قسنطينة ، و ما زاد الوضعية تعقيدا هو الإزعاج الذي يسببه الأطفال دون سن ال15 سنة الذين امتهنوا جمع مختلف الخردوات ونقلها على عربات الجر التي تزاحم السيارات المخصصة لتعليم السياقة مما يؤثر على السير الحسن لامتحانات القيادة ويقلل من تركيز الممتحنين، فضلا عن الخطر الذي يحدق بهؤلاء الأطفال الذين قد يتعرضون لحوادث المرور في أي لحظة. على الرصيف المجاور لميدان تعليم القيادة يستقر أصحاب شاحنات بيع الخضر و الفواكه لعرض خدماتهم لمواطني المنطقة الذين استحسنوا وجود هؤلاء التجار العشوائيين ، رغم الفوضى التي يتسببون في ظهورها و النفايات التي يخلفونها وراءهم ، والإزعاج الذي يطال المترشحون لنيل رخصة السياقة و لعل ما يدعو للدهشة هو أن الموقع أصبح مرتعا لبعض الحيوانات مثل الأغنام والماعز التي تقتات من بقايا القمامة المتنشرة هنا و هناك. و تتضاعف شكاوي الأساتذة المشرفين على الامتحانات و المترشحين على حد سواء خلال حلول فصل الشتاء جراء الصعوبات التي يواجهونها في آداء مهمتهم على أرضية مهترئة كلها أوحال ، ناهيك عن برك المياه التي تتشكل بسبب كثرة الحفر .