سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوتفليقة يهنئ أبطال الجزائر في قصر الشعب أويحيى : لا نتكلم عندما نفعل
أرسلت بواسطة امل , êواêر 05, 2010
Votes: +0
أرسلت بواسطة amina , êواêر 09, 2010
Votes: +0
استقبال رائع ومؤثر ومشبع بروح الفخر والاعتزاز ذلك الذي خص به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أبطال ملحمة أم درمان الذين ثأروا بمنتهى الحضارة لكرامة الجزائر التي أزهقت في القاهرة، وصافح بوتفليقة المدرب رابح سعدان وأشباله واحدا واحدا وهنأهم بالنصر المؤزر على الفريق المصري الذي كان بوابة الجزائر نحو مونديال جنوب إفريقيا . وفي حفل العشاء الذي نظمه رئيس الجمهورية بقصر الشعب على شرف قاهري الفراعنة بعد عودتهم من الخرطوم، هنأ كبار مسؤولو الدولة الفريق الوطني على هذا الإنجاز التاريخي، ووقف على يمين الرئيس بوتفليقة لتحية أشبال سعدان الرجل الثاني في الدولة عبد القادر بن صالح رئيس المجلس الأمة، وإلى جانبه عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني، وقايد صالح قائد أركان قوات الجيش الوطني الشعبي، وأحمد أويحيى الوزير الأول، وعبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، ووزير الدولة وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني بالإضافة إلى سعيد بوتفليقة مستشار رئيس الجمهورية . ساعات طويلة في انتظار رافعي هامات الجزائر توجهنا إلى قصر الشعب على الساعة الثانية زوالا على أساس أن المنتخب الوطني سيصل من الخرطوم في هذا الوقت بالذات، لكن الأخبار كانت تصلنا عبر الهاتف تؤكد أن الطائرة التي تقل رفاق عنتر يحيى وشاوشي لم تصل بعد من الخرطوم إلى مطار هواري بومدين الدولي، جلسنا في إحدى قاعات قصر الشعب نتبادل أحاديث حول مباراتي الجزائر ومصر في القاهرةوالخرطوم وما دار حولهما من كواليس وأحداث مثيرة، خاصة بعد موقعة أم درمان وتأهل '' الخضر '' إلى المونديال، وقد انظم إلى حديثنا أفراد من الفرقة النحاسية للحرس الجمهوري الذين كانوا متأثرين وفرحين بالنصر المؤزر الذي حققه المنتخب الوطني على نظيره المصري . وبعد نحو ساعة من الزمن توجهنا إلى ساحة قصر الشعب المميز بطابعه المعماري المغاربي وجلسنا في ساحته التي تحيط بها حديقة خضراء غاية في الروعة وتتوسطه نافورة جميلة، وبعد برهة من الزمان بدأ نجوم الرياضة في الجزائر يتوافدون على قصر الشعب أمثال مرزقان، مدان، بن شيخة، بالإضافة إلى مسيرين ورسميين ليلحق بهم نجوم الفن أمثال فلة عبابسة وشقيقتها نعيمة وحسيبة عمروش والشاب توفيق وصاحب رائعة '' جيبوها يا لولاد '' والفنان الشعبي '' شاعو '' والشابة يمينة، ورغم أن المكان رسمي إلا أن الشاب توفيق ومجموعة الفنانين '' المشاغبين '' حولوه إلى قعدة شعبية صدحت حناجرهم بالأغاني الممجدة للفريق الوطني والتي كسرت روتين الانتظار . '' زوجي المصري هنأني على تأهل الجزائر '' سيدة جزائرية من منطقة القبائل متزوجة برجل مصري اتصلنا بها لسؤالها عن أجواء الفرح أو الحزن عندهم لتؤكد سعادتها بالانتصار الكبير الذي حققته الجزائر على مصر، وقالت لنا '' إن هذا النصر قضية كرامة ونيف بعد الذي حدث للفريق الوطني في القاهرة، وليس مجرد فوز في مباراة كرة القدم وفقط '' ، وعندما سألناها عن ردة فعل زوجها بعد تبخر آمال منتخب الفراعنة في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، أوضحت بأنها اتصلت بزوجها المتواجد حاليا في فرنسا لتخبره بانتصار الجزائر على مصر وكانت متوجسة خيفة من ردة فعله، خاصة بسبب التهييج الإعلامي المصري عقب المباراة ولكنه رد عليها بكل روح رياضية وهنأها على تأهل الفريق الجزائري إلى المونديال، وقالت '' الحمد لله الذي أعطاني رجلا متدينا ومتفهما ''. وعبرت عن أسفها للحملة التي يشنها الإعلام المصري هذه الأيام ضد الجزائريين واتهامهم بشتى النعوت التي لا تليق، وأن مشجعي الفراعنة يتعرضون للاعتداء على أيدي الأنصار الجزائريين، وروت لنا قصة فتاة مصرية حولها الإعلام المصري إلى ضحية مطاردات الجزائريين بشكل درامي قبل أن يتبين أن لا شيء مما حدث حقيقة، وأن كل ما هنالك تزييف في تزييف '' ، ولكنها أعربت عن أسفها وخوفها من أن تؤثر هذه الأجواء المشحونة على عملها في مؤسسة مصرية بالجزائر، خاصة وأنها حاليا في بطالة إجبارية بسبب توقف عمل هذه المؤسسة المصرية خوفا من حدوث أي اعتداءات لمناصرين جزائريين على هياكلها وعمالها بعد حادثة اعتداء مشاغبين مصريين على حافلة الفريق الوطني في مصر ورشقه بالحجارة . التصعيد المصري يستفز الجزائريين مجددا بعد هذه المكالمة سألتني سيدة تتولى مسؤولية معينة في هيئة رسمية عن الجريدة التي أعمل فيها وأخبرتني أن مصر استدعت سفيرها في الجزائر للتشاور، وأن البرلمان المصري بغرفتيه يجتمع للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، وأن الفنانين المصريين والإعلاميين قرروا رفع دعوى قضائية ضد السفارة الجزائرية في مصر، وقد تأسفت كثيرا لهذه الأخبار، خاصة وأن الشحن الإعلامي الذي أحاط بمقابلة الجزائر ومصر امتد أثره إلى المسؤولين الرسميين في مصر والذين فقدوا بعض دبلوماسيتهم المعهودة وها هم يخرجون عن واجب التحفظ باستدعاء سفيرهم بالجزائر والتلويح بقطع العلاقات رغم أن مصر تحتاج الجزائر أكثر مما تحتاج الجزائر مصر . وقبل ذلك اتصل بي الأمين العام للاتحادية الوطنية للصحافيين الجزائريين عبد النور بوخمخم وبدا متأثرا للحملة الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام المصرية على الجزائر، خاصة بعد أن وصفت الشعب الجزائري بالإرهابي، وشدد على ضرورة أن نتحرك كنقابة للصحافيين بالتحرك بأسرع وقت للرد على هذه الإهانات التي تجاوزت كل الحدود . كما أن المعلومات كانت تصلني تباعا عبر الهاتف حول ما تناقلته وسائل الإعلام والفضائيات المصرية والعربية حول تداعيات مباراة أم درمان والانعكاسات السياسية وصلت حد تهديد الرئيس المصري إرسال قوات عسكرية إلى السودان لحماية مناصري الفراعنة من أنصار محاربي الصحراء، واستدعاء السودان للسفير المصري بالخرطوم للاحتجاج على التضخيم الإعلامي المصري لأحداث أم درمان وهجومه على السودان واتهامها بالانحياز إلى الجزائر . أبطال الجزائر يصلون قصر الشعب قبل أذان المغرب وصلتنا أخبار تؤكد وصول الفريق الوطني إلى المطار، وكنا ننتظر وصوله إلى قصر الشعب خلال نصف ساعة أو ساعة على أكثر تقدير لكننا فوجئنا بأن الزمن طال كثيرا، ولم تكن لدينا معلومات واضحة حول زمن وصوله، فقد كنا شبه معزولين عن العالم الخارجي في قصر الشعب، الهاتف النقال كان الوحيد الذي مكننا من معرفة ماذا يحدث في الجزائر وخارجها، حيث أخبرني زميل في وكالة الأنباء الجزائريين أن حافلة اللاعبين ما زالت في حي الموز بباب الزوار، وأن تدفقا جماهيريا كبيرا على المطار لاستقبال أبطال الجزائر . وبعد أن تجاوزت الساعة الثامنة ليلا صعدنا إلى القاعة الرئيسية لاستقبال محاربي الصحراء الذين رفعوا رؤوس الجزائريين عاليا في معركة رياضية أخذت أبعادا متشابكة، وكان دخولهم القاعة مؤثرا ومدويا حيث تعالت الزغاريد وشعارات الفنانين '' وان .. تو .. ثري .. فيفا لالجري '' و '' جيش .. شعب .. معاك يا سعدان وجبناها من السودان '' وأخذ بعض الفنانين خاصة الشاب توفيق مناداة اللاعبين بأسمائهم وشكرهم على العمل البطولي الذي قاموا به في أم درمان، ورغم تنبيه الأمن الرئاسي ومسؤولي التشريفات بضرورة التزام الهدوء في حضرة الرئيس إلا أن دخول بوتفليقة إلى القاعة أجج مشاعر الامتنان لهذا الرجل الذي لم يترك الفريق الوطني وأنصار '' الخضر '' يجابهون مؤامرات الفراعنة وكواليسهم لوحدهم . وبعد سماع النشيد الوطني وتحية الرئيس وكبار مسؤولي الدولة للفريق الوطني كان بعض عمال الرئاسة من طباخين وحتى الحرس الجمهوري تخلوا جميعا عن الجانب البروتوكولي وأخذوا يعانقون اللاعبين بحرارة ويأخذون معهم صورا تذكارية، وكذلك فعل بعض الفنانين والصحافيين . الفريق قايد صالح ل '' المستقبل '': وكأنه يوم الاستقلال رغم أننا نعلم جيدا أن الفريق قايد صالح، قائد أركان القوات المسلحة الجزائرية، لم يسبق له أن أدلى بأي تصريح صحفي، إلا أننا أردنا في هذه الليلة الاستثنائية أن ننتزع منه تصريحا استثنائيا، فصافحته بعدما صافحت الوزير الأول أحمد أويحيى وشخصا ثالثا كان واقفا إلى جانبهما لم أتعرف عليه، وسألت الفريق عن شعوره في هذه اللحظات التاريخية كمواطن جزائري، حاول أن يتجنب الرد على سؤالي بدبلوماسية وقال لي '' فرصة أخرى '' وهمّ بالمغادرة ولكنه لم يتمكن من أن يخفي فرحته التي لا توصف بهذا النصر الكبير والتفت إلي وأسر لي في أذني '' انتصار الجزائر على مصر أول نوفمبر أو يوم الاستقلال ''. اما الوزير الاول احمد اويحيى فحاول هو الآخر تفادي الاجابة على اسئلة الصحافيين خاصة بعد الهجمة الشرسة وغير الحضارية للمصريين على الشعب الجزائري، واكتفى بالقول '' نحن لا نتكلم عندما نفعل '' ، وحاولت أن أقترب من وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني لمعرفة موقفه من ردة فعل المصريين العنيفة بعد هزيمتهم في أم درمان، لكنه اكتفى بمصافحتي ورفض التعليق على المصريين، غير أن التفاف الصحافيين حوله جعله يسرد علينا قصة مؤثرة عن جزائري " حراڤ '' ذهب إلى السودان لمشاهدة '' الخضر '' وهناك تعرف على معنى الوطن وطلب السماح من الجزائر التي لم يعرف قيمتها إلا اليوم . أما الرجل الثاني في الدولة عبد القادر بن صالح فعندما سألته عن موقفه من تأهل الجزائر إلى المونديال وتداعيات ذلك على العلاقات بين الجزائر ومصر، قال بدبلوماسية '' لا يوجد أضخم من اجتماع الشارع الجزائري، ونحن نمثل الشعب والشعب عبر عن موقفه '' ، وكانت الفرصة مناسبة لأعاتب رئيس مجلس الأمة على صعوبة حصولنا على حوارات حصرية معه، خاصة وأنه كان في يوم من الأيام واحدا من العائلة الإعلامية، فقال '' أفضل أن أكون مقلا في الكلام ''. بلخادم : '' لا يمكن أن تصل الأمور إلى قطع العلاقات بسبب مباراة '' وجدنا صعوبة كبيرة في الحصول على تصريح رسمي من المسؤولين الجزائريين إزاء الحملة المصرية الشرسة التي تجاوزت حدود الأخلاق، والتي انخرط فيها للأسف حتى مسؤولون رسميون من أجل توجيه أنظار الشعب المصري نحو عدو وهمي لتجنب سخط الجماهير المحبطة بعد ان تبخر حلم المونديال، لذلك قلت لبعض الزملاء إننا لن نجد أفضل من عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الأسبق ليجيب على أسئلتنا، وعندما تراءى لنا من بعيد لوحت له بيدي وبادلنا التحية بوجهه المشرق والمتواضع كعادته، واقتربنا منه وأجابنا بكل أريحية ودون تحفظ . وأوضح بلخادم أن الجزائر لم تكن متخوفة من نقل الجماهير الجزائرية إلى الخرطوم، ولكن التخوف '' في مدى قدرة السودان على إيواء الأعداد الكبيرة من الجزائريين، خاصة وأنني أعلم قدرات السودان في هذا الجانب '' شاكرا الخرطوم على توفير مخيم لإيواء 0052 جزائري، وفتحوا معرضا لنصب 004 خيمة جزائرية، كما أن الشعب السوداني فتح بيوته لاستقبال جزائريين وهناك من ترك الجزائريين ينامون في بيوت غير مكتملة . وبالنسبة لما يتعرض له الشعب الجزائري من هجوم مصري عنيف وصل إلى حد التهديد بقطع العلاقات بين البلدين أرجع بلخادم ذلك إلى '' النظرة الاستعلائية للشعب المصري '' مضيفا أن '' شعبنا يقدر كل شيء لكنه يرفض أن يطعن في رموزه '' معتبرا أن الأمر قضية همة وتحد، وأن اللاعبين أثبتوا جدارتهم في الميدان . وقال وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية '' ذهبنا لنلعب في الميدان مباراة في كرة القدم، وكانت المقابلة نظيفة والحكم نظيفا والجمهور أكثر من نظيف '' ، وحول اتهامات المصريين لأنصار '' الخضر '' بالاعتداء عليهم في الخرطوم عقب المباراة أجاب بلخادم '' إن بعض الأمور قد تحدث حتى في المقابلات المحلية '' مضيفا أن الادعاءات المصرية '' لا أؤكدها ولا أنفيها ''. لكنه عبر عن أسفه واستيائه من تصريحات رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم الذي رفض أن يذكره باسمه '' لأنه تمنى قبل عشرين يوما من المقابلة الفاصلة فوز مصر على الجزائر ''. ورفض بلخادم التعليق على استدعاء مصر لسفيرها بالجزائر السيد سيف النصر وقال بكل برودة ولا مبالاة '' لا أعلق على هذا الاستدعاء لأن هذا أمر يخص المصريين وحدهم واستدعاء سفيرهم للتشاور أو عدم استدعائه أمر لا يخصنا نحن '' ، معترفا في السياق ذاته أن '' الجو مشحون إعلاميا بين الجزائر ومصر، ونحن في أخلاقنا عندما نحصل على ما نريد لا يهمنا ردود الآخرين ''. واستبعد الأمين العام للأفلان أن يصل الشحن الإعلامي بين البلدين إلى درجة قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معتبرا أن الأمر في نهاية المطاف مجرد مباراة في كرة القدم، وأشار إلى أنه في آخر زيارة له إلى مصر تابع في شرم الشيخ حصة في قناة دريم المصرية حصة حول مباراة الجزائر ومصر وكان أغلب المتدخلين من المصريين رفض هذا الشحن الإعلامي، وقال معلقا '' للأمانة لقد أنصفنا المصريون قبل غيرهم في هذه الحصة ''. وعلى صعيد آخر، أرجع بلخادم عدم تفعيل 04 اتفاقية مع السودان إلى عدم وجود خطوط جوية وبحرية مباشرة بين البلدين وشح المبادلات الاقتصادية، لكنه أشار إلى أن للجزائر وجودا في السودان ويمكن مساعدة هذا البلد في بعض الميادين التي تملك الجزائر فيها خبرة مميزة خاصة في مجال النفط، مشددا على ضرورة رفع سقف المبادلات التجارية بين البلدين . شاوشي، عنتر يحيى، زياني والآخرون .. كنتم رائعين حقا نهاية حفل العشاء الذي نظمه رئيس الجمهورية على شرف لاعبي الفريق الوطني اختتم بأخذ صور جماعية لهؤلاء الأبطال في جو مفعم بالسعادة والفرح ومشبع بالفخر والاعتزاز، خاصة أن انتصار الجزائريين في الميدان على المصريين أثبت للجميع أنه لولا المؤامرة التي دبرت بليل ضد محاربي الصحراء في " كمين الأتوبيس '' لانتصرنا على المصريين في عقر دارهم ولأخذنا تأشيرة التأهل إلى المونديال من ملعب القاهرة، فألف حمد وشكر لك يا رب . مصطفى دالع