كشف أمين عام بنك البركة بالجزائر حيدر ناصر أمس، عن تخلف أعداد كبيرة من المستفيدين من القرض الحسن، عن تسديد أقساط القروض التي تحصلوا عليها في إطار صندوق الزكاة. وقال إن قيمة المستحقات التي لم تسدد ''بلغت 35 مليون دينار في جوان .''2009 وتوقع المتحدث أن نسبة الامتناع عن التسديد ''ستتضاعف مستقبلا''، داعيا إلى استحداث آليات لمتابعة سير مشاريع القرض الحسن، وحمل المستفيدين على تسديد الديون العالقة بذمتهم، وأضاف ''بما أنه لا يمكن متابعة المتخلفين قضائيا من قبل الصندوق، فينينبغي والحال كذلك اللجوء إلى وسائل الضغط المعنوي، من قبل الأعيان والأئمة وكبار المزكّين، واتباع أسلوب التعزير المعنوي''، ونبه مسؤول البنك الذي يشارك في تسيير أموال الزكاة، إلى أن تلك الممارسات ''تعد انحرافا من شأنه تشويه سمعة الصندوق، وتحويل القروض التي يقدمها إلى قروض استهلاك بدل استغلالها في إنشاء مشاريع''. وجاءت تصريحات ناصر، لدى تدخله في أشغال يوم إعلامي حول صندوق الزكاة نظم بدار الإمام بالعاصمة. بدوره أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بذات المناسبة، وجود حالات التخلف عن تسديد ديون الصندوق، وأقر بوجود عجز في تحصيلها، ''لأنه لا يمكننا اللجوء إلى القضاء، فهذا الأمر لا يليق بنا لأن وظيفتنا تربوية بالأساس''. واشار إلى أن هذه المشكلة ''ستتم معالجتها عبر لجان ولائية مصغرة، سيتم إنشاؤها خلال العام الجاري، وستتولى مرافقة طالبي القروض، وتنظيم تكوين لصالحهم في مجال إنشاء وتسيير المؤسسات، حتى يجتنبوا الفشل''. ويندرج إنشاء تلك اللجان في إطار سعي الوزارة إلى تحويل صندوق الزكاة إلى مؤسسة مستقلة بحلول نهاية العام 2010 لمعالجة جميع الاختلالات التي ظهرت منذ بداية العمل بهذه القروض. كما أكد الوزير، أن التفكير جار لرفع قيمة القرض الحسن، التي تتراوح حاليا ما بين 25 إلى 30 مليون سنتيم. وقال إن الزيادة المستقبلية ''لن تكون محددة على المستوى الوطني، بل تسيتم ضبطها حسب إمكانات كل ولاية وما يتم تحصيله من أموال على مستواها''.