أعلنت الحكومة الإسبانية، صباح أمس، أنها تسلمت رسميا رهينتيها اللذين كانا محتجزين منذ نوفمبر الفارط لدى مختار بلمختار ''خالد أبو العباس المكنى بلعور'' في صحراء مالي، وأفيد أن بلمختار سلم الرهينتين للوسيط المصطفي الإمام الشافعي مستشار رئيس بوركينافاسو، فيما تسلمت ما تسمى ''القاعدة'' عمر الصحراوي وفدية لا تقل عن أربعة ملايين أورو. قالت أنباء نقلا عن مصادر قبلية، قالت إن ''أبو العباس'' يحتمل أن يكون تلقى فدية تقدر ما بين 4 إلى 5 ملايين أورو عن كل رهينة، لكن صحيفة ''الموندو'' لما تحدثت عن الإفراج عنهما قالت إنه يأتي مقابل الإفراج عن مدبر عملية اختطافهم وفدية قدرها 3,8 مليون أورو تم دفعها على مرحلتين. وغادرت أمس طائرة لسلاح الجو الإسباني نحو عاصمة بوركينافاسو وعلى متنها كاتب الدولة للتعاون الدولي، ثريا رودريغيز، وعدد من أقارب الرهينتين، حيث أعلن فرانشيسك اوسان مدير منظمة اتشيو سوليداريا الكاتالونية التي كان يعمل الاسبانيان لصالحها، إن الرهينتين أصبحا في ''منطقة آمنة'' ومن المفترض وصولهما إلى برشلونة بالطائرة هذه الليلة (أمس). وكان الإسبانيان المحرران (روكي باسكوال وآلبير فيلالتا)، قد اختطفا رفقة أليثا غاميز، التي أطلق المختطفون سراحها في شهر مارس الماضي، بعد أربعة أشهر من الحجز في معاقل تنظيم ما يسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' في الشمال المالي. والثلاثة التابعون ل ''برشلونة آكسيوه صوليداريا''، كانوا ضمن قافلة إنسانية تنظمها بلدية برشلونة للعام التاسع على التوالي، حيث تمت عملية اختطافهم مساء الأحد 29 نوفمبر 2009 على بعد 165 كلم من نواكشوط، بعد قيامهم بتوزيع مساعدات طبية وسيارات إسعاف على بلديات نواذيبو والتجمعات السكنية المجاورة. وجرى الإفراج عن الرهينتين في شمال مالي، ثم نقل كل من روكي باسكوال وألبرت فيلالتا إلى الحدود بين مالي وبوركينافاسو. فيما يتوقع أن تصل طائرة اسبانية لنقلهما إلى مدريد. وأشرف على عملية الوساطة بين ''التنظيم الارهابي'' والحكومة الاسبانية المصطفي ولد الإمام الشافعي مستشار رئيس بوركينافسو. وتردد أن ولد الشافعي هو من تسلم الرهينتين الاسبانيين ورافقهما إلى الحدود المالية مع بوركينافاسو. وأثار نشر وسائل الإعلام لنبأ إطلاق سراح الرهينتين استياء الحكومة الاسبانية التي بادرت إلى نفي الخبر، ودعت إلى التعامل مع القضية بحذر وبحس المسؤولية. ودعا ناطق باسم الحكومة الإسبانية إلى التريث تعليقا على الأنباء التي تحدثت عن الإفراج ومن شأن هذه الخطوات أن تؤدي إلى توترات جديدة داخل مجموعة بلدان الساحل. ولكن اللافت، هو عودة اسم الأمير السابق ل ''التنظيم الارهابي'' في الساحل الصحراوي، الإرهابي مختار بلمختار (بلعور أبو العباس)، ما يعني أن تغييرا ما قد طرأ على موقفه من رغبته في تسليم نفسه، ويبدو أن المفاوضات قد ''فشلت'' مجددا مع الإرهابي الخطير بلمختار بسبب ''محاولة فرض شروط كثيرة''. ويخلف بلمختار على رأس المنطقة الصحراوية حاليا يحيى جوادي، وكثيرا ما تردد بأن بلمختار يرغب التخلي نهائيا عن العمل الإرهابي والاستقرار لدى قبلية البرابشة وهي من طوارق شمال جمهورية مالي بعد الزواج من ابنة أحد أعيان هذه القبيلة العربية التي تستقر بالمنطقة.